واشنطن والعبث باحد مكونات الشعب السوري لجهة اصولة القوقازية
الأحد، 12 أيار، 2013
أوقات الشام
المحامي محمد احمد الروسان
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
يقول الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف الى ان جهاز المخابرات في بلاده، توصّل الى نتائج مذهلة تتموضع بأنّ أجهزة المخابرات الغربية تمنع عودة أهالي الشيشان إلى بلادهم وتستخدمهم لأهدافها وإرسالهم للقتال في سوريا بحجة "الجهاد"،
وأكد قاديروف في تصريحات للصحفيين في غروزني مؤخرا: انه لا وجود في سوريا لـ "حرب مقدسة" ولا لأي "جهاد" موضحا أن هدف أجهزة المخابرات الغربية يكمن في إضعاف الدول العربية.
وأضاف قاديروف "إن هناك أدلة على انه يوجد بين الذين يقاتلون في سوريا بعض سكان الشيشان الذين ذهبوا إلى هناك، لخوض حرب مقدسة حسب زعمهم" مشيرا إلى أنهم خضعوا لغسيل دماغ عبر مواقع الاتصال الاجتماعي بواسطة أجهزة المخابرات، وجرى إعدادهم وتدريبهم في بلدان أخرى متسائلا كيف يمكن لهم ترك أهاليهم وأقاربهم والذهاب بحثا عن السعادة في الحرب في سوريا.
وقال الرئيس الشيشاني " لقد كنا نتساءل دائما لماذا تعرقل أجهزة المخابرات الغربية عودة المنحدرين من الشيشان إلى بلادهم من أوروبا وتركيا، ولقد اقتنعنا اليوم أنها تستخدمهم لتحقيق مصالحها وترسلهم إلى أماكن مثل سوريا حيث يقع هناك قتلى من الشيشانيين الذين كانوا يعيشون في أوروبا وسوريا وتركيا وغيرها من دول العالم وأصبحوا من مواطنيها.
سنحاول هنا أن (نشبك) بين بعض أدوات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في القوقاز ومناطق أسيا الوسطى على مستوى أنظمة ومؤسسات وأفراد، وبين الحدث السوري من الجانب الآخر لجهة المورد البشري الذي يقاتل هنا في سورية، وكيف يتم اللعب وعلى المكشوف بأحد مكونات الشعب السوري لجهة أصوله القوقازية.
السياسة تعني بالمعنى الأدق هي فن إعادة إنتاج الضرورة بمفهومها الشامل، ضرورة أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وحتّى الثقافية الفكرية, بعبارة أخرى السياسة هي منتج أمني وسياسيي واقتصادي واجتماعي وثقافي فكري ولم تعد فقط فن الممكن.
والرهان في علم الرياضيات المعاصرة أيّاً كان هو مجرد احتمال فقط، والاحتمال في علم السياسة سواءً كانت سياسة النخب أو السياسة "الشعبوية" هو ليس يقيناً.
لقد راهنت النخب السياسية الجورجية وحزب الحركة المتحدة بقيادة الرئيس الجورجي ميخائيل سافاشغيلي, المحامي وحامل الجنسية الأميركية وزعيم الثورة الملونة والتي عرفت باسم الثورة "الوردية" أو القرمزيّة, راهنوا على مفاعيل ارتباطهم بمحور تل أبيب – واشنطن في القوقاز, ومع دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو من أجل تقدّم وتنمية دولتهم, من خلال العمل على استقطاب الرأي العام الجورجي المعادي والمناهض للحقبة السوفياتية السابقة, كي يحصل الرئيس وحاشيته على المساعدات والدعم الغربي اللاّمتناهي لبناء دولة جورجية على الطراز الأوروبي الحديث, خارجاً من جلدته الجورجية التاريخية وضارباً بعرض الحائط ودون أن يلتفت إلى جواره الروسي, وقد أوغل الرئيس في رهانه ومعه نخب مجتمعه السياسية, على هذا المحور الخارجي, محور واشنطن – تل أبيب بآثاره على الداخل الجورجي بشكل خاص, وعلى الداخل القوقازي الشامل بشكل عام ومهدّداً جواره الروسي والقوقازي, والرهان كما أسلفنا هو احتمال, والاحتمال في السياسة ليس يقيناً.
وفي المعلومات أيضاً، تتحدث بعض وسائل الميديا الدولية مستندة إلى تسريبات، من أجهزة استخبارات إقليمية وأممية، ترصد الدور الجورجي السلبي في الحدث السوري، حيث تقول المعلومات أنّ جورجيا تمارس سياسة مزدوجة حيال المكوّن الشركسي لديمغرافية شعبها، والمكوّن الشركسي لشعوب القوقاز، حيث هي تدعم حقوق الشعب الشركسي في القوقاز لتقرير مصيره في أماكن تواجده ونيل حقوقه الشرعية من زاوية تبليسي، وفي ذات الوقت والسياق العام تقوم، بإرسال مجموعات شركسية جورجية وغير جورجية مسلّحة إلى سورية، لتقاتل بجانب المجموعات الإرهابية الوهابية المسلّحة وغيرها من المجموعات المسلحة الأخرى، ضدّ النسق السياسي السوري وحكومته الشرعية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع المخابرات التركية والأمريكية والفرنسية والبريطانية.
وكما هو معلوم ومعروف للجميع، أنّ المكوّن الشركسي السوري يشكل قوام نوعي ولا بأس به ضمن هيكلية الجيش العربي السوري وقوامه العام، وفي الأجهزة الأستخبارية السورية المختلفة، وأنّ هؤلاء الشركس السوريون هم مع دولتهم سورية وحكومتها الشرعية، ويقاتلون بقوّة وشراسة الجماعات الإرهابية الوهابية المسلحة وغير الوهابية أيضاً، وبالتالي فانّ وجود جماعات شركسية جورجية وقوقازية مسلّحه، تم إدخالها الى الداخل السوري عبر المخابرات الجورجية، وبمعرفة وتعاون مع المخابرات التركية والأمريكية والفرنسية والبريطانية وغيرها، يمكن اعتباره نوع عميق من الفتنة بين المكون الشركسي السوري الذي يقف مع دولته سورية في مواجهة الإرهاب المدخل، والمكون الشركسي الجورجي القوقازي والمتواجد في قوام الجماعات المسلّحة، الذي يقاتل بجانب ما يسمى بالجيش السوري الحر.
وتقول المعلومات, أنّ الرئيس الجورجي وحزبه ونظامه عملوا, على عقد اتفاقيات التعاون العسكري – الأمني مع الدولة العبرية, وقد شاهدنا الأسلحة الإسرائيلية لدى القوّات العسكرية الجورجية في الحرب الروسية الجورجية الأخيرة, وأنّ معظم الأسلحة الأميركية المتطورة الموجودة لدى "إسرائيل", صار بعضها متاحاً للاستخدام في جورجيا بفعل التزام "إسرائيل " ببذل المزيد من الجهود في تدريب وتأهيل وتسليح القوّات الجورجية, كما حمل الرئيس وحزبه ونظامه على عاتقهم, ملف تقديم التسهيلات المختلفة للقوّات الأميركية, ويبذل جهود غير عادية ليجعل من جورجيا "مصنع ومعمل" لأعداد التقارير السياسية والأمنية الإستراتيجية, وتقديم نسخ من الثورات الملونة إلى الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية, بما في ذلك روسيا نفسها وعبر محاولات نقل نسخ ما يسمى بالربيع العربي ان لجهة الداخل الروسي (المتفولذ) وان لجهة الخارج الروسي – المجال الحيوي، بمساعدة السي أي إيه والأم أي سكس، ومجتمع المخابرات الإسرائيلية، والمخابرات الفرنسية، والمخابرات الكندية والمخابرات التركية.
وتذهب ذات المعلومات أيضاً للقول: انّه سعى لجعل جورجيا قاعدة متقدمة للعمليات السريّة للسي أي إيه ولجهاز الموساد, في مناطق القوقاز الجنوبي والشمالي على حد سواء وفي جل دول آسيا الوسطى, مهدّداً أمن واستقرار القوقاز الكبير, وأمن واستقرار روسيا ومجالها الحيوي وهو جزء من أمنها القومي.
وتستمر المعلومات بالقول: أنّه سعى ويسعى هذا النظام الجورجي بنسخته "الورديّة القرمزيّة" إلى عقد اتفاقيات تعاون استراتيجي مع واشنطن, كي يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات خاصة أميركية – جورجية على غرار العلاقات الخاصة الأميركية – الأسرائلية, كي تتمكن تبليسي بأن تجعل من جورجيا " إسرائيل القوقاز الكبير"!.
السؤال الذي يدغدغ خلايا العقل ويحثّها على الأعمال والإجابة الآن هو: ما بعد عودة ( بيتر العظيم) فلادمير بوتين إلى الحكم, ما موقف الإدارة الأميركية الحالية من نظام الرئيس ميخائيل سافاشغيلي؟!وما هو موقف الاتحاد الأوروبي أيضاً؟.
تتحدث المعلومات والتقارير السياسية والأمنية الإستراتيجية, أنّ الرد الأميركي الديمقراطي كان واضحا,ً حيث واشنطن تسعى إلى توثيق علاقاتها الإستراتيجية مع موسكو, كون أميركا تدرك بشكل جيد وجدي وكبير أنّ علاقاتها مع موسكو, أكثر أهمية لمصالحها من علاقاتها مع نظام الرئيس ميخائيل سافاشغيلي في جورجيا, وهذا يشي بالمعنى السياسي من الزاوية الأميركية, بأنّه على جورجيا أن تسعى لتنقية الأجواء مع جارتها الكبيرة روسيا الفدرالية.
وكذلك الحال مع الاتحاد الأوروبي الذي أوصل, معظم رسائله إلى تبليسي بضرورة دخولها في علاقات عملية وحقيقية وجادة لتأمين المصالح الجورجية – الروسية, وعلى النظام في جورجيا أن يسعى إلى إعادة ترتيب علاقاته الإقليمية والدولية بشكل أكثر واقعية وإقناع.
لقد تم اعتماد تفاهمات إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي, لسياسة جديدة تعطي الأولوية للتفاهم مع موسكو, وتخلّى عملياً أوباما والاتحاد الأوروبي عن نظام الرئيس ميخائيل سافاشغيلي والاكتفاء الآن بالنصح فقط.
وعلى هامش مفاعيل موقف الإدارة الأميركية الديمقراطية الحالية، وموقف الاتحاد الأوروبي الجديد من نظام الرئيس الجورجي, نرى أنّ "إسرائيل" ما زالت تقدّم الدعم السري له, بما يتيح لها الاحتفاظ بهذا النظام لحدوث تحولات جديدة في الساحة الدولية, من شأنها أن تؤدي إلى تخلي إدارة أوباما عن توجهاتها الجديدة في مناطق القوقاز الشمالي والجنوبي، اذا ما تم الفشل للتفاهمات الروسية – الأمريكية الأخيرة ازاء الحدث السوري، حيث منطقة القوقاز جزء من هذه التفاهمات حول الحدث السوري، وبالتالي الارتداد إلى توجهات إدارة بوش السابقة والمحافظين الجدد بنسخهم الجديدة, بما يتيح ويفسح المجال لتوظيف وتوليف واستغلال نظام الرئيس ساخاشفيلي مرةً أخرى, في القوقاز الكبير وحيال الفدرالية الروسية ومجالها الحيوي وأمنها القومي, فالذي أطلق كلاب الحرب في القوقاز الكبير في الماضي القريب هو الرئيس السابق بوش وإدارته! والسؤال الآن هو: هل ستعود كلاب الحرب في القوقاز من جديد وفي الولاية الثانية للرئيس أوباما في الحكم؟!.
تشير جل المعلومات المرصودة, والمعطيات الجارية, والتطورات الدراماتيكية اليومية, وقراءات إحداثيات, علم الإنذار المبكر, كعلم بحثي استقرائي تطبيقي, لجهة ما يجري على كل المسرح القوقازي وعلاقته بالحدث السوري, المتفاقم لجهة التصعيد العسكري وصولا للتسوية السياسية الشاملة في الشرق الأوسط وفي العالم، حيث الأخير يعاد تشكيله من خلال التسوية في سورية وعليها, تصعيد عسكري لتحصل كل الأطراف على تنازلات هنا وهناك من بعضها البعض.
وإن معطيات توازن القوى, تشي إلى توجهات وبوادر حدوث المزيد من الأستقطابات, فمن اختلالات التوازنات الخارجية الإقليمية والدولية, في غير صالح نظام الرئيس ساخاشفيلي, لجهة بوادر انفراجات توترات علاقات موسكو- واشنطن حتّى الان، عبر تقارب بينهما لإنجاح تفاهماتهما الأخيرة حول الحدث السوري وملفات أخرى، وهذا من شأنه أن يبعث الحياة من جديد في مهمة الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى النسق السياسي السوري، لأنّ هذا ما يحتاجه الإبراهيمي.
ولجهة مساعي الاتحاد الأوروبي - باستثناء فرنسا - الهادفة, إلى عدم السقوط في العداء مع موسكو، إن عبر الساحة الجورجية وان عبر الحدث السوري, خاصةً بعد أحداث قريغيزستان الأخيرة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق منذ أكثر من ثلاث سنوات, ومن قبلها صعود نظام رئاسي في أوكرانيا مريح لتوجهات موسكو حيال أوروبا, بالإضافة إلى اختلالات التوازنات الداخلية في جورجيا ولغير صالح النظام وحزبه الحاكم, إن لجهة تزايد الاحتجاجات المطالبه باقصائه واعتماد توجهات سياسية تقوم على عدم التورط في أي صراعات بالوكالة عن محور واشنطن – تل أبيب, وان لجهة السعي إلى اعتماد علاقات حسن الجوار مع الجميع بما في ذلك الفدرالية الروسية.
تتحدث معلومات أخرى ذات مصداقية, أنّه من الممكن أن يتم تفاهم آخر بين موسكو و واشنطن, تمهيداً لعقد صفقة حقيقية تشمل مصير نظام الرئيس سافاشغيلي الموالي للغرب, في بيئة قوقازية ملتهبة لا تشجع أن يكون كذلك, وأيضاً حول ملف منظمة حلف "غوام" ومهامها الأمنية – العسكرية حيث تشارك فيها إسرائيل بالوكالة عن واشنطن, وملف نشر شبكة الدفاع الصاروخي, وملف توسيع حلف الناتو, ملف التعاون الروسي – الأوروبي وفي مجالات النفط والغاز, وملف اتفاقية التعاون الأمني – العسكري الجورجي – الإسرائيلي.
وبالرغم من قراءة موسكو الدقيقة للموقف الدولي من نظام الرئيس ميخائيل في تبليسي, تشير تقارير سياسية معتمدة على معلومات تتحدث, عن مبادرات روسية ذات تعاون حقيقي مع محور واشنطن – بروكسل (الاتحاد الأوروبي), وهي رسائل ذات مضمون تتمثل في ابتعاد واشنطن وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي, عن أيّة محاولات لاحقة لاستخدام جورجيا وحتّى أوكرانيا – رغم وجود نظام رئاسي موالي لموسكو - كيد طولى أخرى بلون برتقالي أو وردي, أو ما شابه من ألوان الطيف السبعة, لاستهداف أمن واستقرار روسيا الفدرالية أو حدائقها الخلفية في أسيا الوسطى وفي القوقاز الجنوبي والشمالي, أو لإثارة القلاقل والفوضى الخلاّقة في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الشركسية وأجاريا وغيرها من مناطق المجال الحيوي الروسي, والتي هي جزء كما أسلفنا من الأمن القومي الروسي بامتياز.
وتأسيساً على مجمل الموقف الأممي الجديد حيال نظام تبليسي الآن, والتفاهمات على خط محور موسكو – واشنطن – بروكسل, تشي جل المعلومات بأنّ إدارة أوباما تعارض ضم جورجيا إلى حلف الناتو, كما تعارض بقوّة أنقرة, وتمّ حث الاتحاد الأوروبي لجهة عدم سعيه لضم جورجيا إلى عضويته أيضاً.
وعلى فرض رغب وسعى الرئيس الجورجي, وبدعم وبمساعدة واشنطن والاتحاد الأوروبي, لتنقية أجواء علاقاته مع جاره الروسي الكبير, بعد التخلي عنه والاكتفاء بنصحه أمريكياً وأوروبيّاً, باعتقاد الخبراء الدوليين والإقليميين لن ينجح في مسعاه كشخص وزعيم حزب حاكم أساء بعمق إلى جذور العلاقات الروسية - الجورجية, وذلك لجهة تزايد النزعة القومية الجورجية الرافضة والكارهة لجيرانه الروس, وذلك بسبب الرئيس نفسه وبشخصه, ولجهة عدم قدرة نظام الرئيس الحالي على إعادة إنتاج نفسه من جديد, وإنتاج نسخة من برنامج سياسي استراتيجي حقيقي وجدي يتم التسويق له بدلاً عن برنامج الثورة الملونة, والتي صكّت باسم الثورة "الوردية" أو "القرمزيّة", حيث من أركانها العداء الشديد بعمق لموسكو, والولاء المطلق بعمق لمحور واشنطن – تل أبيب في القوقاز الكبير.
وتقول معلومات الخبراء الأمنيين الاستراتيجيين: على أنّ نظام الرئيس الجورجي عمل على الإطاحة بالقوى الوطنية الجورجية ذات التوجهات اليسارية وما زال, وتذهب معلومات هؤلاء إلى القول بقسوة : فإذا كان نظام الرئيس ساخاشفيلي قد صنعته ثم اشترته إدارة الرئيس السابق بوش, بثمن غالي ونفيس وبكلفة مادية وسياسية وأمنية وفكرية وثقافية واجتماعية, فانّ إدارة الديمقراطي باراك أوباما وفي فترتها الثانية الأخيرة في الحكم، وكما تقول المعلومات, قد باعته بثمن رخيص في أسواق وبورصات السياسة الدولية الأممية, وهذا يؤكد على أنّه لا توجد عدوات دائمة بين الدول ولا صداقات كذلك وما يحكم العلاقات بينها هي المصالح والمصالح وحدها , وما جرى من ارتدادات في الموقف الكوني من نظام الرئيس سا خاشفيلي في جورجيا يؤكد أنّ السياسة مثل " بائعة الهوى" في الشارع العام, حتّى إسرائيل مؤخراً كما تتحدث بعض من معلومات استخبارية أممية, عملت وتعمل على ديناميات مراجعة لموقفها منه, فابتعدت تكتيكياً عنه خوفاً من غضب روسيا التي عادت من جديد, كقوى عظمى فاعلة بسبب سياسات الثنائي الرئيس بوتي ورئيس وزرائه ميدفيدف من الحدث الاحتجاجي السوري مسنوداً من قبل غالبية الشعب الروسي، وكذلك المؤسسة العسكرية والأمنية الأستخبارية الروسية, تدافع عن مصالحها الإستراتيجية في أسيا الوسطى والشرق الأوسط وفي الساحة الكونية, وكذلك في خارطة التحالفات في منطقة القوقاز الجنوبي والشمالي وبقية مناطق البحر الأسود, هذه الفدرالية الروسية التي لم تعد قابلة للاحتواء الأميركي – البريطاني – الأوروبي رغم محاولات المنظومة الأنجلوسكسونية في ذلك.