الملخص:
- إنتخبت اللجنة المركزية لحزب البعث قيادة قطرية جديدة
- أين هي مسؤوليات القيادة القديمة وما هي تحديات القيادة الجديدة ؟
- السؤال كيف نجحت المؤامرة في إقتطاع شرائح اساسية من المجتمع السوري
- صمود سوريا ما كان لولا حزب البعث بما يمثله ميراث الرئيس حافظ الأسد وإنجازات الرئيس بشار الأسد و ابرزها الجيش العقائدي
- المراجعة النقدية واجبة في طرح الأسئلة
- لماذا أهمل الكراد ؟
- ما هي الفلسفة التي جعلت الإقتصاد ينمو في العقارات والسياحة والمصارف وأهملت الزراعة
- لماذا تم إلغاء كل نشاط جامع لشباب سوريا فإنقسموا بين رواد النوادي الليلية ورواد المساجد ؟
- لماذا تركت الظاهرة الدينية بيد المتطرفين وتركت مناهج التكفير تدرس في المساجد ؟
- ماذا أعد الحزب لمواجهة زمن الإنفتاح الإعلامي ؟
- لقد اثبت الرئيس بشار الأسد أهليته لقيادة سوريا والعالم العربي ومن حقنا أن نتطلع لقيادة تضيف إلى رصيده و لاتستهلكه
- اهنئ الأمين القطري المساعد واقول له حلب قبل غيرها تنتظر الكثير ممن حملته نضالاته وثباته ومواقفه وتاريخه من بين صفوف مواطنيها الطيبين
النص كاملا:
[b style="padding: 0px; margin: 0px;"]حزب البعث في سوريا [/b]
- إنتخبت اللجنة المركزية لحزب البعث قيادة قطرية جديدة بالنيابة عن المؤتمر الحزبي المؤجل والذي حالت الظروف الراهنة أمنيا دون عقده بصورة كاملة العضوية والمهام والآليات
- القيادة الجديدة لا تضم ايا من أعضاء القيادة السابقة وهذا يعني في المعايير التقليدية للأحزاب إقصاء القيادة القديمة كلها بآلية حزبية من آليات المساءلة والمحاسبة و ليس مجرد تجديد للدماء والوجوه ، وسوريا تعيش عاصفة محنة وطنية تهدد وحدة ترابها ونسيجها الإجتماعي وخياراتها الوطنية والقومية ، والقيادة القديمة تحمل مسؤولية إدارة الحزب الحاكم وفقا لنصوص الدستور القديم بمادته الثامنة وكانت بين يديها كل مقدرات الدولة والبلاد
- أين هي مسؤوليات القيادة القديمة وما هي تحديات القيادة الجديدة ؟
- إذا إنطلقت التجربة الجديدة من مبدأ عفا الله عما مضى ويجب حفظ الرفاق الذين تولوا مهام القيادة من أي نقاش أو محاسبة ولو سياسية فهذا يعني أول خطوة مؤكدة نحو الفشل ، ويعني أن الذي جرى لن يحمل تباشير التغيير الذي تحتاجه سوريا وينتظره الناس من حزبها الذي لايزال يقود المواجهة دفاعا عنها ، فللحزب رصيد كبير يبدأ من كون الأمين القطري للحزب هو رئيس الدولة والقائد العام للقوات المسلحة وقد صار رمزا للمقاومة والصمود ،وللثوابت التي يتمسك بها أغلب السوريين، ويوما بعد يوما يتراكم له رصيد ثقة راسخة بين الذي خاضوا وتوهموا بما يحمل المسخ الهجين المسمى بالربيع العربي
- إذا تصرفت القيادة الجديدة بمنطق فتح ملفات شخصية للقيادة السابقة فهذا يعني كيدا وتنكيلا له حساباته السلطوية و قطعا لدابر النقد العميق والحقيقي الذي وحده يحمل المفهوم السياسي والحزبي للنقد والمحاسبة والمساءلة ، لأن ما تحتاجه سوريا وحزب البعث هو النقد المنهجي للمرحلة السابقة لجهة الكشف عن نقاط الضعف والثغرات التي تراكمت في ظل القيادة السابقة كمنهج عمل وتحولت إلى أحد مكونات الأزمة واسباب إنفجارها والمدى الذي بلغته
- ليس السؤال الذي يمكن توجهيهه للمرحلة السابقة هو كيف تمت عمليات الثراء الفاحش لمن يفترض أنهم جاؤوا إلى صفوف الحزب مناضلين من صفوف الكادحين ، ولا كيف صار أولادهم ممن يملكون الأعمال والثروات ويمسك بعضهم بمفاصل حياة هامة في حياة البلد والناس ، ولا كيف كانوا غطاء للكثير من حالات الفساد التي يتداول الناس سيرتها في مجالسهم وبيوتاتهم ، ولا كيف كان أغلب الذين يطلون اليوم كعناوين للتآمر على سوريا من المحظيين في مجالسهم ومن مرشحيهم لتولي المسؤوليات العامة في الدولة ، فهذه كلها نتائج يجب وينبغي التوقف عندها ، لكنها ليست المفتاح الذي يجلب لسوريا التغيير المنشود
- السؤال طبعا في السياسة وحدها و في الأداء السياسي السابق واللاحق للأزمة ، وليس المقصود هنا تحميل القيادة السابقة مسؤولية وجود مخطط حربي متكامل لإطاحة سوريا تشاركت فيه أكثر من نصف دول العالم ورصدت له موازنات تفوق الموازنة السورية لعشر سنوات ووضعت لحسابه كل آلة الفتوى في العالم الإسلامي وكل إمكانيات صناعة الرأي العام النافذة والمؤثرة وتنظيمات عريقة تاريخيا واسعة الإنتشار الجغرافي على رأسها ابرز تنظيمين عالميين في العالم الإسلامي هما الأخوان المسلمون والقاعدة الممسكان بدفة الحكم في تركيا ومصر من جهة وبالجغرافيا العسكرية لأفغانستان وباكستان والعراق من جهة اخرى و في الخلفية أميركا على راس حلف الأطلسي كله وفي الصميم إسرائيل ومال الخليج الوفير وحقد حكامه
- السؤال هو هل كان قدرا أن تنجح هذه الخطة الحربية أو المؤامرة في إقتطاع شرائح اساسية من المجتمع السوري و تحولها إلى وقود لحربها ؟ وهل كانت السياسات و الإدارات الإقتصادية والحكومية والحزبية سندا لنجاح هذه الخطة أم عائقا في طريقها ؟ و السؤال هو أين كانت الأخطاء المنهجية واين كانت الأخطاء المسلكية والفصل التام بينها ، لأن المحاسبة على المسلكي منها يذهب مع رحيل اصحابه بينما المنهجي يبقى مقيما ويزداد خطرا ما لم يطاله التصحيح
- الأكيد أن حجم الحرب وقواها كان كافيا لتحقيق الكثير أكثر مماحقق في سوريا لولا حزب البعث ودوره وتاريخه ووجوده ، لكن كيف كان ممكنا ان تحقق اقل مما حققت هذه الحرب لو كانت القيادة الحزبية قد اعدت وإستعدت للحظة النزال ؟ فما وفره الحزب لصمود سوريا لم يكن بفضل سياسات ومناهج عمل قيادته بل لحيوية وإمتداد فكر الحزب ومبادئه الوطنية والقومية والإجتماعية و إنجازاته على هذه الأصعدة منذ الثورة الزراعية و وحرب تشرين وما اسسه الرئيس حافظ الأسد ، وصولا للإنجازات الهائلة التي حققها تبني سوريا مع الرئيس بشار الأسد لخيار المقاومة ومناخ الشعور بالعزة الوطنية التي وفرتها لجموع السوريين وخصوصا في مواجهة منفردة خاضتها سوريا بقرار من الرئيس بشار الأسد بوجه الحرب على العراق والعداون على لبنان و فلسطين حيث حازت سوريا وقائدها وجيشها مكانة عابرة للشعوب والطوائف والمذاهب ولولاها لما كانت الفتنة تكسرت على جدران سوريا ولولاها لما كان لسوريا جيش لا تفت عضده العاتيات
- الأسئلة المنهجية هي من نوع لماذا تعطل قرار تسوية المسالة الكردية في سوريا رغم قرار منح الجنسية لمكتومي القيد منذ المؤتمر السابق في العام 2005 ومن اين جاءت نظرية الحاجة لتوازن عربي كردي في المناطق الشرقيةوالشمالية قبل اي تسوية ؟
- ما هي معايير السياسات الإقتصادية التي حكمت سوريا طوال سنوات وحولتها نحو الإقتصاد الريعي المعتمد على العقارات والسياحة والمصارف وأهملت فيها الزراعة وتراجعت مواردها فتراكمت متواليات الهجرة من المدينة إلى الريف وتنامت العشوائيات تحت النظر والسمع وتشكلت منها بؤر الإنفجار التي حملتها الأزمة ؟
- لماذا ألغيت الحياة الحزبية الداخلية وعلقت الديمقراطية في مستوياتها وجمدت الحركة الطبيعية في مفاصلها ؟ لماذا منحت الحصانة لكل مفاصل الدولة والحزب بما يعادل حصانة الرئيس الذي يشكل وحده رمز الشعب والحزب والدولة وصارت حصانة المسؤول مثل حصانة الخيارات الوطنية والقومية وصار النقد لأي مستوى من هذه المتسويات في تفاصيل الأداء اليومي شأنا يمس الأمن القومي ؟
- لماذا علبت المؤسسات الدستورية وتحولت إلى مشهد فولكلوري في زمن رئيس آمن وعمل ومنح الفرصة لدولة المؤسسات ؟ كيف صار مجلس الشعب مجرد ديكور لا يحوز ثقة الذين إنتخبوه ويتندرون على أعضائه في مجالسهم و تجمدت كل فرص التصويب للمسارات في علاقة بين حكومة وبرلمان يكتفي الحزب فيه بإمتلاك القرار في مجالات الأمن القومي ويترك للبعد الداخلي الإقتصادي والإجتماعي والإداري فرص المساءلة والمحاسبة و الإحتكام لقواعد لعبة تتيح إطاحة وزير او حتى حكومة في البرلمان بدلا من إنتقال الإنفجار للشارع ؟
- لماذا جرى مع إلغاء البعد التدريبي العسكري للمنظمات الشبابية إلغاء كل نشاط جامع لشباب سوريا فإنقسموا بين رواد النوادي الليلية ورواد المساجد ؟ لماذا أهملت الظاهرة الدينية وتركت بيد المتطرفين وتركت مناهج التكفير تدرس وتبني وتكبر تحت النظر والسمع ؟
- من اين جاءت نظرية الوضع تحت السيطرة في بداية الأزمة وما حجم التحليل العميق للحرب و مداها وكيفية مواجهتها بدلا من الإستخفاف بها بمنطق غرور القوة ؟ ومن اين جاءت بعد التفاقم نظرية أن ما يجري هو مواجهة بين الأمن والناس والحزب لا يتحمل مسؤولية ما يجري فالنأي بالنفس هو السياسة ؟
- ماذا أعدت قيادة آخر الأحزاب العربية العقائدية القومية الحاكمة لمواجهة زمن الإنفتاح الإعلامي واي قدرات ومستويات من المواجهة قد أعدت والحروب صارت تخاض على العقول وآلاتها لم تعد الدبابات بل الفضائيات ؟
- هذ الأسئلة ومثلها هي عناوين المراجعة التي على القيادة الجديدة البدء بها وتقديم مقاربة فكرية سياسية تحليلية نقدية لها ، ومجاورتها برؤية منهجية لخطة العمل التي تجسد تجاوزا نظريا للسلوك القاتل ، وإستبدالا له بسلوك يستنهض الحزب الذي يتوقف على نهوضه قدرة الخيار القومي على مواصلة الإمساك بالبلد العربي الأهم والأخطر في الجغرافيا السياسية للمنطقة وربما للعالم
- ببساطة شديدة لقد اثبت الرئيس بشار الأسد وهو القيادي البعثي الأصغر سنا بين رفاقه ويفترض أنه الأقل خبرة بينهم ، أهليته لقيادة سوريا والعالم العربي في أصعب وأشد الظروف والتحديات ، ونجح في التحول إلى رمز يجمع حوله حب أغلب السوريين ، فكيف يكون الحزب رصيدا يضاف لرصيد الرئيس لا عبئا يغرف من هذا الرصيد ، وغالبا لإعتبارات ومصالح لا تتصل أبدا بالقضايا والمسؤوليات التي يفترض أنها في صلب مبررات دورالحزب ووجوده
- أنا شخصيا لدي آمال كبار رغم تحفظات كثيرة لكثيرين على بعض أشخاص القيادة الجديدة وأتمنى من الرفيق الصديق هلال هلال الذي تولى مهام الأمين القطري المساعد أن يعتبر هذه المقالة بمثابة رسالة شخصية مني له بمناسبة تهنئته بتسلم مهامه الجديدة ،فالطريق مهما كانت صعوباته في ظل التعقيدات الداخلية والخارجية المحيطة بمهمته والتي نعرفها ونقدر حجم تأثيرها ، إلا ان من يعمل في ظل زعامة بقامة الرئيس بشار الأسد ويحوز ثقته يملك رصيدا كافيا للإقلاع بسلام ، وحلب قبل غيرها تنتظر الكثير ممن حملته نضالاته وثباته ومواقفه وتاريخه من بين صفوف مواطنيها الطيبين ، الذين كتبوا من حلب معه أسطورة صمود سوريا بوجه الفتنة وصدوا تحت قيادته حرب التتريك والعثمنة وحموا بدمائهم وآلامهم مستقبل العرب والعروبة و معركة حلب هي معركة المصير في تاريخ الأمة المعاصر ونحن في قلبها