سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: منعطفات جديدة و تحديات قادمة الجمعة يونيو 28, 2013 2:50 am | |
|
منعطفات جديدة و تحديات قادمة
الخميس، 27 حزيران، 2013 أوقات الشام د. عامر السبايلة الأزمة السورية تدخل المنطقة في منعطف جديد ,فالأزمة التي طال امدها بدأت بإلقاء ظلالها الأمنية و السياسية على الاقليم. بدءً من الأزمة السياسية في تركيا وصولاً الى تداعيات الأزمات الأمنية في لبنان و العراق. ببساطة, هذا يعني ان دول الجوار السوري ستضطر للتعامل مع المعطيات الجديدة للأزمة في المنطقة. أما على اصعيد الأردني, فالأمر قد يتطلب استعدادات أردنية لمواجهة احتمالات متعددة لانعكاسات تعقيدات الأزمة خارج الحدود الجغرافية السورية. يجمع كثير من المراقبين أن الولايات المتحدة تعمل على تحسين موقعها التفاوضي مع موسكو, الأمر الذي قد يدفع الولايات المتحدة الى تبني سياسات تحايل جديدة على ملف التسوية. من هنا قد تبرز فكرة توظيف الحدود الأردنية على أنها آخر الاوراق المستخدمة لتأزيم الداخل السوري و احداث خرق في معادلات التوازنات على الأرض و الذي يعد المطلب الأمريكي الأول في هذه الايام, خصوصاً اذا ما نظرنا لشكل الأوضاع في دول الطوق السوري: العراق يتعرض لأزمة امنية, تركيا تمر بأزمة سياسية أما لبنان فيختبر أزمة مركبة سياسية و أمنية. ضمن هذا السياق, من الملفت للنظر شكل الانقلاب الحذر الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مشروع التسوية و الذي سينتهي بنقل جنيف "2" الى مرحلة الجمود القصري, هذا يعني بدء مرحلة تغير المعطيات, و التي ستعمل على تفعيل محاولات اعادة رسم المشهد السوري. اذاً, المنطقة على موعد مع واحدة من أدق و أخطر المراحل, نظراً لما ما قد تحمله الأسابيع القادمة من مفاجآت, قد ترتبط ضمنياً بعدم تواني المحور الأمريكي في لحظة معينة عن الزج بما تبقى من اوراق في معركة الداخل السوري ضمن سيناريو "توريط آخر ما تبقى من حلفاء". في المقابل, يبدو أن محور أصدقاء الولايات المتحدة على موعد مع تحديات سياسية جديدة. ف "الربيع العربي" الذي ظهر في بداياته على انه وصفة التغيير الأمثل للخلاص من معسكر أصدقاء أميركا يعود ليطرق بوابة التغيير مجدداً. كثير من الأنظمة السياسية التى اعتقدت انها استطاعت حرف بوصلة التغيير عن وجهتها, تستعد لمواجهة الاستحقاقات السياسية القادمة خصوصاً نادي الممالك و المشايخ الذي يستعد هو الآخر لامتحانات القدرة على مواكبة. من هنا يمكن قراءة خطوة الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بتوريث ابنه تميم على أنها تعبير رمزي عن قص شريط حفل التغييرات القادم. فاختيار الأمير المتنحي لكلمات الامام علي بن أبي طالب: ((ربّوا اولادكم على غير ما درجتم عليه لأنهم مخلوقون الى زمان غير زمانكم" تدل على ان دوافع الأمير بالتنحي هي دوافع مرتبطة ببرنامج تحول كامل في شكل "القروسطيات" الخليجية, فالأمير الجديد سيحمل على عاتقه فكرة التحول الديمقراطي و استحداث نظام سياسي جديد مبني على التشاركية السياسية و استحداث سلطة تشريعية. اذاً, بدء التغيير في المشايخ الخليجية يعني أن دول خليجية اخرى ستكون على موعد مع تحدي مشابه قريباً, المعضلة البحرينية يبدو انها باتت تحتاج لوصفة شبيهة بالوصفة القطرية على أقل تقدير, أما الملك السعودي الذي قطع اجازته في المغرب عائداً لبلاده, فهو يدرك تماماً ان التحدي الأكبر هو خلق نموذج سعودي حداثي شاب, يكون للشباب و المرأة فيه دور كبير في ادارة دفة التغيير. لكن ضمن المناخات المتطاحنة في أروقة أغلب الأسر المالكة, و حالات التنافسية الواضحة على السيطرة مفاصل الدولة, فقد يكون من الصعب تكرار سيناريو التوريث القطري السلس في أماكن اخرى. | |
|