الأربعاء، 26 حزيران، 2013
أوقات الشام
عزز الجيش السوري قواته المتمركزة في محيط المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة بدمشق وريفها، حيث أرسل قوات جديدة إلى منطقة حرستا التي بدأ يتقدم في عمقها منذ يومين، كما عزز حواجزه المنتشرة حول برزة وجوبر والقابون بآليات عسكرية وجنود إضافيين.
وقد رافق "عربي برس" قوة من المهام الخاصة في الجيش السوري، أثناء عملياتها العسكرية في المحور الغربي، الممتد من الزبلطاني لغرب جوبر والقابون، مروراً باستراد حرستا حتى مشارف برزة، حيث يبسط سيطرته على عدة كتل.
لم يكن التحرك سهلاً، إذ ينتشر قناصو المعارضة بشكل كثيف على كامل مساحة المحور المذكور، متخذين من المباني المهدمة جزئياً متاريس لهم، ما يجعل تصدي الجيش لهم أمراً صعباً للغاية، يفرض عليهم التحرك ببطء، وبواسطة مدرعات عسكرية.
كانت مهمة الجيش الأولى هي تحرير مخفر الزبلطاني الذي يسيطر عليه مسلحو المعارضة، فهاجم الجيش المبنى بمختلف أنواع الأسلحة، وردت المعارضة المسلحة بعنف على مصادر النيران وآليات الجيش، الأمر الذي لم يدم طويلاً، حتى بدأ أت النيران تتصاعد من المبنى، فطوقه الجيش وأخمد النيران وبسط سيطرته عليه.
تابعت القوة العسكرية تقدمها شمالاً، وهاجمت معاقل للمعارضة المسلحة في غرب جوبر، واستهدفت الدبابات متاريسهم التي تحمي معاقلهم في المباني شبه المهدمة. فيما كانت عربة الشيلكا تغطي تقدم القوات الراجلة والدبابات كي لا يتمكن مقاتلو المعارضة من استهداف الآليات بصواريخ "م.د" المضادة للدبابات.
كان رد المعارضة المسلحة خجولاً، فقد ردت برشقات متفرقة من الرشاشات، وذلك أثناء انسحاب من تبقى من عناصرها حياً، دون أن يوقعوا أي إصابة مباشرة في صفوف قوات الجيش السوري، إلى أن تابع الجيش تقدمه دون أن ينصب حواجز له. ورداً على سؤال "عربي برس" عن سبب ترك المواقع التي سيطر عليها الجيش فارغة، قال مسؤول عسكري ميداني أن الأمر يندرج ضمن خطته العسكرية.
وبعد أن أنهى الجيش السوري مهامه في عمق جوبر، التف إلى الاستراد المطل على برج المعلمين، وهو برج ضخم مدعّم بالاسمنت المسلح، ويشكل عقدة استراتيجية بالنسبة للجيش السوري، بسبب تحصن قناصي المعارضة المسلحة فيه، واستخدام عدد من شققه المهجورة كمخازن سلاح ومنصات إطلاق قذائف هاون نحو عمق العاصمة دمشق.
بدأ التنسيق بين عربة الشيلكا والدبابات المرافقة للوحدة العسكرية مع المدفعية التي قصفت أهدافاً مباشرة في البرج، ما أدى لكشف تحرك مسلحي المعارضة داخله، فتمكنت القوات الراجلة من استهدافهم وقتل عدد كبير منهم.
إلى ذلك أنهت الوحدة العسكرية سلسلة مهماتها في منطقة القابون، حيث داهمت مبنى مكتظ بمقاتلي المعارضة، وتمكنت من قتلهم جميعاً، ولم يتم التعرف على هوية القتلى لعدم حيازتهم بطاقات شخصية أو جوازات سفر، فيما تبقى اللحى الطويلة والشاربين المحفوفين، بالإضافة لرايات تنظيم جبهة النصرة، هي هوية القتلى الوحيدة.
انتهت جملة عمليات الوحدة العسكرية السورية التي أوكلت إليها بنجاح، دون سقوط أي شهيد أو جريح أو إعطاب أية آلية عسكرية، فيما يبقى وصول التعزيزات العسكرية للريف الدمشقي، والذي كشفنا عنه في تقارير سابقة، مجهول الهدف الاستراتيجي العسكري.
عربي برس