فجر الرئيس المصري محمد مرسي مفاجأة من العيار الثقيل غير متوقعة البارحة في حديثه في استاد القاهرة الدولي عندما أعلن قطع علاقات جمهورية مصر العربية رسمياً مع الجمهورية العربية السورية وإغلاق السفارة السورية بالقاهرة وسحب القائم بالأعمال من دمشق في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ البلدين الذين شكلا في زوقت من الأوقات جمهورية واحدة مرسي وخلال كلمته في مؤتمر الأمة المصرية لدعم ما اسماه ثورة الشعب السوري أكد مصر تدعم هذه الثورة مادياً ومعنوياً وأنه لا مكان لنظام الرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا كما أكد في الوقت نفسه على رفضه التدخل الخارجي في الأزمة السورية لا سياسياً ولا عسكريا على حد تعبيره وفي الوقت نفسه أيضاً دعا مرسي المجتمع الولي إلى فرض حظر جوي فوق الأراضي السورية لوقف ما اسماه نزيف الدم السوري والهجرة إلى الخارج خطوة مرسي أثارت موجة عارمة من التناقضات في صفوف الشارع المصري المضطرب أصلاً والذي على موعد مع موجة احتجاجات جديدة أواخر الشهر الجاري فبينما رأت القوى العروبية والاحزاب الناصرية في هذه الخطوة صدى للصوت الأميركي وحاجة أميركية في التصعيد ضد سوريا وكان مرسي آخر أوراق هذا التصعيد اعتبرت بعض القوى اليسارية والعلمانية أن خطوة مرسي تأتي لإلهاء الشارع المصري عن مشاكله وأزماته التي تتفاقم يوماً بعد يوم ومحاولة للهروب إلى الأمام لعل من أبرزها مشكلة الفقر والبطالة والخصومة السياسية مع بقية المكونات الشعبية بالإضافة إلى التهديد الذي يحمله القرار الإثيوبي ببناء سد النهضة ما يشكل أكبر تهديد للأمن المائي المصري في التاريخ الرد السوري جاء على لسان مصدر في الخارجية السورية والذي اعتبر أن مرسي انضم إلى جوقة التحريض التي تقودها أميركا واسرائيل ضد سوريا وأعرب المصدر عن إدانته الشديدة لهذا التصرف واصفاً إياه بأنه لا يعبر عن إرادة الشعب المصري واضعاً إياه في خانة " محاولة مرسي تنفيذ أجندة الإخوان المسلمين هروبا من الاستحقاقات الداخلية القادمة والتي تتطلبها تطلعات الشعب المصري الحريص على تحقيق أهداف ثورته الشعبية التي التف عليها مرسي وزمرته من جماعة الإخوان المسلمين " على حد تعبيره وزير الإعلام عمران الزعبي بدوره علق على كلام الرئيس مرسي خلال حفل تكريمي لعوائل الشهداء حيث اعتبر أن " سوريا لا تعطي أهمية لكلام الرئيس المصري محمد مرسي وأفعاله، وأنها تميز جيدا بين دور مصر في الواقع العربي وبين قرارات مرسي " مؤكداً أن خطوة مصر لا فاعلية عملية لها لأن السفارة السوري في القاهرة لا تمارس أعمالها بسبب موقف الحكومة المصرية " في النهاية يبقى التساؤل الأكبر الذي يجول في خاطر المتابعين والمدققين عن السبب أو الأسباب التي دفعت مرسي للحاق بالركب العربي متأخراً بعد أن بانت اتجاهات الحل السياسي في سوريا وأجمعت عليه كافة الأطراف المتدخلة في الشأن السوري وبغض النظر عن السبب أو الأسباب التي دفعت مرسي لهكذا قرار يبقى السؤال الأهم هل فات الرئيس مرسي القطار أم أنه سيكون آخر الأوراق التي ترمى في الحرب بوجه سوريا تمهيداً للتسوية المنتظرة ؟ كميل زيادة |