كتب ناصر قنديل - هاشمي رفسنجاني رئيسا ؟

كتب ناصر قنديل - هاشمي رفسنجاني رئيسا ؟
الملخص :
- يصر الغرب على وصف النظام الإسلامي في إيران باللاديمقراطي لكنه يفشل بالتنبؤ بشخصية الرئيس المنتخب
- يأمل الغرب ان يؤدي الحصار والعقوبات لترجيح كفة الإصلاحيين
- يعرض الغرب تعظيم دور إيران كوصي على الخليج لقاء تراجعها في خيار المقاومة ومستقبل فلسطين
- يتقدم الغرب والخليج بقوة لدعم فوزهاشمي رفسنجاني
- الحلقات المتسلسة للعملية الإنتخابية تتم على إيقاع المفاوضات وتوسيع دائرة المرشحين تجعل المسار الإنتخابي منشطا محفزا لمسار التفاوض وهذه احدى ضربات المرشد الشديدة الذكاء
- المرشد افرج عن ترشيح رفسنجاني و الرسالة مفادها هاتوا إتفاقا يلبي تطلعات إيران ليتقدم معها حظ رفسنجاني الرئاسي حلقة حلقة
- بين المرشحين شخصية تحوز الإحترام هي شخصية الدكتور علي أكبر ولايتي
- إن سارت المفاوضات خلال شهرين نحو حل حاسم ونهائي قد نرى رفسنجاني رئيسا وجليلي وزيرا للخارجية
- إن سارت المفاوضات بصورة نصف مرضية فسنرى ولايتي رئيسا وقد يعود رفسنجاني رئيسا للبرلمان
- بائع الفستق في إيران ليس صانع سجاد
- ينتمي المرشد لمنطقة واسرة تمتاز بإحتراف صناعة أعقد وأجمل انواع السجاد بينما يتحدر رفسنجاني من عائلات تجار الفستق
النص الكامل :
هاشمي رفسنجاني رئيسا؟

- يصر الغرب بمؤسساته الحاكمة والإعلامية والنخبوية على وصف النظام الإسلامي في إيران بالشمولي أي اللاديمقراطي فيما يصر بالمقابل على إستحالة التنبؤ في كل مرة تقترب فيها ساعة الإستحقاق الرئاسي الإيراني بشخصية الرئيس المنتخب
- يفسر الغرب ذلك بالقول إن اللعبة الإنتخابية الرئاسية هي مسرحية ديمقراطية تجميلية للنظام لا قيمة لها طالما بيد المرشد صلاحيات تمكنه من التحكم بخيارات الدولة الكبرى لكن ذلك لا يمنع هذا الغرب نفسه في ذات الوقت من تشغيل المال والإعلام والمخابرات وربما الحروب لمواكبة الإستحقاق الرئاسي الإيراني لترجيح كفة على كفة لأنه يوقن بأهميتها خلافا لإدعاءاته المعلنة
- في كل مرة عاشت إيران إستحقاقها الرئاسي كانت أحلام الغرب ودراسات مؤسسات الخبرة فيه تتأمل ان يؤدي الحصار والعقوبات لترجيح كفة الإصلاحيين او لنقل دعاة التفاهم مع الغرب في حدود الممكن والمتاح بصدد الملف النووي الإيراني ومستقبل العلاقة بفلسطين مقابل دور إمبراطوري لإيران في الخليج على حساب كفة من يسمونهم بالمتشددين
- الغريب أيضا ان دول الخليج التي يجب أن تنطلق من مصالحها تشجع هذا الخيار الذي يرغبه الغرب رغم إنطوائه على تعظيم دور إيران كوصي على الخليج لقاء ضبط ملفها النووي بحدود غير مزعجة و تخفيض سقف إستثمارها الإستراتيجي في خيار المقاومة ومستقبل فلسطين
- المنطقي والطبيعي أن يتحمس الخليج لإيران نووية ومقاومة طالما يترتب على ذلك إزاحة كابوس تفويض إبران إدارة أمن الخليج وملف النفط والغاز فيه حيث الإمبراطورية الفارسية هي الثمن الذي سيتقاضاه الرئيس الإيراني و هو ما يفترض أن يخافه الخليج مقابل التأقلم الإيراني المفترض في ملفي النووي وفلسطين
- في كل مرة تعيش إيران إستحقاقا رئاسيا سرعان ما يتحول الحدث إلى محور إهتمام مشترك خليجي غربي إعلامي وديبلوماسي وتنفق فيه الموازنات الهائلة وتنشئ فيه قنوات إعلامية فضائية بالفارسية للتأثير على خيارات الناخب الإيراني لحساب ما يسمى بالمرشح المعتدل
- في كل مرة تعيش إيران إستحقاق رئاسيا يفشل الرهان الغربي فإما ان يأتي من يصفونه بالمعتدل ويتمسك بذات السياسات المتشددة في ملفي الإشتباك مع الغرب " النووي وفلسطين " أو يفشل المرشح المعتدل ويصل للرئاسة مرشح التشدد والتمسك بالثوابت علنا
- في عهد الرئيس خاتمي لم يتغير تعامل إيران مع ملفات الإشتباك مع الغرب و في عهدي الرئيس أحمدي نجاد تصاعدت الأمور اكثر
- ما بعد حرب تموز 2006 بدا واضحا ان الغرب طور تنازلاته لإيران بصورة جعلته يعتقد ان رئيسا من بطانة ما يسمى بالمعتدلين صار بإمكانه ملاقتهم إلى منتصف الطريق وبالمقابل تطور التيار المعارض في إيران للمجاهرة بالخروج من خيارات التشدد النووي والتمسك بفلسطين والمقاومة وكانت الإنتخابات الأخيرة تعبيرا قاسيا عن هذا االتحول
- هذا الإستحقاق الرئاسي جدي وحقيقي حيث تجتمع عدة عناصر حاسمة فالعقوبات تشد على خناق الإقتصاد والموارد الإيرانية بقوة و إنعاكاساتهما في حياة الإيرانيين واضحة والملف السوري أضيف لملفي النووي وفلسطين والتوقيت واضح أنه مفصلي في حسابات المشروع الأميركي لآسيا بين مواعيد الإنسحابين الإستراتيجيين من العراق وأفغانستان والمفاوضات الدائرة بين واشنطن وموسكوعلى خارطة آسيا وفي قلبها الحاسم إيران
- على مستوى التنافس الرئاسي واضح ايضا ان التيار المتشدد لم يعد يملك مرشحا بالجاذبية التي إمتلكها الرئيس احمدي نجاد في ولايتيه الرئاسيتين وبالمقابل تنامت في ولايتيه مرتكزات إجتماعية لتيارات المعارضة ويقدم التيار المعتدل خيرة رجاله هاشمي رفسنجاني المنتمي لرعيل الإمام الخميني ورفاق طريقه وله في ذاكرة الثورة مكانة تقترب من مكانة المرشد السيد الخامنئي حيث تناوبا على تمثيل الإمام في المجلس الأعلى للدفاع وإمامة جمعة طهران في زمن الحرب مع العراق وعلى رئاسة الجمهورية في نهاياتها وبعدها
- علاقات رفنسجاني بكل تيارات الإعتدال والإصلاح والتصالح في إيران ستجعله مرشح الإجماع الغربي الخليجي الداخلي بوجه مجموعة من مرشحي التشدد الذي يفتقدون رمزا له مكانة رفنسجاني رغم مكانة كل من جليلي ومشائي و حداد عادل
- يتحدث الغرب كثيرا عن دور مجلس صيانة الدستور الذي يعين المرشد نصف أعضائه في إقصاء المرشحين ويثيرون الإعتقاد بإمكان رفض ترشيح كل من مشائي ورفسنجاني في سيناريو متوازن ضد نجاد ورفسنجاني الخصمين اللدودين بما يسهل اللعبة الإنتخابية ويجعلها تحت السيطرة لكنهم يتجاهلون ما قالته إبنة رفسنجاني عن محادثة هاتفية لدقيقتين حسمت امر ترشيح والدها وما تحفل به الصحافة الإيرانية لجهة قرار رفسنجاني بالإمتناع عن الترشح لولا إشارة وصلته من المرشد ليترشح للرئاسة
- ليس خافيا ان الحلقات المتسلسة للعملية الإنتخابية تتم على إيقاع المفاوضات القاسية التي تدور مع الغرب وهذه المرة يعرف المرشحون ويعرف الناخبون ويعرف الغرب ماهية دفتر شروط كل مرشح بين الكبار وليس خافيا ان توسيع دائرة المرشحين بألوانهم المتعددة وأوزانهم الكبيرة والصغيرة تجعل المسار الإنتخابي منشطا محفزا لمسار التفاوض وهذه احدى ضربات المرشد الشديدة الذكاء كما ستكون محطات العبور في مجلس صيانة الدستور وبعدها في الفوز بالدورة الأولى أو الإنتقال لدورة ثانية تعبيرات مشابهة عن الخط البياني للمفاوضات
- إحدى الرسائل الضمنية التي يجب أن يكون الغرب قد قرأها جيدا ان المرشد افرج عن ترشيح رفسنجاني وحمله دون ان يطلب منه ذلك رسالة مفادها هاتوا إتفاقا يلبي تطلعات إيران قبل عبور المحطات الصعبة في الإستحقاق ليتقدم معها حظ رفسنجاني الرئاسي
- كلما عبر رفسنجاني محطة من محطات الإستحقاق فهذا يعني أن الغرب يحسن القراءة ويقدم في التفاوض ما يجعل حظوظ رفسنجاني ترتفع ويتوقع لذلك ان يمتد الإستحقاق للدورة الإنتخابية الثانية لإستحالة نيل أحد من المرشحين ما ناله أحمدي نجاد من اغلبية كاسحة في الدورة الأولى حسمت التنافس
- بين المرشحين شخصية تحوز الإحترام العالي لدى المرشد والإيرانيين والتيارات المختلفة ولم تتورط بمناكفات ونزاعات جانبية ولم تفقد من رصيدها المعنوي منذ تركت مناصب الدولة شيئا هي شخصية الدكتور علي أكبر ولايتي الطبيب الشعبي المحبوب والديبلوماسي المخضرم كوزير خارجية عهود الإمام الخميني والعقل المرافق للمرشد في إادرة الملفات الإستراتيجية كمستشار خاص للشؤون الدولية والخارجية ومبعوث خاص في الملفات الشائكة والمعقدة
- إن سارت المفاوضات خلال شهرين نحو حل حاسم ونهائي يرضي المرشد في شأن فلسطين لجهة قبول الغرب بربط النزاع والمواقع المتباينة تجاه قضيتها وفي شأن الملف النووي لجهة التسليم بحق إيران بالتخصيب وفي ملف سوريا لجهة الإعتراف بشرعية النظام وموقعه في الجغرافيا السياسية للمنطقة قد نرى رفسنجاني رئيسا وجليلي وزيرا للخارجية
- إن سارت المفاوضات بصورة نصف مرضية فتقدم الملف النووي وملف سوريا وبقي ملف فلسطين متازما وهذا هو المرجح فسنرى ولايتي رئيسا لمشروع مصالحة وطنية داخلية بين التيارات المختلفة وإدارة هادئة لمفات المواجهة والتفاوض وسيبقى جليلي مفاوضا وقد يعود رفسنجاني رئيسا للبرلمان
- إن سارت المفاوضات نحو التفجر والإشتباك الحار سيخسر رفسنجاني كل الفرص وسيفوز عليه بحالة غضب شعبي إيراني مرشح يشبه احمدي نجاد على الغرب أن يعثر عليه بين الأسماء التي لا يعرفها والتي سيحتاج لولاية رئاسية كاملة حتى يكون لها ملفا
- ينسى الغرب كثيرا ان صناعة السجاد حياكة إبرة وخيط وانها تسبق ولادة السجادة بأجيال وأن الإيراني يتقن حياكة أكثر من سجادة دفعة واحدة وأن سيرة العائلة الإيرانية منذ آلاف السنين تقوم على صناعة سجادة صغيرة كل عام لمؤونة العائلة وفتح خيط أول لسجادة جديدة مع كل مولود جديد تنتهي بزواجه وبيعها لتأمين نفقات زواج كامل وفي كل عائلة تتسارع وتيرة حياكة سجادة على اخرى بتسارع مواعيد زواج الأولاد- الملفات والحاجة للإنتهاء من سجادة أحدهم قبل الآخر
- بائع الفستق في إيران ليس صانع سجاد بل تاجر سجاد أحيانا كثيرة وينتظر مواسم الصناع المحترفين
- ينتمي المرشد لمنطقة واسرة تمتاز بإحتراف صناعة أعقد وأجمل انواع السجاد بينما يتحدر رفسنجاني من عائلات تجار الفستق
- لبنان من ضمن اللعبة الكبرى و معه البحرين و المزيد من التوتر الذي يدفع نحوه بندر بن سلطان سيجعل فرص رفسنجاني تتضاءل كما يقول الأمير مقرن بن عبد العزيز والسفير عواض العسيري في مجالسهما الشديدة الخصوصية والمرحلة لا تحتمل المخاطرات كما يقولان و بوصلة ذكاء الغرب التفاوضي ستظهر في لبنان وليس مع آشتون قبالة جليلي وكله في ايام و يتظهر راس جبل الجليد

ناصر قنديل
nasserkandil@hotmail.com
14-5-2013

» قهوجي رئيسا بشرط عرسال - ناصر قنديل
» 94- عون رئيسا؟ - ناصر قنديل
» عون رئيسا - ناصر قنديل
» فرنجية رئيسا - ناصر قنديل
» السبسي رئيسا - ناصر قنديل