دام برس:
في مقابلة حصرية وخاصة جدا يروي الدكتور عمار اختيار تفاصيل عملية إغتيال والده اللواء الشهيد هشام اختيار، وهو الذي كان يشغل منصب رئيس مكتب الأمن القومي السوري ومعاون نائب رئيس الجمهورية والذي كان عضوا في خلية الازمة السورية التي جرى اغتيال اعضاءها ما عدا وزير الداخلية محمد الشعار الذي نجا.
في المقابلة التي نعرض اجزاء منها (تعرض كاملة في اطار فيلم وثائقي) يقول الدكتور عمار: كنت معتادا على زيارة الوالد في مكتبه ، ويوم التفجير وصلت متأخرا وكان قد دخل الى الاجتماع فانتظرته ومرافقه في مكتب مدير مكتبه.
ويضيف: بعد فترة من الوقت شعرنا بهزة ولم نسمع صوت انفجار قوي ولم نشاهد وهج نيران، فقط تهدم الحوائط وعمت العتمة.
يتابع: دخلت الى القاعة حيث الاجتماع لاطمئن على الوالد... طبعا الوالد لم اجده في القاعة .
ويضيف: لم أجده في المكان ولاحقاً وجدته في غرفة ثانية ، جدران قاعة الاجتماعات كلها انفتحت على بعضها، والغرف صارت بلا فواصل ، طبعا الوالد واللواء محمد الشعار وزير الداخلية كانا مصابين اصابات بالغة ولكنهم استطاعا ان يزحفا ويصلا الى الغرفة الثانية تقدمت الى والدي بسرعة وقلت له: الحمد الله على سلامتك.... وسألته: فيك شي بابا؟
نظرت الى يديه التي أصيبت بشظايا في يده اليسرى وكفه الأيمن . وبدأت أتفحصه بشكل سريع وقلت له الحمد الله ما في كسور كتير انشالله الأمور تكون تمام. فهمس في اذني وقال: سيارة مفخخة؟ فقلت له: " لا اعرف".
ويتابع: كلمني اللواء محمد الشعار وكان مصابا هو الآخر وكان موجودا على لوح زجاجي على الأغلب هو باب الغرفة وقال لي: " هات ايدك هات ايدك فأعطيته يدي واجلسته على الكرسي، واستدعيت الشباب المسعفين والمرافقة والحرس: " الوزير هون " واللواء هشام هون وحملناه واسعفناه على اقرب مشفى وهو مشفى الشامي.
قبل تخدير الوالد لإدخاله الى العملية اكتشفنا اصابة في الخاصرة، لم أنتبه اليها سابقاً، وكانت عبارة عن شظية كبيرة دخلت في الخاصرة اليسرى وضربت الكلية وجزء من الأمعاء.
ويضيف: قبل ان تخدره الطبيبة سألته اذا كان يريد شيئاً فأجابها الوالد الذي كان يتكلم ويشعر بالالم: أريد أن اطمئن على الشباب هل كلهم بحالة جيدة"؟ ويقصد زملائه في خلية الازمة. فقالت له: "نعم كلهم بحالة جيدة" فقال لها: يمكن الآن أن تخدريني".
ويضيف: بقيت أموره الوالد مستقرة ، ولاحقاً تعرض لقصور كلوي بالاضافة الى قصور كبدي ما أدى الى توقف قلبه، ورغم أنه حاولنا إنعاشه لكن ذلك لم ينجح ما ادى الى استشهاده مع رفاق دربه، العماد آصف واللواء حسن تركماني والعماد داوود راجحة.
ويشير الى ان طريقة التفجير والأسلوب المعتمد والمادة المتفجرة تظهر ان عملية التفجير جرت بإستخدام مواد غير معروفة في سورية . لم نر حروقا على المصابين ولا في الغرفة التي حصل فيها التفجير، كما لم يكن هناك أي لهب بل مجرد صدمة ارتجاجية لمجرد ثواني قليلة.
ويتابع قائلاً: منزل السفير الاميركي يبعد عن المكتب حوالي ستمئة الى سبعمئة مترا فقط وفي مبنى السفارة الكائن في الطابق الرابع تم رصد اشارة بطريقة غير معروفة، وبعد التفجير كان في اشارة اخرى للتفجير من منزل السفير الأميركي من منزله بالقرب من السفارة والقنصلية التركية الى جانب مكتب الأمن القومي وأنا أعتبره أحد الخيوط في تلك العملية، كما ينفي وجود رئيس الاستخبارات المصري السابق عمر سليمان في هذا الاجتماع ولا أي اجتماع عقد سابقاً .
ويختم مشيراً الى أن الاجهزة السورية توصلت الى معرفة كافة التفاصيل الخاصة بتنفيذ العملية، واعتقد ان لديها معتقلين متورطين في الاغتيال. ومعلوماتي انه لم يبق فارا من وجه العدالة الا شخص واحد غير أساسي ممن شاركوا في تنفيذ العملية.
نقلاً عن وكالة أنباء آسيا
هذا هو رابط الفيديو لمقابلة الدكتور عمار نجل اللواء هشام اختيار
https://www.youtube.com/watch?v=0sdvG4dNx8Q