كتب خضر عواركة: عن ظهرنا الذي انكسر في سورية، كيف ينجبر؟

كتب خضر عواركة: عن ظهرنا الذي انكسر في سورية، كيف ينجبر؟

خاص عربي برس

لا هزيمة كالهزيمة النفسية ، فلو امتلكت اقوى الاسلحة ولم يكن لديك الدافع للقتال فلن تستعملها.
ولا ضربة كالضربات المعنوية،فمعها يشلّ الاحساس بالعجز قواك فتنهار.
القيادة السورية الحكيمة تعرف ذلك وتعمل بهداه لهذا لا بد ان يعرف الشعب السوري ان الضربة المقابلة والانتقام الاكيد لا بد منه وبسرعة.
لا بد من رد من نوع الضربة ، لا من نوع الصدفة التي حدثت على يد شيشانيين، والتي اعتبرها وليد جنبلاط ردا سوريا على غارة سابقة في جمرايا.
الشعب يريد بضعة صواريخ سورية تتساقط على مخازن اسلحة قرب تل ابيب يسمع انفجارها ملايين الصهاينة ثم يخرج على الاعلام وزير الدفاع السوري ليعلن "اننا جاهزون لتوسيع الرد وان توقفوا توقفنا"....والقيادة تريد اكثر من ذلك ، ولكن الصورة الشاملة والكاملة بين يديها لا بين يدي محللين سياسيين لا يعرفون الا مما يسمعون او يقرأون ومصادرهم محدودة.
القائد الحربي في معركتنا حكيم، والزعيم السياسي شجاع، فلا تخشوا شيئا...والله معنا ما دامت اسرائيل معهم...ومن كان الله معه فلا يخشى شيئا ...
اشاعات مغرضة يبثها العدو في الشارع
من يخشى خوض حربين جبان او خائن او جاهل ...فلولا خشية اسرائيل من الرد السوري لما توقفت عن القصف ولما اعلنت انها تريد اذية ايران وحزب الله لا سورية.
اذا كان رجل الشارع يعرف ذلك افلا تعرفه القيادة ؟ لذا لا تستمعوا الى الاشاعات التي يبثها من يبدو حريصا على مصالحنا ولكنه عدو كامن.
بالتأكيد بيننا بعض الجبناء والخونة الكامنين، ممن سيسوقون امرين متعارضين، منهم من سيقول انه لا يجب ان نرد لاننا عاجزون، وهذا امر خاطيء، ومنهم من سيقول انه يمكننا الرد ولكننا خائفون، وهذا قول مغرض.
يشبه الامر تحييد المصالح السعودية عن الاذى لاننا لا زلنا نؤمن بان في السعودية تيارين احدهما يقاتلنا والثاني في حبنا يذوب .
من قال ذلك مغرض او مشبوه.
عدم الرد على اسرائيل ليس حكمة ولو طلبه الروس، فتأثير الصمت كفيل بانهيار الشعب وهو السلاح الاكثر قوة من كل سلاح، لهذا حتمية الرد لا ريب فيها وسرعته وقربه لا شك فيهما ولكن تصعيد الاشاعات التي تريد احباطنا ليس في مصلحة المعركة ولا في مصلحة الرد.

ما الذي فعله بشعبنا الاعلام العربي العامل في خدمة الاميركيين ؟

إحذروا الاعلام المعادي وليتحول كل منا الى اعلامي يحافظ على صحة المعلومة وعلى مصداقية الخبر ولا يعمم الاشاعات.
ففي زمن النيوميديا كل منا فضائية متنقلة، والالاف تصلهم الكلمة التي ننطق بها الكترونيا او هاتفيا.
ربما تأخر الوقت على الصراحة، ولكن ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا، عقول عددها بالالاف يعملون بفردية تخدم العمل الجماعي والاستراتيجية الرئيسية في حرب نفسية منظمة ستتصاعد الان بسبب عدم الرد على الضربة، فكم هو عدد العقول التي تفكر وتخطط للرد ولتبرير عدم الرد في الاعلام ؟؟
سلاحهم الرئيس هو الاعلام...وما الضربات الاسرائيلية الا وقود للاعلام.

احذروا امثال داوود اوغلو ممن بيوتهم من زجاج مرمرة
الشعب لا يخطيء والشعب يريد ردا ...
هذا صحيح ونحن ايضا كافراد من الشعب العربي من الخليج الى المحيط ممن نحب سورية وشعب سورية لا يجب ان نشارك في الغوغاء الاعلامية.
من يعمم احباط المعنويات يساعد اسرائيل...
اسمعوا وزير الخارجية التركي...يسخر من سورية لعدم الرد ويريدنا ان ننسى قتل الاسرائيليين للاتراك المدنيين في سفينة مرمرة ...هل ردت دولته وهي لا تعاني ما عانته سورية؟
وهل رد جيشهم التركي على الصهاينة وهم لا يعانون من حرب تشنها عليهم مئة وثلاثون دولة كما سورية؟
اذا فلنفكر في قول القائل اي يكن قبل ان نقبله منه...
وامثال داوود اوغلو في ترويج الشائعات التي تنال من معنويات الشعب السوري كثر في الشارع العربي وفي سورية ....ففكروا اولا فيمن يكونون هم، وما فعلوه هم قبل ان تتأثروا باقوالهم وقبل ان ترددوها. فليس كل من دعى للرد ذو كرامة ووطني.

نعم الانظمة تخطئ والشعوب لا يجب ان تضل الطريق

ما فعلته بنا اخطاء الانظمة كبير جدا ولكن لا يجب ان نساعدها في خطأها...
هي التي اعطت الثقة لاجهزة استخباراتها ومنعتها عن شعب احب رجالها حتى تبين ان "من الحب ما قتل" وما "ظلم" وما استباح الانسان، لا لشيء الا تمثلا بالمذهب السوفياتي في ارهاب الناس حتى لا يفكروا بالخروج عن طاعة الحاكم.
مع ان الحب اولى بالطاعة من الخوف، فالأول دائم والثاني اضطراري ينفجر غضبه متحولا الى حقد وعنف لا يمكن تصور اقسى صوره في افلام الرعب، لكنها تحولت الى واقع في سورية والعراق وربما لاحقا في لبنان.
لا يمكن للاعلام الحربي الاميركي المتحدث بالعربية والمسمى باسماء عربية ان يؤثر فينا لولا انا جاهزون للتأثر، ولولا ان الهة وثنية تسكن في عقول البعض ممن يرون في الفرد (ويا ليته كان شخص الحاكم فقط هو المعني بهذا القول) جهة تصدر عنها حكم تاريخية لا يمكن نقضها او نقدها.
اتركوا العبقريات الفردية تنطلق فلا تلاحقوها ولا تضطهدوها ولو اخطأت، فلا تعلُم بلا اخطأ ولا معركة رابحة بلا طاقات، وليس سوى تسخير الطاقات الشاملة هو ما يضمن ربح المعركة.
حرب عالمية هي فلا يمكن لفرد او لوزير ان يربحها وحده.
العبقرية في ان نستفيد من العبقريات لا ان نقمعها ولا ان نطردها ولا ان نسكتها.

الفرد يدير نعم واما ان حصر العمل الاعلامي بنفسه فقد ساهم في هزيمتنا.

وزير الاعلام لا يجب ان يتحول الى اله لا ينتقد في بلادنا، وكذا اللواء صاحب المخابرات واللواء وزير الدفاع واللواء مستشار نائب الرئيس واللواء نائب الرئيس ....كلهم ليسوا ممن يفهمون في كل شيء وفي اي شيء، فالمخابراتي لا يمكنه ان يصبح متى اراد وزيرا للاعلام، والمستشارلا يمكنه ان يكون منفذا لاستراتيجية، ولا ان يصبح في اي وقت بالدسيسة خبير استخبارات.
وفي النهاية لا يجب ان يختلط حابل التخطيط بنابل الحكم، فيتحول صاحب الرأي الى منفذ فرد يرى في كل من حوله اصحاب مصلحة شخصية لا يمكن الركون الى ارائهم لانها غير سديدة وذات غايات مغرضة.
التكامل يعني ترك الكفاءات تجترح المعجزات ثم نرفدها بالقدرات الرسمية اذا ناسبتنا او نتجاهلها ولا نعممها ان كانت مضرة وغير مناسبة.
نحن في معركة لذا يجب ان نحاسب بعضنا بعضا، فالمعركة في سورية لا تحدد مستقبل شعبها بل مستقبل ثلاثمئة مليون عربي. ومعنا الشرفاء الاتراك والحلفاء الايرانيين، فهل سنجعل مصير كل هؤلاء في يد خمسة او ستة رجال يقررون كل شيء من العسكر الى الاعلام ؟
إنها معركة الامة فاتركوا الامة تشارك فيها كل بما يستطيع اجتراحه من افكار ومن عمليات تنفيذية، سواء بالاعلام او بالنشاط المحلي الذي يساهم في تقديم خيارات واسعة للحاكم، فيقرر الانسب والافضل ويعمم التجربة ام يمنع عنها القدرة على التوسع.

ليس وقت حساب ؟

بل الحساب في كل وقت هو ما يمنع الكارثة النهائية وهو ما يمنع السقوط.
كان بيننا عملاء ساهموا مع الارهابيين في قتل من تحولوا بعد ذلك الى ارهابيين فهل حاسبنا من حماهم؟

لا يمكن لسورية ان ترد على الضربة الاسرائيلية، ما دام توازن القوى في العالم يرعى التوازن الاقليمي، ويرعى التوازن الداخلي الذي اخل به الجيش العربي السوري لمصلحة الشعب السوري وفي مواجهة مسخ الناتو المقاتل لجيش بلاده.
لكن من قال ان الالتزام بما يطلبه الحلفاء الدوليين مفيد لشعب يقاتل بالروح ويصمد بالمعنويات وسلاحه نفسه العارية، فان ضربنا معنوياته خسر نفسه وانهار.
سلاحنا ليس الطائرات فقط ولو كان ضربها فيه مصلحة لاسرائيل او انها تستطيع تحمل الرد لما تأخرت عن ضرب المطارات والطائرات ولكنها تخشى العاقبة فلماذا لا نريها بعض منها الان؟
العدو يعرف ان سلاح النظام السوري الاهم هو الناس والضربات المتتالية لن تسقط جيش البلاد لكنها ستدمر نفسية العباد، ودونهم لا جيش ينفع ولا بلاد تبقى، لذا الرد اكثر من حتمي وضروري وفي الآجل لا بالعاجل.
ولاننا جميعا نشهد للرئيس الاسد بالحكمة وبالشجاعة نثق ان الرد لا بد سريع وقوي ومناسب. وحتى ذلك الحين،هل ما علينا فعله ليس سوى الصبر الجميل؟
بالتأكيد لا ...
ان نثق بالقادة الذين لديهم الصورة الشاملة امر اكثر من مطلوب في سياق يبدأ بالصبر الجميل ولكن يجب ان يتماشى معه الانضمام الفوري الى فعاليات عملية، معسكرات التدريب لمن يريد ان يقاتل ودورات التدريب الاعلامي لمن يعرف كيف يدرب ولمن يريد ان يتعلم ممن يعلم، والى فعاليات تضم ابناء الاحياء والمدن والقرى لتقسيم العمل والمهمات، فما بين مقاتل وحارس ومجهز لانفاق الحماية للمدنيين وما بين تأسيس لجان التموين الاهلية واللجان الطبية ، يصبح الرد اكثر اقترابا، والاهم ان لا نساهم في تعميم شائعات الاعداء وان لا نحبط معنويات بعضنا بعضا.
ظهرنا انكسر في سورية بسبب الاعلام الحربي المعادي،وظهرنا ينجبر ان ساهمنا جميعا في رد العدوان بالاعلام الشعبي، وبالوعي الى الفرق بين الاشاعة الكاذبة والخبر الموثوق.
الجيش السوري قادر على الرد وسيرد ولهذا نصبر على طلبات الحليف الروسي الصبر الجميل ...حتى ينقضي امرا كان مفعولا.

» الإعلامي خضر عواركة لدام برس : سورية ليست غزة ولا لبنان .. سورية في عين العاصفة .. ومن يظن أنه سينجو إن سقطت سورية واهم
» الإعلامي خضر عواركة لدام برس : سورية ليست غزة ولا لبنان .. سورية في عين العاصفة .. ومن يظن أنه سينجو إن سقطت سورية واهم
» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين في سورية (ح1)>>>خضر عواركة
» كتب خضر عواركة: لهذا قرر السيد نصرالله اعلان الحرب على اميركا وعلى التكفيريين في سورية
» ما صحة «الفرمان» الموجه لرعايا الملك سلمان من اللبنانيين؟! (خضر عواركة)