السعودية تستلم الملف السوري من قطر ..وتبدأ بإعادة الهيكلة

السعودية تستلم الملف السوري من قطر ..وتبدأ بإعادة الهيكلة

أوقات الشام

وضعت زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى أنقرة “اللمسات الأخيرة” على انتقال قيادة الملف السوري عربياً إلى السعودية، التي أزاحت قطر بشكل شبه كامل، وبدعم أميركي، عن هذا الملف.

وتقول مصادر تركية واسعة الاطلاع، إن زيارة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إلى واشنطن، وضعت الأسس اللازمة لعملية الانتقال، بعد أن حسم الأميركيون أمرهم لجهة إزاحة قطر عن هذا الملف الحساس، رغم الممانعة القطرية، التي تمثلت بتحوّل لافت في موقف قناة “الجزيرة” من “الثورة” في سورية، وانتقالها إلى “نشر غسيل” المعارضين، ولعل المقابلة الشهيرة التي أجرتها مع رئيس “الائتلاف” أحمد معاذ الخطيب أحد أبرز الدلائل على ذلك.

وقالت المصادر إن تركيا لم تعارض الانفتاح السعودي، بل تشجّعه إلى حد كبير، وهي تأمل بشراكة مع السعودية، تستفيد من خلالها أنقرة من القدرات السعودية المالية في تعزيز قدراتها السياسية، وتوظيفها في الدور الذي ترغبه في المنطقة، خصوصاً في ملف الأزمة السورية، وقد دفعت الرياض بالفعل “الدفعة الأولى” المطلوبة برفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما فوق الـ7 مليارات دولار، وفقاً للرقم الحالي، بالإضافة إلى توقيعها عقد “تعاون صناعي عسكري” مع أنقرة، يشمل شراء طيارات من دون طيار، وتقول المصادر إن الصفقة من شأنها أن ترفع من قدرات القطاع العسكري التركي.

في المقابل، ستبدأ السعودية بقطف ثمار هذا التعاون بعودة استخباراتها و”رجالها” إلى تركيا، بعد أن “طردتهم” الاستخبارات التركية في الأشهر الماضية، حيث سُجِّلت عودة ظهور نائب لبناني شاب في تركيا للتنسيق مع المعارضة السورية.

ومن الثمار السياسية كان تطبيع العلاقات بين “الإخوان” والنظام السعودي، أو على الأقل تحسّن في هذه العلاقات، تمثّل بزيارة وفد من “المجلس الوطني” إلى الرياض، ولقاءاته مع المسؤولين السعوديين للمرة الأولى، وقد أثمرت هذه الزيارة الإطاحة برموز قطر في المعارضة السورية أيضاً، بحيث سيتم إزاحة “رئيس الحكومة” غسان هيتو، المدعوم إخوانياً – قطرياً، لصالح شخصية من “إعلان دمشق” مقرَّبة من الرياض، وسيتم أيضاً إطاحة رجل قطر القوي في “الائتلاف”؛ أمينه العام مصطفى الصباغ، من الانتخابات التي يجريها هذا “الائتلاف”، كما سيظهر النفوذ السعودي من خلال اسم الرئيس الجديد لـ”الائتلاف”.

وتقول الأوساط السورية المعارضة، إن قطر قد أحنتْ رأسها للريح الأميركية – السعودية، لكنها لم تستسلم، وهي ستسعى لاستعادة دورها من خلال استمرارها في دعم بعض الجماعات السورية المسلحة، وأوضحت أن قطر تُجري حالياً مراجعة لمواقفها من الأزمة السورية، بعد أن أخاف دعمها اللا محدود للتكفيريين الغرب، ودفع الولايات المتحدة إلى التباطؤ في هذا الملف.
الثبات

» أوغلو يزور السعودية لبحث الملف السوري
» كيري يصف الخلافات مع السعودية حول الملف السوري بـ”التكتيكية”
» عن التوكيل السعودي في الملف السوري
» السعودية تسحب ادارة الملف السوري من بندر بن سلطان..فهل أميركا السبب؟
» «تعطيل الحوار السوري في موسكو» نتيجة للاستثمار المصري في الملف السوري!