الغرب يُصاب بالهستيريا لإدراكه أنّ الأسد باقٍ في موقعه

[rtl]حسن سلامة[/rtl]
[rtl]توقّفت الجهات الدبلوماسية المتابعة لتطوّرات الأزمة في سورية عند حالة الاستنفار الشاملة التي اندفع إليها الغرب من واشنطن إلى باريس ولندن مروراً بالرياض بعد أن استطاع الجيش السوري إنزال هزيمة استراتيجية ليس بالمجموعات المسلحة التكفيرية وغيرها فحسب بل في صلب المخطّط الغربي الذي من أجله شُنّت الحرب الكونيّة منذ سنتين ضد سورية لإخضاعها وإلحاقها بركب المشروع الأميركي ـ الشرق أوسطي. 
وفي المعلومات المتوافرة للجهات الدبلوماسية فإن هذا الاستنفار الغربي ـ الخليجي نابع من مجموعة معطيات وتقارير لأجهزة الاستخبارات الغربية تقوم على الآتي: 
ـ إن هزيمة المجموعات المسلّحة ومعها «ائتلاف الدوحة» لم يقتصر فقط على ما حصل في مدينة القصير وريفها بل تعدّاه إلى إنجازات ميدانية أخرى حقّقها الجيش السوري في عدد من المحافظات فبالإضافة إلى القصير وحمص جرى تطهير مناطق واسعة في ريف دمشق ودرعا وحلب ما قلب موازين القوى على الأرض لمصلحة الجيش السوري. وتالياً لن يستطيع الغرب وأدواته في المعارضة السورية تجاوز هذه الإنجازات في خلال نقاشات المؤتمر الدولي لو انعقد بعدها مباشرة والمواقف الفرنسية والأميركية تؤكّد ذلك بوضوح. 
ـ إن التقارير التي رفعتها أجهزة الاستخبارات في كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لإدارتها تكشف بما لا يقبل الشك أن ما تعرّضت له العصابات المسلحة من هزائم في الأسابيع الأخيرة قد يتوسّع في مناطق ذات أبعاد استراتيجية توازي منطقة القصير وبالأخصّ في حلب وريفها. وتشير معلومات الجهات الدبلوماسية إلى أنّ تقارير أجهزة الاستخبارات في هذه الدول الثلاث وغيرها انتهت إلى استنتاج شبه مؤكّد أن انهيارات مماثلة لما حصل للمجموعات المسلّحة في القصير ستحصل في مناطق أخرى وستؤدي حكماً إلى هزيمة كاملة للمسلّحين ومن يرعاهم في الخارج. 
ـ لقد تيقَّن الغرب بدءاً من الإدارة الأميركية أن تغيير موازين القوى العسكرية على الأرض سيرتدّ مباشرة على ما تسعى إليه الدول الغربية من فرض للشروط في المؤتمر الدولي بحيث يتلاشى كل ما يعلنه المسؤولون في هذه الدول سواء عن المرحلة الانتقالية أم محاولة إخراج الرئيس بشار الأسد من معادلة الحلّ داخل سورية وفي حدّه الأدنى بعد انتهاء ولايته الرئاسية في منتصف العام المقبل ولذلك حصل هذا «الجنون» لدى عواصم الغرب بعد أن طهّر الجيش السوري جزءاً من أرض بلاده كانت تعبث فيها العصابات المسلحة إجراماً وقتلاً وإرهاباً وتقول الجهات الدبلوماسية إن الغرب يدرك أن انتصار سورية في هذه الحرب الكونيّة لن تقتصر تداعياته المميتة على أدواته في المعارضة الخارجية والمجموعات المسلحة فحسب بل إنّ زلزالاً سيضرب كل حلفاء واشنطن على امتداد المنطقة العربية وحتى خارج هذه الساحة إلى دول أخرى ساهمت في التآمر على سورية وما يحصل في تركيا اليوم ليس سوى اهتزازات ارتداداية لما سيحصل عندما يُهزم المشروع الأميركي ـ الغربي في سورية بشكل كامل. 
إزاء ذلك ما هي الاحتمالات المطروحة للمرحلة المقبلة على مستوى تطوّرات الأزمة السورية عموماً والموقف الأميركي ـ الغربي بشكل خاص؟ 
في المعلومات أن الأميركي لا يزال يلعب لعبة مزدوجة من الأزمة السورية فمن جهة اقتنع من الجانب الروسي ألا بديل عن المؤتمر الدولي لحلّ الأزمة في سورية ومن جهة أخرى يحاول تحسين شروطه وشرط أدواته في «ائتلاف الدوحة» قبل الذهاب إلى هذا المؤتمر ولذلك لم يتخذ الخطوات المطلوبة منه لتسهيل انعقاد المؤتمر إن من حيث الضغط على ما يسمى «الائتلاف المعارض» للمشاركة فيه أو من حيث ممارسة الضغوط على حلفائه الأوروبيين والخليجيين ليلعبوا دوراً إيجابياً في التحضير لهذا المؤتمر بدلاً من العمل على عرقلته ورفع منسوب العنف والإجرام من قبل المجموعات المسلحة بل عمل على التغطية على الممارسات الإرهابية للمسلحين حتى إنه لم يصدر أيّ موقف إدانة مثلاً للمجزرة التي ارتكبها التكفيريون في بلدة حطلة في دير الزور. 
من هنا ترى الجهات الدبلوماسية أن الغرب يراهن على استثمار حال الاستنفار الأخيرة لدعم المسلحين في خلال القمة الروسية ـ الأميركية يوم الأحد المقبل على هامش اجتماع الدول الثماني الكبار على أمل أن يحصل تغيير في الموقف الروسي من آليات المرحلة الانتقالية وبالأخص موقع الرئيس الأسد من هذه المرحلة. 
ولكن الجهات الدبلوماسية تجزم بأن أي تغيير سلبي غير وارد في الموقف الروسي بل العكس فهذا الموقف سيكون أكثر تشدّداً من جانب الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقائه كلاً من الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون. ولذلك تعتقد هذه الجهات الدبلوماسية ألا مؤشرات تشير إلى نضوج التسوية بل إن الأشهر المقبلة ستحمل المزيد من التوترات ورفع منسوب الصراع العسكري ليس في داخل سورية فحسب إنما قد تمثل ارتدادات إلى ساحات أخرى.[/rtl]




[rtl]البناء[/rtl]




[rtl]
 [/rtl]