كتب باسل ديوب: عن مملكة السعوديين التي تقدس حذاء مؤسسها

كتب باسل ديوب: عن مملكة السعوديين التي تقدس حذاء مؤسسها

خاص عربي برس

بينما تواصل جحافل ثوار "الحرية" تدنيس قبور الصحابة و الأولياء في سورية و ليبيا ومصر و كل الأمصار الإسلامية، يجبر تلاميذ المدارس في المملكة الوهابية على زيارة متحف المصمك للتمتع بأهم قيمة أثرية في البلاد المنكوبة بالنفط و التكفير، ألا وهو شحاط (أبو إصبع ) يعود لمؤسس المملكة النفطية الملك عبد العزيز آل سعود .

ليس الأمر نكتة فالأمر جدي ويعرفه كل سعودي وسعودية، والمتحف السعودي حريص على تقديم مقتنيات مؤسس "المملكة السعودية " التي تقود مجندة أمريكية " كافرة" مدرعة لحماية عرش مليكها، بينما تمنع المرأة فيها قيادة سيارة سياحية برفقة زوجها و أطفالها في نزهة ربيعية .

تحافظ المملكة السعودية على شحاطة الملك( شحاطة باصبع) ، في حين تقوم أدواتها بتدمير حضارة العرب في سورية، فمن قطع رأس تمثال لأبي العلاء المعري ، إلى سحل تمثال عالم الرياضيات و الفلك "البتاني" في الرقة، ونهب الكنوز الأثرية السورية ( لا تدمر و لا تقطع رؤوسها) لكي تباع إلى تجار الآثار الغربيين و الأتراك .و لتعرض في متاحفهم لاحقاً، ونهب وحرق عشرات آلاف المخطوطات الإسلامية المحفوظة في الجامع الأموي بحلب ...وصولاً إلى تفجير مآذن عمرها من عمر الإسلام في الشام الجريحة التي باركها الرسول.

فمئذنة الجامع العمري نسفت على يد جحافل الحرية الوهابية ، لتلحق بها مئذنة الجامع الأموي الكبير، وهما من أقدم جوامع العالم قاطبة.

و إذا كانت "شحاطة" مؤسس المملكة الوهابية التي ترسل لنا قاطعي الرؤوس، و نابشي القبور مقدسة أكثر من آثار النبي محمد ص وكل منجزات الإسلام العمرانية بالنسبة للسعوديين ، فما الذي ينتظره السوريون الذين التحقوا أو انتظروا خيراً من جحافل الحرية الوهابية،أما من يقظة من هذه الغيبوبة المفجعة ؟ زيارة ضريح صحابي أو إمام أو قائد تاريخي هي شرك بالله أما زيارة شحاطة عبد العزيز آل سعود فهي فعل إيماني وطاعة لولي الأمر التابع الذليل لأعداء الأمة، قتلة الملايين في فلسطين و العراق و ليبيا وسورية و أفغانستان وغيرها..

مهرجان الجنادرية الذي يستقطب مئات المثقفين الليبراليين و العلمانيين و الديمقراطيين العرب و الذي يمنع اشتراك النساء به ينظم زيارات دورية لتلاميذ المدارس للتفرج على آثار الملك عبد العزيز آل سعود و أهمها الشحاطة المذكورة ، لم نسمع لهم صوتاً متضامناً مع سورية و حضارتها ، بل إن بعضهم لم يتورع عن وصف الإرهابيين بثوار الحرية و تضليل العرب بأن أدوات آل سعود المهووسين بالجنس و الغنائم و قطع الرؤوس ، إنما يؤسسون لديمقراطية و صناديق اقتراع وثقافة حقوق إنسان.

إن سرقة الآثار النبوية الشريفة من الجامع الأموي الكبير في حلب و هي بقايا ضرس وشعرتان يعتقد بقوة أنها تعود للنبي محمد ص،هي امتداد لمسح ذاكرة التاريخ الإسلامي الأول، و هي مهزلة كبرى ، أن نرى من تشبع بثقافة آل سعود ممجدي شحاطة مليكهم يتسلل باسم الجهاد و الحرية إلى الشام الجريحة، ليدمر ويخرب تراثها و مقدساتها ونسيجها الوطني الأهم في العالم قاطبة .

هي مفارقة مخزية لكنها حقيقة.

شحاطة آل سعود محفوظة في الثقافة الوهابية و أكثر أهمية من كل كنوز الإسلام في الشام و الحجاز و أربع جهات الأرض .. ألا شلت أيديهم .

هل يثوب إلى رشدهم هؤلاء المخدوعون؟ فثورة الحرية في سورية تكشفت عن وجه مرعب لطغيان تكفيري، يتباهى بقطع الرؤوس وشي الأجساد المقطعة الأوصال على مناقل الفحم،و لا يتورع عن استخدام السلاح الكيماوي وانتهاك المقدسات و القيم و كل المنظومة الأخلاقية والرفيعة الموروثة .

» مملكة بلا ملك ..وملك بلا مملكة .. ابن ملك السيفيليس.. بقلم نارام سرجون
» حذاء وطني بامتياز
» أوان معركة «تحرير القلمون» لم يحن بعد .... باسل ديوب
» الجيش السوري يفكّ حصار المسلحين عن حلب....باسل ديوب
» «القاعدة» في الشمال: منبج وحريتان وعندان وقطمة علــى القائمة ..باسل ديوب