قالت مصادر سورية بأن "عملية تفجير خلية الازمة ومقتل القادة الامنيين لم تكن محدودة بل جزء من خطة كانت معدّة لقلب النظام واحتلال العاصمة دمشق، في التوقيت عينه من اليوم ذاته".
وكشفت مصادر مقربة من مركز القرار لصحيفة "الراي" الكويتية أن "عملية اغتيال القادة الامنيين تزامنت مع انتشار كثيف لآلاف المسلحين داخل دمشق في إطار
خطة أُعد لها مسبقاً لاحتلال العاصمة وضرب مفاصلها الحيوية والقضاء على النظام".
وأقرّت المصادر بأنه "رغم ان الخطة باءت بالفشل، فان النظام لم يكن على علم مسبق بها ولا على معرفة بدخول المسلحين وأسلحة ثقيلة وآليات رباعية الدفع... وهي التحركات التي شكلت الساعة صفر للخطة المنسقة لاحتلال دمشق وقلب النظام".
واذ أكدت أن "النظام استعاد سريعاً زمام المبادرة بقتله أعداداً كبيرة من المسلحين ومحاصرة أعداد لا يستهان بها، وبفرار بعضهم الى خارج العاصمة"، أشارت الى أن "الخطة كانت تقضي بقطع طريق المطار، وهي قطعت لبعض الوقت، وباحتلال مبانٍ حيوية كبعض المراكز الامنية والاعلامية".
ولفتت المصادر ذاتها الى أن "عمليات تنظيف بعض الجيوب في العاصمة تتم بنجاح وسط تقهقر المسلحين وفرارهم واعادة الامساك بالوضع"، مشيرة الى أنه "يجري التعامل مع الجيوب التي ما زالت موجودة في منطقة السيدة زينب ومناطق اخرى، ومن المتوقع ان يصار الى الاجهاز عليها قريباً"، مشبهة "الخطة وساعتها الصفر بالطريقة عينها لمحاولة اغتيال الزعيم النازي ادولف هتلر التي عرضها أحد الأفلام حيث جرى وضع حقيبة متفجرات تحت الطاولة، وابلغ الجميع مع دوي الانفجار بان العملية نجحت...".
وروت المصادر هذه المصادر لـ"الراي" أنه "مع انتشار آليات الدفع الرباعي في العاصمة انتشر الخبر الكاذب بين الناس تارة عن ان الرئيس الاسد هو من بين الذين قضوا بالانفجار، وتارة اخرى عن أنه يبحث عن مخرج شخصي عبر التنحي"، متابعة "انتشر مع المسلحين ايضاً فريق لا يستهان به من الاعلاميين لمواكبة الحدث المهم، والذي نقرّ بانه لم يكن ابداً حدثاً عابراً بل تطور مفصلي بالنسبة الى النظام الذي كان هدفاً لخطة اريد منها قلبه والاطاحة به في عملية معقدة ومنسقة، أمنية وعسكرية".
ورأت المصادر أن "الانتشار الاعلامي الذي واكب انتشار المسلحين كان لافتاً ويعكس ادراكاً بأن الرأي العام السوري غالباً ما يتأثر بالاعلام المرئي وبما تضخه الفضائيات، ولذا جاء إنتشار هؤلاء مع المسلحين ضرورياً لاسقاط نظام الرئيس الاسد إعلامياً ..".
ولفتت الى أن "الرئيس الاسد استطاع أخذ زمام المبادرة من جديد بتعيينه رئيس الاركان فهد جاسم الفريج وزيراً للدفاع ومنحه كامل الصلاحيات للتعامل مع الواقع الحالي"، مشيرة الى أن "أول التعليمات التي اعطاها اللواء الفريج للضباط العملانيين على الارض كان الرد على مصادر النار بعشرة أضعاف".
وكشفت المصادر ذاتها أن "وحدات النظام زُودت بأجهزة متطورة جداً، ومن أهمها اجهزة التنصت الميداني ووسائل تجسسية للقضاء على مفاتيح المعارضة"، من دون ان تقلل من "أهمية التجهيزات التي صارت في حوزة المسلحين".
ولفتت المصادر الرفيعة المستوى في القيادة السورية الى أن "من الطبيعي ان تكون لدى المسلحين قوة نارية لا يستهان بها لوجود معابر حدودية تحت سيطرتهم، ودخول تركيا مباشرة على خط الدعم اللوجيستي وتأمين قطر والسعودية الدعم المالي لهم"، متحدثة عن "القاء القبض وقتل عدد من المسلحين من جنسيات عربية مختلفة كانوا يشاركون في المعارك ضد النظام تحت لواء الجهاد والنصرة في بلاد الشام".
وإعتبرت أن "ليس هناك من حاجة لتثبيت الكلام عن دخول الخليج على الخط، فهذا ما يصرّحون به انفسهم، ونحن سنلزمهم بما الزموا به انفسهم"، لكنها - اي المصادر - أشارت الى أن "الخطة الهجومية ضد النظام والضربات الامنية تفوق قدرة دول المنطقة، ما يعزز الاعتقاد الراسخ اساساً بدخول الجنرالات الاميركية والاوروبية على خط المواجهة وبالمباشر".
وإذ كشفت أن "دخول دول الخليج والدول الغربية على الخط كان ضمن خطة روسية ـ صينية ـ غربية مقرونة بالتزام واضح بإعطاء الرئيس الاسد فرصة جمْع المعارضة واجراء التغييرات اللازمة ايذاناً باعادة الوضع في سوريا الى مساره الطبيعي"، أشارت الى أن "خطة "الساعة صفر" اغضبت روسيا التي شعرت بخديعة غربية وانقلاب على الاتفاق الاساس، وفشل محاولة قلب النظام اتاح لموسكو اظهار غضبها من عدم احترام الغرب للتفاهمات القائمة. وهذا ما عبّر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين حذّر قبل ايام الدول الغربية الكبرى من التحرك خارج مجلس الامن لأن ذلك لن يكون مجدياً ومن شأنه تقويض سلطة الامم المتحدة".
ولفت مصادر "الراي" الى أن "تحذيرات بوتين كانت واضحة لجهة عدم السماح بدخول اي فريق او اي دولة على خط التدخل، وهو ما يتناسب مع القرار الذي اتخذته القيادة السورية بوضع عدد لا يستهان به من الوحدات الجاهزة للتدخل في حال دخول اسرائيل على الخط"، موضحة من داخل مركز القرار السوري بأن "جسماً كبيراً من الجيش لم يُزج به في المعركة، وتَقرر في اطار التقويم الاستراتيجي الاحتفاظ به على اهبة الاستعداد لمواجهة اي مغامرة اسرائيلية في حال قررت تل ابيب الدخول على الخط"، لافتة الى أن "الرصد الحالي يؤشر الى ان اسرائيل تتهيأ لذلك".
وأشارت المصادر ذاتها الى أن "الاجهزة الاسرائيلية دخلت فعلاً على الخط ونفذت عمليات عدة بأدوات سورية، من بينها ضرب منصات الصواريخ الجوية والاسلحة الدفاعية ـ الهجومية المتطورة التي لا يمكن استعمالها الا في حال المواجهة مع اسرائيل"، كاشفة عن أن "البصمات الاسرائيلية واضحة في اغتيال اللواء المهندس نبيل ابراهيم زغيب الذي يعمل في المشروع الصاروخي السوري ويُعتبر من العقول الاساسية فيه".
ورأت المصادر أن "ثمة وحدات متحركة قامت بمهاجمة المواقع الاساسية ـ الاستراتيجية والتي لا علاقة لها بإسقاط النظام، وهو ما يشكل دليلاً اضافياً على ان ما يجري ما هو الا محاولة ترمي الى اضعاف سوريا كدولة ولاخراجها كلياً من معادلة الممانعة والتي تضم ايران و"حزب الله".