سعودية وعشقي سوريا
مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420
تاريخ التسجيل : 17/05/2012
 |  موضوع: الياخوت ال اس 300 ردع للعدوان ام تحضير للحرب ؟  الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:58 pm | |
| الياخوت ال اس 300 ردع للعدوان ام تحضير للحرب ؟
الثلاثاء، 04 حزيران، 2013
أوقات الشام
طوال الفترة الماضية آثرت إبقاء قلمي في ميادين الثقافة و السياسة وابتعدت عن الكتابة في الميدان العسكري رغم السنوات العشرين التي قضيتها بين جنبات الكتب و الأبحاث العسكرية و عالم السلاح كجزء من النهم المعرفي الشامل, لكن عندما بدأ تسونامي الأخبار و التحليلات حول صفقات السلاح الروسي لسوريا (خاصة الـ اس- 300 و الياخونت ) و الكم الهائل من التعليقات و الآراء المنقوصة و المعلومات المغلوطة في وسائل الإعلام المرئية و المقروءة و صفحات التواصل الاجتماعي و حتى من قبل من تطلق عليهم القنوات المستضيفة ألقاب من مثل (خبير استراتيجي ) و خبير (عسكري), , الذين راعني جهل معظمهم بمنظومات السلاح المتطورة و أن أغلب معلوماتهم حول تلك الأنظمةحصلوا عليها على عجالة فقط بهدف الظهور بمظهر العارف بها أمام المتابعين ,كل هذا أدى لبنيهم تحليلات سياسية و إستراتيجية أقل ما يقال عنها أنها قاصرة و لا تصيب كبد الحقيقة.
من هنا وددت في هذا المقال المزاوجة ما بين العسكري والسياسي في محاولة لوضع القارئ أمام قراءة تحليلية موضوعية دون إسهاب في التفاصيل التقنية العسكرية قدر الإمكان وبأسلوب مغاير لطريقتي المعتادة في السرد و الكتابة...- منظومة الـ اس- 300 :
لمحة تاريخية :
شكلت هذه المنظومة قفزة نوعية في مجال نظم الأسلحة المضادة ليس للطائرات فحسب بل للصواريخ البالستية و الجوالة (كروز) منذ دخلت الخدمة في العام 1979 و كانت حينها تعتبر واحدة من الأسرار العسكرية السوفييتية التي أحيطت بستار من الكتمان , بعد تفكك الاتحاد السوفييتي و المنظومة الاشتراكية أسقطت هذه السرية لأسباب عديدة منها الوضع الاقتصادي لروسيا وريثة الإمبراطورية السوفييتية و الحاجة لمصادر تمويل جديدة من خلال عرضها للبيع في الأسواق العالمية ( حتى الولايات المتحدة حاولت استغلال الوضع و طلبت شراء هذه المنظومة من روسيا أيام يلتسين, عندها اجتمعت القيادة الروسية لبحث الموضوع , و اعترض القادة العسكريون الروس على إبرام هذه الصفقة رغم الوضع الاقتصادي المتأزم لمعرفتهم أن أمريكا لا تريد شراءها لتعزيز قدراتها في الدفاع الجوي بل بهدف معرفة أسرارها و إيجاد سبل لتأمين طائراتها من خطرها ,عندها تم استدعاء كبير مصممي الـ اس 300 لمعرفة رأيه ففاجأ الجميع بقوله  لا داعي للقلق, بيعوهم إياها ) ..و عندما سئل عن السبب أجاب : إن الولايات المتحدة بحاجة لعلماء بعدد سكان الصين يعملون ليل نهار و لمدة 10 سنوات حتى يستطيعوا فك لوغاريتمات هذه المنظومة !! , و فعلاً تمت الصفقة). انبثقت عن هذه المنظومة أنواع و إصدارات عديدة ذات صواريخ مختلفة و رادارات محسنة بمدى أطول و قدرات أفضل على كشف و تتبع كافة ا
لأهداف الجوية بما فيها الصواريخ البالستية قصيرة و متوسطة المدى و الأهداف التي تطير على ارتفاعات منخفضة كالـ ( إس-300 بي , بي تي ,إف ,في,.بي ام يو1 ,بي ام يو2 ...الخ ) و غيرها من الاشتقاقات..
في واقع الأمر لا يمكن الحديث عن قدرات المنظومة الموردة لسوريا بدون معرفة نوع الإصدار الذي تعاقدت عليه و هو الأمر الذي ما زال غامضاً حتى الآن , و بما أن المصادر حول هذا الموضوع شحيحة و غير رسمية سنتابع السرد بناء على ما نشرته صحف الطرف الأكثر اهتماماً بالموضوع أي الصحف الصهيونية عن أن الصواريخ القادمة لسوريا هي من أحدث الإصدارات أي S-300PMU2 : S-300PMU2 favorite
ظهرت هذه المنظومة في العام 1997 و هي في نظر كثير من الخبراء تضاهي منظومة الباتريوت الأمريكية (باك 1-2 ) و تفوقها بمراحل من حيث المدى و قدرات الرصد و التتبع و الإطباق على الأهداف الجوية بمختلف أنواعها و القدرة على العمل في ظل ظروف معقدة و إجراءات التشويش الالكترونية المكثفة رغم أنها لم تجرب في أية معركة حقيقية حتى الآن ECM.المواصفات الفنية:
- مدى اكتشاف الأهداف : 300 كم- عدد الأهداف التي يمكن متابعتها معاً: 100 هدف
- مدى الإطلاق على الأهداف:
* أهداف ايروديناميكية (طائرات): 3-195 كم
* أهداف بالستية (صواريخ): 5-40 كم
مهاجمة أهداف على ارتفاع من 10متر و حتى 27 كم
تستطيع إصابة أهداف تطير بسرعة حتى 10.000 كم/ساعة
زمن نصب المنظومة 5 دقائق
!
زمن ردة الفعل من 7-11 ثانية
نسبة إصابة طائرة بصاروخ واحد: حتى 93%
نسبة إصابة صاروخ كروز (توماهوك) بصاروخ واحد: حتى 98%
سعر الوحدة : حوالي 115 مليون دولار
سعر الصاروخ الواحد: حوالي 1 مليون دولار.
السؤال الأهم يبقى: لماذا الـ اس 300 لسوريا و لماذا الآن؟
تساءل كثير من المتابعين حول محدودية الأنظمة المتعاقد عليها و التي كما سرب لا تتجاوز ست منصات (مع 144 صاروخ) و
عن مدى كفاية هكذا عدد لتغطية المجال الجوي السوري كاملاً , و لكن حسب اعتقادي بطبيعة الهدف الرئيسي اللاحق المراد لهذه الصواريخ فعله و الذي يشكل إسقاط الطائرات الحربية المهاجمة هدفاً ثانوياً أمامه في هذه المرحلة بالذات فإن هذا العدد كاف (و أجزم أنه سيزداد تدريجياً ) , و لكن لماذا يشكل إسقاط الطائرات الحربية هدفاً ثانوياً لهذه المنظومة الآن؟ و ما هو الهدف الرئيسي إذاً؟
سنحاول الإجابة على الشق الأول في السطور القادمة و سنترك الشق الثاني لموضع آخر: جميع الخبراء (بما فيهم الصهاينة ) يعلمون أن من يجلس خلف شاشات الرادار السورية الحالية يستطيع رؤية كافة الطائرات الصهيونية بمجرد إقلاعها من مطارات المنطقة الوسطى و الشمالية لفلسطين المحتلة , لكن المشكلة الأساس التي تواجه كوادر الدفاع الجوي السوري كانت و لا زالت أن المجال الجوي الضيق فوق فلسطين المحتلة يعج دائماً بالطائرات الصهيونية و التي في كثير من الأحيان تقوم بخرق الأجواء اللبنانية بشكل روتيني و بتشكيلات قتالية كبيرة أحياناً مما يجعل تبين ما إذا كانت تنوي مهاجمة أهداف في سوريا أم لا مسألة بالغة الصعوبة إلا في حالة اندلاع حرب شاملة!! خاصة و أن الزمن اللازم للاستدارة باتجاه الداخل السوري لهذه الطائرات و إطلاق صواريخها هو زمن قصير جداً و لا يتيح وقت كاف لرد فعل من بطاريات الدفاع الجوي السورية حينها ستكون الضربة قد نفذت و انتهى الأمر , و بالتالي تصبح مهمة الصواريخ بعيدة المدى لا تتركز حول تدمير الطائرات الصهيونية قبل تنفيذ ضرباتها بل بعد تنفيذها لتلك الضربات من خارج الأجواء السورية و في حال اخترقت هذه الأجواء فان نظم الدفاع الجوي غير الـ اس 300 تستطيع التكفل بها (هذا الحديث هو عن سيناريو تقوم فيه إسرائيل بضربات جوية محدودة و ليس عن سيناريو حرب شاملة التي ستكون حساباتها مختلفة تماماً) مما يضع القيادة العسكرية الصهيونية أمام حسابات معقدة جداً إذا ما أرادت توجيه ضربة محدودة , لكن هناك سيناريو آخر تكون فيه سوريا عرضة لهجمات من طائرات حلف الناتو التي بالتأكيد ستحتاج لطائرات أواكس و هي طائرات استطلاع و سيطرة جوية و إنذار مبكر بعيدة المدى مهمتها إدارة مسرح العمليات الجوية الحربية من خارج مدى منظومات الدفاع الجوي للعدو المفترض وهو في هذه الحالة سوريا , و بدون هذه الطائرات تصبح مهمة طائرات الناتو الحربية بالغة التعقيد و الصعوبة رغم الصواريخ الحديثة بعيدة المدى التي تحملها تلك الطائرات حتى ولو سبق هذه الهجمات ضربات صاروخية مركزة بعيدة المدى لمواقع الدفاعات الجوية السورية نظراً لوجود منظومات متحركة غير ثابتة ليس من السهل تدميرها صاروخياً (خاصة نظام بيتشورا 2 ام ) , هنا يأتي الدور الأساسي الحالي ( من وجهة نظري ) للأعداد المحدودة حالياً من الـ اس 300 التي ستظهر طائرات الاواكس الضخمة على رادارتها كأنها عمارات سكنية طائرة رغم بعدها عن منطقة العمليات , و سيكون صاروخ واحد تطلقه هذه المنظومات كفيلاً بتدمير أي طائرة أواكس نظراً لحجمها الكبير و بالتالي محدودية قدرة المناورة لديها للإفلات من الصاروخ القادم , و لتلافي هذا الموقف الخطير ستضطر الاواكس للتحليق على مسافات أبعد مما سيعني الحد من قدرتها على تنفيذ مهامها وزيادة الخطر على الطائرات المقاتلة بشكل دراماتيكي و تعرضها لخسائر فادحة لا يمكن تبريرها أمام شعوب الدول المشاركة في هكذا عدوان ( هنا يتكامل المشهد مع ما سرّب عن رغبة سوريا بالحصول على طائرات ميغ-31 الاعتراضية بعدد 8 طائرات مبدئياً ,عندما نعلم أن هذه الطائرات تحمل رادارات و صواريخ جو- جو بعيدة المدى – حتى 400 كم - و هي مزودة بوصلة داتا لينك تتيح لها تبادل المعطيات حول مسرح العمليات الجوي مع منظومات الدفاع الجوي الأرضية و تشكيلات المقاتلات الحربية الأخرى ) و ما ينطبق على الأواكس ينطبق على القاذفات الأمريكية بعيدة المدى كالـ بي 52 و البي 1 .
إذا فالأعداء عموماً باتوا يواجهون موقفاً أكثر تعقيداً من ذي قبل بعد أن أصبحت منظومة الدفاع الجوي السوري أكثر تكاملاً على المستويات القصيرة و المتوسطة و البعيدة المدى , لكن هل باتت هكذا مهمة مستحيلة التنفيذ بالنسبة لهم ؟ سؤال سنجيب عنه لاحقاً.
الـ اس 300 ,لماذا الآن وليس سابقاً ؟ كثير من المصادر و وسائل الإعلام ذكرت أنه في آخر زيارة للقائد الخالد حافظ الأسد لموسكو عام 1999 طلب تزويد سوريا بهذه المنظومة القادرة على إسقاط الطائرات الصهيونية بمجرد إقلاعها من مطارات في وسط وشمال فلسطين المحتلة, لكن تم تأجيل النظر في هذا الطلب من قبل روسيا لاعتبارات سياسية و دولية و ضغوط أمريكية إسرائيلية شديدة لم تكن لروسيا القدرة الكافية و اللازمة لمواجهتها و لا الحالة الاقتصادية و الوضع السياسي الداخلي كانا يسمحان بذلك في ذلك الوقت , وذكرت أيضاً أنه في عهد الرئيس بشار الأسد أعيد طرح هذا الطلب لكن الرد الروسي جاء بالمماطلة لذات الاعتبارات بالإضافة لواقع خروج الجيش السوري من لبنان و بالتالي انتفاء الحاجة الملحة بنظر الروس لهكذا منظومة بعيدة المدى لكن مع قبولهم تزويد سوريا (بعد زيارة الرئيس الأسد لموسكو عام 2008) بمنظومات دفاع جوي متطورة قصيرة و متوسطة المدى (بانتسير اس 1 – بوك – بيتشورا 2 ام).
حاول البعض فهم كيف يفكر الروس حول هكذا مسائل فاستندوا بتحليلاتهم على حادثة مشابهة و هي تزويد سوريا بصواريخ اس 200:
قبل حرب 73 و بعدها قام الاتحاد السوفييتي بتزويد سوريا بمنظومات دفاع جوي قصيرة و متوسطة المدى كـ (سام 2-سام3- سام6 ) لكن لم يكن في وارد تزويدها بمنظومات الـ اس 200 (دخلت الخدمة لديه عام 1967 ) التي كانت تعتبر في حينها أسطورة كما تعتبر الـ اس 300 الآن , السبب في تقديره هو عدم حاجة سوريا لمثل هذه المنظومة بعيدة المدى و أن المنظومات الموجودة تكفي للدفاع عن الأجواء السورية , لكن كل هذا تغير عندما قامت إسرائيل بضرب بطاريات الدفاع الجوي السوري في لبنان في عام 1982 عندها اعتبر السوفييت (بزعامة أندروبوف) أن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمر فلم يزودوا سوريا بهذه المنظومة فحسب بل أرسلوها مع أطقم تشغيل سوفييتية!
و توصل هؤلاء إلى أن هذا السيناريو تكرر أكثر من مرة خلا السنوات الست الماضية عندما شنت إسرائيل غارات ضد أهداف في العمق السوري كان آخرها الهجوم على مواقع بالقرب من جمرايا دون الدخول في المجال الجوي السوري و ذلك باستخدام صواريخ بعيدة المدى (حتى 100 كم ) في بعض الأحيان لتجنب منظومات الدفاع الجوي الحديثة ذات المدى القصير و المتوسط التي تمتلكها سوريا , وبعد أن نفذت المجموعات الإرهابية المسلحة أوامرها باستهداف العديد من كتائب الدفاع الجوي بما فيها الـ ( اس 200 )التي تعتبر بمثابة محطات إنذار جوي مبكر.
يضاف إلى ما سبق.. التهديدات الغربية بفرض حظر جوي فوق الأجواء السورية و ما يعنيه ذلك من تكرار للنموذج الليبي و بالتالي تدمير القدرات العسكرية السورية تمهيداً لتدمير الدولة السورية , من هنا وضع كثير من المحللين و الخبراء و وسائل الإعلام و مراكز الأبحاث قيام روسيا بتزويد سوريا بهذه المنظومات الحديثة في خانة الرد على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة من جهة و كرسالة عسكرية للغرب مفادها أن روسيا لن تسمح بتدخل عسكري خارجي من جهة أخرى.كل هذه الاستنتاجات قد تبدو صحيحة للوهلة الأولى وهي كذلك من حيث المبدأ , لكن من يرى المشهد كاملاً سيخرج باستنتاجات أخرى نقرؤها بعد المرور على تفاصيل صفقة الياخونت المثيرة و أبعادها......يتبع | |
|
