[rtl]
عبد الله علي _ عربي برس[/rtl]
بعد تمكنها، الشهر الماضي، من السيطرة على معسكر الشبيبة الذي يعتبر بوابة الدخول إلى مدينة إدلب، أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية تحت تأثير جرعة المعنويات التي حصلت عليها، إطلاق معركة جديدة تحت اسم معركة "الفتح المبين".
وقد جاء في بيان إطلاق المعركة التي تشترك بها كل من حركة أحرار الشام وألوية صقور الشام أن المعركة تستهدف "تحرير حواجز الجيش الأسدي في محافظة ادلب ..والتي تشمل حواجز غرب أريحا في منطقة بسنقول :- حاجز الكهرباء.- حاجز القياسات.- حاجز أسعد.- حواجز المداجن.- حواجز أورم الجوز.
وأضاف البيان: "ليكون هدف العملية هو السيطرة على مسافة كبيرة من طريق “أريحا-اللاذقية” والذي يؤدي إلى قطع الإمداد عن معسكرات الجيش في إدلب (معسكر المسطومة – ومعسكر القرميد) وأريحا ..وذلك لإطباق الخناق عليها بشكل كامل" بحسب ما ورد في البيان.
وكالعادة بدأت المعركة مترافقة مع تغطية إعلامية متفائلة جداً، حيث لم يمض ساعات على بدء الاشتباكات حتى تسربت أخبار النصر الذي حققته العمليات على مختلف حواجز الجيش التي ذكرها البيان، وبدا وكأن مدينة إدلب على وشك الدخول في عصر "الصقور الأحرار".
ففي اليوم الثاني للمعركة، يوم الخميس الماضي، تحدثت افضائيات والمواقع والصفحات عن سيطرة الجيش الحر (علماً أن بعض الفضائيات تتجاهل قصداً أن أحرار الشام مستقلة ولم تنضم يوماً إلى الجيش الحر .. والغاية من هذا أصبحت معروفة) على حاجز الكهرباء في القياسات غرب أورم الجوز واشتباكات عنيفة حول حاجز المجبل والحواجز الأخرى كما استطاع الثوار تدمير عدة آليات ودبابات حاولت التقدم من حاجز المعصرة بمحمبل لمؤازرة باقي الحواجز المحاصرة.
ولكن الغريب والذي لا يمكن تفسيره، أنه بينما كانت وسائل الإعلام المعارضة تتحدث عن انتصارات وسيطرة وتقدم هنا وهناك، كان أحد قياديي حركة أحرار الشام "خالد أبو أنس" مسؤول المتابعة في الحركة، يعلن عبر صفحته على تويتر عن الخسارة الفادحة التي لحقت في صفوف قواته حيث قال: " قوافل الشهداء تتالى في ساحات الشرف من ليوث حركة أحرار الشام وما يقارب الخمسين شهيدا من أمس إلى اليوم إنا لله وإنا إليه راجعون". وهو ما يؤكد الأنباء التي ذكرها مصدر ميداني وتناقلتها مواقع مواليه عن فشل معركة الفتح المبين وانسحاب الألوية المشاركة من ميدان المعركة، وأن قوات الجيش السوري أعادت فتح اتوستراد إدلب – اللاذقية. وأكد المصدر الميداني أن حدة الاشتباكات قد انخفضت بشكل كبير، مشيراً إلى أن خسائر المليشيات المسلحة بلغت حوالي 200 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وكان أحد القتلى الذين سقطوا في هذه المعركة المدعو "أحمد باكير" والملقب بـ "أبو الوليد" وهو قائد كتيبة الفرقان سراقب والقائد العسكري للواء العباس التابع لحركة أحرار الشام الإسلامية، وليس هذا وحسب بل هو صديق شخصي لقائد الجبهة الاسلامية السورية وأمير حركة أحرار الشام الاسلامية "حسان عبود أبو عبدالله الحموي" وكانا معاً نزيلي سجن صدنايا بتهمة التطرف والإرهاب.
وقد نعى الحموي صديقه مشيراً إلى أنه اثناء أحداث صيدنايا منذ سنوات كان لباكير دور في هذه الأحداث الدموية وأنه مع رفاقه تمكنوا في لحظة ما من محاصرة ثلاثين شرطياً من حرس السجن، دون أن يذكر مصيرهم.
ولم يصدر أي بيان عن حركة أحرار الشام حول الأنباء التي تحدثت عن فشل معركة الفتح المبين، ولكن بدا واضحاً أن هذه المعركة انقلبت وبالاً وخسارة مهينة عصفت بجرعة المعنويات الأخيرة وأعادتها إلى نقطة الصفر، لا سيما بعد توارد الأنباء من حلب عن الهزيمة التي تعرضت لها المليشيات المسلحة هناك أثناء محاولتها اقتحام حي الصاخور حيث سقط لها أيضاً عشرات القتلى وعادت خائبة وخالية الوفاض.
وقد كان لافتاً ما كتبه "سعد أبو عمر" القيادي في حركة أحرار الشام على حسابه في تويتر، حيث قال: "لقد تحولّت معركة الفتح المبين غربيّ ادلب إلى معركة بلاط الشهداء خسرنا فيها الكثير من الأخوة".