ضباب الحرب الأهلية
نوح عواضة
أعد الكاتب ستيفن ستار تقريراً نشر في 23 يوليو ، شرح خلاله الحقائق التي إكتشفها في زياته إلى سوريا وخصوصاً مكان إقامته المؤقت في"حي جديدة عرطوز" وجاء في التقرير
"في جديدة عرطوز وهو حي يقع على بعد 11 ميل من جنوبي غرب دمشق وهو يعتبر بيتاً لمزيج من السنة ، والعلويين،والمسيحيين.
المظاهرات جارية بشكل يومي تقريباُ منذ أكثر من سنة الى حد الآن.ولكن قوات الامن،والتي مركزها في مخفر الشرطة الذي يبعد مئات الياردات من الشارع الذي تقام به التظاهرات على شكل متواتر، تجاهلت الشرطة التظاهرات بشكل كبير ،في ليلة باردة في يناير بينما كنت خارجاً أبتاع بعض سندويشات الشورما،شاهدت سيارات ووجه بشار الأسد مزركش على الزجاج الخلفي للسيارة ذلك على بعد إنشات من مظاهرة هائجة.لم يظهر أحد من علامات القلق،لكن ذلك مع إستثناء وجود الحوادث المنفصلة،والتي توفى فيها بعض المتظاهرين،البلدة ظلت مسالمة في خلال الثورة الى يوم الخميس يوليو 19،عندما قام مقاتلون المتمردون بإطلاق صواريخ أر بي جي على مركز الشرطة،مما قتل ثلاثة ضباط.
خلال الأشهر 11 الماضية وانا أحاول العيش في هذه القرية ،وفشلت بجمع المقالات التي تسأل لماذا يتحمل النظام المتظاهرين؟ أو حتى كيف يسمح لهم بالتظاهر بحرية في أماكن عامة؟،ولكن لما لا يسمح للأخرين بذلك؟، هذه الحوادث لم تدخل تحت العنوان المعروف بأن جميع المظاهرات كانت تقمع تحت قوة العنف،الأغلبية كانت تقمع على هذا النحو،ولكن الصورة الكاملة كانت أكثر تعقيداً.
نجحت قوات المعارضة للنظام حينما فشلت انا في إعداد تقريري ، حيث تعرضت قصة المجزرة في جديدة أرتوز للتشويه!،حتى لم يعد هنالك قدرة على تمييزها، فالمئات من الفديوهات تم نشرها على اليوتيوب لكي تعطي الفكرة الى العالم الخارجي بأن هذه القرية هي تقوم بمظاهرة مفتوحة، وإظهار ان المعارضة توحدة ضد النظام، وهذاعكس الحقيقة!.
ولكن لنسأل العائلات المسيحية، الشيعة،أو الدرزية التي تقطن في الجديده إن كانوا يساندوا الثورة ؟، أكثرية الأجوبة على هذا السؤال في الخفاء كانت " ليسوا مع المعارضة! "، اليوم المسيحيين يخافون لأن الكنائس لديهم سوف تتحكم بها الحكومات المتطرفة المتشددة ،في حال نجحت الثورة، عدى عن تحكمهم بملابس النساء.
في الجديدة ،كما في العديد من القرى و الضيع الأخرى في سوريا، البيرة،الفودكا،و المشربات الروحية يمكن أن تشترى من زاوية الطريق ليلاً نهارا،المسيحيين يمكن أن يعبرو عن أعيادهم الدينية عبر السير إلى كيفما شاؤوا في طرق المدينة المركزية.هم يقدرون الحريات المعطات لهم حسب قولهم من نظام بشار الأسد،وهم بشكل عام ليسوا مع المظاهرات.
الأقليات ليست وحدها من يخاف من التغيير،الطبقة الوسطى الجديدة من السوريين التي تتعامل مع البنوك،و الذين يقودون سيارات ثمنها $15,000 و الذي يعملون للإعتناء بعائلاتهم اليافعة يتم تهديدهامن قبل (الثوار) أيضاً، والعديد من الاثرياء الجدد يخافون بشكل ظاهر خسارة الإمتيزات التي إكتسبوها و تمتعو بها أثناء حكم الأسد ،بالنسبة لهم السلام و الإزدهار في سوريا كان ما قبل مارس2011 .
صعوبات المراسلة في سوريا وخاصة في مناطق خارج دمشق هي واضحة.الكثير من المراسليين المشهورين دفعوا الثمن الأقصى (وبعد التعيين الى مهمة في فبراير الماضي إلى منطقة في شرق دمشق التي شهدت اشتباكات بين المتمردين والجيش السوري،أنا إخترت أن أترك البلد ، كنت أشاهد المناظر المرعبة في ذاك البلد و كنت سأصبح مصاباً بالجنون مع أني سوف أعاني من تدعيات رحلتي الى ذلك البلد.
بينما كنت في سوريا لم أخاطر بأن أذهب الى حمص أو درعا وهما مدينتان قد إصيبتا بشكل قوي ،و أيضاً لعدم ترحيلي من البلاد.
هذا قدر العديد من المراسليين الذين يغطون الصراع هناك، و كنتيجة لذلك العديد من السوريين في ظل فجوة سوداء، فبالنسبة إلي كنت أسمع أصوات القذائف في الأراضي الزراعية حول شقتي،ولكن صوتها لم يجلب لي اي معلومات حول ما يحدث في الخارج!".