دام برس:
حاول جاهداً مع كثير من التلعثم والسعال ومحاولة الترخيم والتباس الهدوء، حاول تلافي الخوض بما واجهته به مذيعة قناة الميادين، فالحديث عن الديموقراطية في ديار "آل مرد خاي" لرجل مثل " سعد بن عمر" يعيش بينهم ويعتاش على رضاهم، أمر صعب، بل مستحيل إذ لا يمكن لأي كان أن يتحدث عن شغفه لدمقرطة سوريا ودموعه تنهمر حزناً على ماحل بالشعب السوري من ظلم على يدي نظام أراد دوماً تجويع شعبه، فجعل الخبز والسكر والارز والزيت بعشر ثمنه الحقيقي، وجعل المازوت بأقل من ربع تكلفته وأتاح التعليم للجميع عبر برنامج التعليم المجاني لجميع المراحل، حتى أولئك الساجدين للإبليس في دوحته لولا هذا التعليم المجاني لما خرج معظمهم من مستنقعه الاجتماعي "الرطن"، نظام أجرم بحق شعبه فحرمه متعة دفع فواتير الاستشفاء مهما بلغت كلف العلاج وتعقيد العمليات الجراحية، نظام أرهب شعبه حتى بات أعتى المجرمين لا يجرؤ على اعتراض مواطن ولو في غياهب ليل الطرق الدولية، نظام طائفي في بنيته بدليل حكومة من لون واحد، وسفراء من ذات الطيف، كذلك رجال المال فالأثرياء "قرمزيون" كلهم ...
نظام حرم شعبه التبعية السياسية والاقتصادية فاستقل بقراره وسيادته على أرضه، حرم مؤسساته الاقتصادية من الاقتراض حتى بات لا يحمل وزر دولار واحد لأي صندوق أو اي دولة، نظام بدأ حركة علمية وصناعية وسخر شعبه لها حتى صنع السيارة والصاروخ ومعظم ما يستورده الأخرون، حتى الأدوية ضمن صناعة 95% من أنواعها، نظام كان على مراحل حكمة يصرف الكثير من الجهد والمال على رعاية ثلة المسلحين الذين ينغصون حياة " الشقيقة " اسرائيل، نظام أربك المجتمع الدولي وهو يربط البحار بالبحار والقارات بالقارات حتى انتج حلفاً استراتيجياً من (بكين الى مارمارون) حرم بصلابته " باقة الربيع العربي " من زهرة اضافية ملتحية تعبق برائحة الجاهلية والعمالة.
المذيعة حاضرة البديهة أدركت انه لن يخوض في مقارنة بين ديكتاتورية النظام السوري هذه و ديموقراطية أحباب الله في نجد، فوجهت المقارنة الى مكان اخر، الى الصومال البلد العربي الذي "تأكل الجوارح أطفاله وهم يحتضرون جوعاً" - حسب قولها - وهي تسأل الاعلامي السعودي أليس أهل ذلك البلد المسلم أولى بالمال الذي يصرف لتسليح عصابات جبهة النصرة في بلاد الشام ..؟؟
طبعاً اضطرت لأخذ فاصل يعفيه من نوبة السعال التي تملكته على الهواء عقب السؤال.
هو واحد من أزلام آل مردخاي، ربيب ملوك وأمراء قصور المردة في صحراء الذل والنفط، ليس غريباً أن يدافع عن أسياده بلا منطق، فهو يدرك سلفاً أن القصة مفضوحة، وما يقوم به على تلك الشاشات ما هو إلا جولة علاقات عامة شديدة الرفاهية في سياق تمحور أسياده وأمرائه، فمن يعرف اميريه بندر والفيصل يعرف انهما موظفان لدى السفارة الأمريكية في جدة، وهما خادمان مطيعان للحاكم الفعلي الآمر الناهي في مدائن النفط والقصور الفارهه (وزير الخارجية الأمريكي).
من يعرف هذين الرجلين يعرف أن الأول كان قد قضى زمناً طويلاً بصفة سفير في واشنطن، فعرف رجال البيت الأبيض والسي آي ايه عن قرب، صادقهم وشاركهم بصفقات ظلت تفاصيلها لفترة طويلة سبباً لزيادة مبيعات بعض الصحف الامريكية، وهو اليوم منشغل بتكذيب تسريبات أمريكية قالت أنه أعيد الى السعودية ليلعب دور عراب الربيع العربي من موقعه كرئيس لجهاز المخابرات في بلاده، بعد أن تمكن بمساعدة الامريكيين من تحييد الملك عبد الله.
والثاني الفيصل رجل "البلاي بوي" و "السكسي موديلز" ذو الشامة، الشهير بطول القامة والجاذبية ، والذي لا يعرف سر اهتزازه المتواصل إلاّ رواد أزقة "سوهو" "وبيغال" و"بريكستون" وخبراء المخدرات، يشكل في سياسة المملكة مقبضاً آخر من المقابض المتعددة التي يستخدمها الأمريكيون لتحريك الموقف السعودي.
يبقى أن نسأل هذا الإعلامي العتيد، كم حزب في مضارب قبيلته ؟ وهل يجد مريض من "خميس مشيط" - المختطفة من الحدود اليمنية - مكاناً للعلاج المجاني مالم يضع الطاعة والولاء لأمير المنطقة؟
وهل يحق لمواطن من المنطقة الشرقية "في بلاد تعد المرأة عورة" أن يمتلك محلاً تجارياً في جدة أو الرياض أو في المدينة ؟ - بينما يحق له ولأي عربي ان يمتلك في سوريا كما يمتلك اي سوري - وهل يجرؤ حضرته بجزء من الديمقراطية التي ينادي بها للسوريين أن يطالب "طويل العمر" سعود الفيصل بالتنحي عن وزارة الخارجية بعد نحو خمسين عاماً في منصبه (رأفة بحالته الصحية والنفسية على الأقل)؟ وهل يجرؤ أن يخبرنا بصدق وبشرف المهنة احساسه وهو يسمع أميره ووزير خارجية نظامه يلقي في مناسبة ما خطبة يفترض انها مكتوبة باللغة العربية ..
فعلا ان لم تستح فقل ما شئت ..
لا أتعدى على أحد هنا، ولا احب ذلك، فانا اوصف فحسب، لانه عندما ينهى أحد ما عن فعل ويأتي بمثله .. فهو حسب شطر بيت الشعر- مذموم ..مذموم ..مذموم.
اياد ابراهيم