دام برس:
منذ يوم الأحد 5 مايو ومنتدى الأركان العامة يلتئم في مقره بالقيرياء في تل أبيب لمناقشة نتائج الهجمات الجوية والصاروخية الإسرائيلية على سوريا. المشاركون في هذا المنتدى هم:
1- رئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز.
2-رئيس شعبة العمليات يؤال هار إيفن.
3-قائد سلاح الجو الجنرال عمير إيشل.
4-قائد سلاح البحرية الجنرال رام روثبرج.
5-قائد القوات البرية الجنرال جاي تسور.
6-قائد منظومة الدفاع الجوي العقيد دورون جافيش.
إضافة إلى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخفي.
بالإضافة إلى مشاركة لبضع ساعات لقائد المنطقة الشمالية الجنرال يائير جولان.
خلال السلسلة الأولى يوم الأحد وفي اليوم التالي الاثنين 6 مايو كانت الأسئلة المطروحة على المشاركين في هذا المنتدى هي:
1-هل سترد سوريا؟ أو أنها ستمتنع عن هذا الرد كما فعلت عندما هوجمت منطقة جمرايا في 31 يناير 2013.
2-هل بإمكان الجهود الدبلوماسية التي تبذل بين عدة عواصم واشنطن وموسكو وبكين في أن تكبح مثل هذا الرد وتمنعه؟.
3-هل بمقدور نظام الرئيس السوري الجريح بفعل المعركة الداخلية أن يرد في حالة يأس أو أن يحاكي شمشون عندما ردد مقولته المشهورة علي وعلى أعدائي، دون أن يحسب للمخاطر والتداعيات.
4-كيف ستكون طبيعة الرد؟ هل بقصف صاروخي لبعض الأهداف الإسرائيلية في منطقة الجليل مباشرة أو أنه سيوعز إلى حزب الله وبعض المنظمات الفلسطينية المرتبطة بسوريا مثل الجبهة الشعبية القيادة العامة وعناصر فلسطينية موالية لسوريا.
5-كيف سترد إسرائيل على الرد السوري؟ هل بالاكتفاء بهجمات جوية وصاروخية أخرى أم أنه سيجري تصعيد للموقف إلى حد المواجهة الشاملة؟
6-هل إيران ستنضم إلى المعركة وأين ستخوض معركة الإسناد لسوريا؟
هذه الأسئلة لم تطرح وتثار من قبل رئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز أو رئيس شعبة العمليات الجنرال هار-إيفن أو قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال عمير إيشل وإنما طرحها قائد المنطقة الشمالية باعتباره المسؤول عن إدارة المعركة مع سوريا ولبنان في جانبها الهجومي الاستباقي أو الدفاعي، بالإضافة إلى قيادات تعنى بالشأن الإستراتيجي والتخطيط العملياتي.
جميع هذه الأسئلة قذف بها باتجاه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية كما يؤكد أحد المصادر الذي لا يعجز عن استراق السمع بما يدور داخل الأركان العامة نظرا لما لديه من قابلية ومن علاقات.
الجنرال كوخفي لم يجب على هذه الأسئلة دفعة واحدة وإنما سيبسط إجاباته على مدى أسبوع حتى يوم الخميس لكي يقدم إجابة وافية عن كل هذه التساؤلات.
في الجولة الأولى من هذه الإجابات تناول موضوع احتمالية الرد السوري واستعرض ردود الفعل السورية والتصريحات والتي تؤكد أن سوريا سترد وأنها سددت صواريخها إلى أهداف في داخل إسرائيل وللوهلة الأولى كان يبدو أن سوريا سترد في اليوم التالي من الهجمات وخاصة الضربة الموجهة إلى جبل قاسيون.
بعد ذلك صدرت تصريحات أخرى متباينة حول الرد، أوساط سورية حاولت أن تعزو عدم الرد إلى تدخلات دولية وعلى الأخص تدخل روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لدى الرئيس السوري حاثا إياه على التريث وعدم الرد، لأن الرد سيؤدي إلى حرب إقليمية مدمرة.
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ربط بين هذا التدخل الروسي لمنع تدهور الوضع وبين سابقة مماثلة في عام 1967 أي قبل حرب الأيام الستة عندما نصح الاتحاد السوفييتي القيادتين المصرية والسورية بعدم التصعيد وعدم مهاجمة إسرائيل بل مطالبة مصر وسوريا أن تتريثا فإذا ما قامت إسرائيل بشن حرب على الدولتين فإنه سيكون للاتحاد السوفييتي موقف آخر.
واعترف الجنرال كوخفي بأن الجيش المصري والسوري إذا بادرا إلى شن الهجوم وأخذا بزمام المبادرة لكانت نتائج حرب 67 مختلفة تماما، وأن الجيش المصري كان سيقتحم مناطق في النقب وأن الجيش السوري كان سيحتل أجزاء من الأراضي الإسرائيلية في منطقة بحيرة طبريا.
في تحليله للمعطيات السياسية والعملياتية عبر كوخفي عن رؤية مفادها أن سوريا ستفكر ألف مرة قبل الإقدام على عمل عسكري أو هجمات صاروخية على أهداف إسرائيلية بشكل مباشر لكنه لا يستبعد أن يقوم حزب الله وحركات أخرى موالية لسوريا بعمليات بالإنابة عن سوريا، ليس فقط على الحدود المشتركة بل ربما في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
لكنه استدرك عندما قال إنه إذا رأى الرئيس السوري الأسد أن من مصلحته ومصلحة نظامه في البقاء أن يقوم برد عسكري بتوجيه ضربات إلى أهداف في إسرائيل حتى لو أدى ذلك إلى رد فعل إسرائيلي أكبر وأخطر فإنه لن يتردد عن ذلك ولقد سبق أن هدد بإحراق إسرائيل هو وابن خاله رامي مخلوف.
وفي معرض إجابته عن السؤال الثاني حول نجاح الجهود الدبلوماسية في أن تكبح جماح التصعيد الحالي وعدم انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة أجاب الجنرال كوخفي من خلال متابعتنا لما يجري من اتصالات مكثفة بين الولايات المتحدة ووجود وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في موسكو واجتماعه مع الرئيس الروسي بوتين ثم المحادثات التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي في بكين واحتمال لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وجهود أخرى تبذل ، فإنه ليس من المستبعد أن تتوصل واشنطن وموسكو إلى تفاهمات بشأن لجم الطرفين الإسرائيلي والسوري عن التصعيد وربما التوصل إلى تفاهمات لحل الأزمة السورية.
وأشار أيضا إلى أن إيران ومن خلال المواقف التي عبرت عنها لا يبدو أنها متحمسة لتصعيد إقليمي قد يقود إلى حرب شاملة في المنطقة لأنها تعرف ثمن مثل هذه الحرب ليس بالنسبة لسوريا فقط ولحزب الله في لبنان وإنما لإيران نفسها.
المــــركز العـــــــربي للدراسات والتــــوثيق المعلـــــوماتي -