ألغام الغرب لتفجير جنيف٢

ألغام الغرب لتفجير جنيف 2
هل تسعى أميركا والغرب إلى تفجير جنيف 2 عبر طرح ملفات خلافية قد تأزم الأوضاع وتعيد خلط الأوراق من جديد في مسعى لعرقلة عقد المؤتمر من أساسه
ولعل قضية المساعدات الإنسانية والإغاثة أول تلك الملفات حيث أعلن دبلوماسيون بالامم المتحدة ان مجلس الامن الدولي يدرس طلبا يسمح بحرية وصول المساعدة الى سورية وهو ما قد يفتح المواجهة بين روسيا والدول الغربية بشأن مرور المساعدات الانسانية عبر الحدود.
وتمهيداً للنقاش أعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز 1.5 مليون شخص وأبلغت مجلس الامن الدولي أن هناك ملايين أخرين بحاجة لمساعدات داخل سوريا.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي بمجلس الأمن ان"العنصر الرئيسي بالقرار بشأن المساعدات الانسانية سيكون الاصرار على حرية المرور عبر الحدود.
وقال جون جينج مدير العمليات في مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان الحكومة السورية رفضت مرور المساعدات عبر الحدود التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وان العنف والبيروقراطية ونقاط التفتش أدت الى ندرة وصول المساعدات الى من يحتاجها.
وأضاف جينج للصحفيين في نيويورك بعد عودته من سوريا الشهر الماضي "لابد وان يكون لديك حرية الوصول بشكل كامل عبر اي طرق وباي وسيلة اكثر فعالية لانقاذ حياة الناس التي يتعين انقاذها .
وبحسب دبلوماسيون فإن معارضة دمشق لمرور المساعدات الانسانية عبر الحدود في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة تنبع من الخوف من امكان تهريب أسلحة بشكل أكثر سهولة لقوات المعارضة.
ورجح دبلوماسيين بالامم المتحدة ترك مثل هذه المعركة حول اصدار قرار جديد في مجلس الامن الدولي الى ما بعد مؤتمر مزمع للسلام في سوريا سيعقد في جنيف الشهر المقبل.
وتبرز مشاركة إيران ودعوة روسيا لمشاركتها إلى جانب السعودية كإحدى النقاط الخلافية وما إعلان فرنسا معارضتها للمؤتمر في حال دعوة ايران سوى عقبة جديدة تلقي بظلالها على المبادرة الأميركية الروسية بعقد المؤتمر. .
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو للصحفيين بشأن الجهات التي ينبغي أن تحضر المؤتمر بالقول "ليست إيران على حد علمنا ولا يمكننا تصور دولة مثل إيران في المؤتمر."
من جهته أكد بان كيي مون عقب لقائة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "يجب الا نفقد القوة الدافعة".وأضاف "هناك آمال كبيرة في أن يعقد هذا الاجتماع في أقرب وقت ممكن."
وتحدث بوتين هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال مكتب كاميرون انه قال للرئيس الروسي انه يدعم المبادرة الامريكية الروسية. وأوضحت روسيا انها تعتقد ان ايران يجب ان تحضر المؤتمر.
وقال لافروف في اشارة إلى مؤتمر دولي بشأن سوريا قبل نحو عام "موسكو تنطلق من موقف مفاده أنه يجب دعوة كل الدول المجاورة وايران والسعودية والمشاركين في مؤتمر جنيف الأول."
وتعود قضية توريد الأسلحة الروسية إلى سورية للواجهة كمحاولة لتوتير الأجواء الدبلوماسية فقد أدان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة ما زعم أنه شحنة صواريخ روسية مضادة للسفن إلى سوريا قائلا إنها يمكن أن تزيد دمشق جرأة.
من جهتنها لم تعلق موسكو على الشحنة وأعاد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي تأكيد الموقف الذي تتبناه روسيا أنها ستظل "تفي بالتزاماتها التعاقدية بوجب العقود التي جرى توقيعها في السابق."
وقال نيك براون رئيس تحرير مجلة انترناشونال ديفنس ريفيو إن الصواريخ المضادة للسفن التي أرسلتها روسيا مصممة لإبقاء السفن المعادية بعيدا عن المياه السورية. وتزيد سرعتها مرتين ونصف عن سرعة الصوت ويصل مداها إلى حوالي 300 كيلومتر ولرأسها الحربي الذي يزن 200 كيلوجرام قوة تدمير هائلة.
وأضاف "اكتشافها صعب ومن الأصعب إسقاطها أو خداعها ومن ثم فهي أداة قوية لإبعاد السفن الحربية عن الساحل السوري."
وفي الردود الأميركية على الصفقة قال السناتور روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي "لا يمكننا أن نقف موقف المتفرج أمام إنقلاب الموازين لصالح الأسد وعلينا أن نحمي المصالح الوطنية الأمريكية بدعم تسليح المعارضة التي تقاتل من أجل بناء مستقبل سوري جديد."
كذلك أبدت إسرائيل انزعاجها من احتمال تزويد روسيا سوريا بصواريخ الدفاع الجوي المتقدمة وهي من طراز إس-300 وعند سؤال ديمبسي عنها "إنها تجعلنا أقرب قليلا للمواجهة وتزيد الخطر لكن من المستحيل منعها."
ويرى مراقبون أن سعي أطراف غربية لتأجيل أو إثارة نقاط خلافية حول المؤتمر محاولة لتنصل أميركي من التزاماتها بعقد المؤتمر واتخاذ ذرائع جديدة تسمح لها بالاستمرار بالهروب إلى الأمام في حربها ضد سورية.(س.خ)