عدلي منصور يؤدي اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا لمصر ويدعو إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية حقيقية بمشاركة كافة أطياف الشعب

أدى المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا لمصر.

وكان المستشار منصور أدى اليمين الدستورية كرئيس للمحكمة الدستورية أمام أعضاء الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية المصرية المكونة من عشرة أعضاء في قاعة المستشار عبد الرحمن نصير بالمحكمة.

وذكر موقع صحيفة اليوم السابع المصرية أن أعضاء المحكمة حضروا وهم يرتدون الثوب والوشاح الخاص بالمحكمة بينما قام المستشار عدلي منصور بتلاوة القسم على أن يحافظ على العمل بالدستور والقانون.
وكان وزير الدفاع المصري أعلن في بيان الليلة الماضية باسم القوات المسلحة المصرية عزل محمد مرسي وسط حالة من الفرح والابتهاج التي سادت بين المتظاهرين الذين احتشدوا في الشوارع وبمختلف الساحات المصرية.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أنه تم إيداع سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة ومحمد رشاد بيومي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمنطقة سجون طرة.
وكانت الأجهزة الأمنية ألقت القبض الليلة الماضية على الكتاتني وبيومي ومازالت تلاحق عددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين بالتحريض على العنف وتكدير الأمن والسلم العام.
وأعلن مصدر أمني مصري في وقت مبكر اليوم أن السلطات تحتجز الرئيس المخلوع محمد مرسي.
ونقلت رويترز عن المصدر قوله إن مرسي ومعاونه عصام الحداد محتجزان في منشأة تابعة للمخابرات الحربية.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة الأهرام الحكومية المصرية في عددها الصادر اليوم أن قوات الأمن المصرية أمرت باعتقال 300 عضو في تنظيم الإخوان المسلمين الذي ينتمي إليه مرسي.
وأكد مسؤول في وزارة الداخلية المصرية لوكالة الصحافة الفرنسية أن البحث جار عن أعضاء في الإخوان المسلمين بعد صدور مذكرات توقيف بحقهم.
وكان مصدر أمني مصري أعلن في وقت سابق أن قوات الأمن اعتقلت الليلة الماضية رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني سعد الكتاتني ونائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين رشاد البيومي.
يذكر أن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أعلنت أمس خارطة مستقبل لمصر خلال الفترة القادمة بالتشاور مع بعض القوى والرموز الوطنية والسياسية والشباب وقررت عزل مرسي وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية ولحين انتخاب رئيس جديد الامر الذي اثار فرحة عارمة بين مئات الآلاف من المصريين المحتشدين في الشوارع.
إلى ذلك أعلن عمرو موسى عضو جبهة الإنقاذ ورئيس حزب المؤتمر المصري أن المشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة في مصر تبدأ الآن.
وقال موسى في تصريحات للصحفيين "المشاورات بدات الآن لتشكيل حكومة وإجراء المصالحة" مضيفا "إنها نهاية نظام مرسي.. انتهى الأمر".
وأوضح موسى أن المشاورات بدأت بتطبيق الخطة التي أعلنها وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي والتي تقضي بتعطيل العمل بالدستور وتشكيل لجنة لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.
وفي التطورات الميدانية ارتفع عدد قتلى الاشتباكات بين أنصار الرئيس المخلوع مرسي من جماعة الإخوان المسلمين من جهة ومعارضيه وقوات الجيش والشرطة من جهة أخرى إلى 14 شخصا الليلة الماضية .
وقال اللواء العناني حمودة مدير الأمن بمحافظة مطروح في أقصى شمال غرب مصر إن ثمانية أشخاص قتلوا في اشتباكات بأسلحة نارية في وسط مدينة مرسى مطروح بين أنصار مرسي وجنود مصريين موضحا أنه من بين القتلى مجندان بالجيش.
وأشار حمودة إلى أن أنصار مرسي اقتحموا قسم الشرطة في مدينة الضبعة إحدى مدن محافظة مطروح وأحرقوه بالكامل كما أحرقوا سبع سيارات للشرطة.
من جهته قال محمد نصر مدير الإسعاف في مدينة الاسكندرية الساحلية إن ثلاثة أشخاص قتلوا بالرصاص في اشتباكات في المدينة بين أنصار ومعارضي مرسي تدخلت فيها قوات من الشرطة والجيش.
وأضاف أن القتلى وعددا من الجرحى سقطوا بالرصاص وأن هناك بعض الجرحى أصيبوا بطلقات الخرطوش.
وفي مدينة المنيا في جنوب مصر قال مصدر أمني إن ثلاثة أشخاص قتلوا في اشتباكات بين عناصر من الإخوان المسلمين وقوات من الجيش والشرطة.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن مؤيدي مرسي بدؤوا الاشتباكات وأنهم اقتحموا مبنى ديوان عام محافظة المنيا ورشقوا مبنى مديرية الأمن بالحجارة وحطموا عددا من السيارات وواجهات عدد من المتاجر وفرع بنك قبل أن تشتبك معهم الشرطة.
وفي ردود الفعل على إعلان الجيش المصري عزل مرسي والعمل بخارطة المستقبل دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر معربا عن ما وصفه ب"قلقه العميق" بعد ساعات على عزل مرسي.
ونقلت ا ف ب عن أوباما قوله في بيان بعد اجتماع مع مستشاريه في الأمن القومي بالبيت الأبيض أنه سيطلب من الوكالات والوزارات المعنية درس "التداعيات الشرعية" للوضع الجديد بالنسبة للمساعدة الأميركية التي تدفع سنويا لمصر.
وأضاف أوباما في البيان "تراقب الولايات المتحدة الوضع الذي لم تتحدد معالمه بعد في مصر ونعتقد أنه في نهاية المطاف فإن مستقبل مصر يمكن فقط أن يقرره الشعب المصري.. بالرغم من هذا نحن نشعر بقلق عميق لقرار القوات المسلحة المصرية عزل الرئيس مرسي وتعليق الدستور المصري".
بدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الهدوء وضبط النفس في مصر والحفاظ على الحقوق الأساسية مثل حرية التعبير وحرية التجمع.
وقال بان في بيان "لقد عبر الكثيرون من المصريين أثناء احتجاجاتهم عن إحباطات عميقة ومخاوف مشروعة" داعيا إلى المسارعة في تعزيز الحكم المدني وفقا لمبادئ الديمقراطية.
من جهتها قالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان "أحث جميع الأطراف في مصر على العودة سريعا إلى العملية الديمقراطية بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة والموافقة على دستور وأن يتم ذلك بطريقة لا تستثني أحدا وبما يسمح للبلاد باستئناف وإتمام انتقالها إلى الديمقراطية".
ودعت اشتون جميع الأطراف إلى ضبط النفس مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يبقى "ملتزما بشكل قاطع بدعم الشعب المصري في طموحاته إلى الديمقراطية