سوريون معارضون لـ"النظام" تطردهم "النصرة" من منازلهم حفاة القدمين

سوريون معارضون لـ"النظام" تطردهم "النصرة" من منازلهم حفاة القدمين

سوريا- حكايات التهجير في سوريا لا تنتهي. ففي خضم الأحداث في بلدة القصير في حمص، استفاقت خمس عائلات سورية "معارضة" على واقع مرّ: لقد طردتهم "جبهة النصرة" من منازلهم وسلبت ممتلكاتهم وأجبرتهم على مغادرة البيوت على عجل حاملين معهم فقط أطفالا صغارا ورُضّعا، وتاركين جنى عمرهم في مهب "العصابات".

هنا في بلدة القصير بدأت الحكاية منذ ثلاثة أشهر تقريبا. "أبو خالد" أحد الضحايا يروي لوكالة "أنباء آسيا" كيف اضطرت عائلته إلى مغادرة منازلها في ظلام الليل، بعد تهديدهم بالقتل.

يقول أبو خالد "منذ اندلاع الاحتجاجات وقفت مع إخوتي الأربعة ضد" النظام"، وشاركت العائلات الخمسة (أبو خالد، وإخوته المتزوجين) في التظاهرات التي خرجت منددة ب"النظام السوري" ، كما هللت العائلات "لانتصارات الجماعات المسلحة" التي كانت "تزفها" وسائل إعلام داعمة للمعارضة.

يُتابع أبو خالد "رسمنا في أذهاننا صورا جميلة عن المقاتلين. فهم كانوا بنظرنا حماة للشعب، يبذلون دمائهم لحمايتنا، لكن المفاجأة كانت، أنهم استباحوا دماءنا وممتلكاتنا وأعراضنا بحجة محاربة النظام".

ويتذكّر أبو خالد، ليلة دخول مسلحي جبهة النصرة إلى منازل العائلة، حيث سلبوهم ١٦ بقرة، وباصين، بالإضافة الى المنازل الخمسة التي تأويهم، وطلبوا من سكانها إخلائها فورا وعدم حمل أي شيء معهم.

أراد أبو خالد إستعطافهم فقال لهم "نحن من الطائفة ....، ومعادون للنظام، وداعمين لكم، فكيف تفعلون بنا ذلك؟". فجاءه الرد "أخرجوا سالمين قبل أن نقتلكم، واعلموا أن هذه الممتلكات نحتاج إليها في محاربة النظام لإسقاطه".

حمل الآباء أطفالهم وساروا بهم في ظلام الليل الحالك، خرج بعضهم حافي القدمين بعد أن تعذّر عليه إيجاد حذائه في المهلة المعطاة لهم (وهي دقائق)، ولم يحملوا معهم أي مبلغ مالي ولو زهيد، ليُساعدهم في دفع أجرة النقل، فقطعوا المسافة الفاصلة بين قريتهم ولبنان سيرا على الأقدام "حتى بقينا ٢٠ يوما نحاول انتزاع الشوك الذي اعترض طريقنا، من أقدامنا" كما يقول أبو خالد.

وصلت العائلة إلى الهرمل، وهنا بدأت البحث عن لقمة عيش تقيهم ذل التسول.

فأبو خالد وأحد أخويه يعملان اليوم لدى مزارع في إحدى قرى قضاء الهرمل، فيما الأخوة الآخرون استطاعوا تأمين عمل في قرية مجاورة.

جُل أماني العائلة اليوم هي العودة الى الديار، وانتصار النظام على المسلحين. يقول أبو خالد "إذا فعل المسلحون بنا ذلك قبل وصولهم الى الحكم، فماذا سيكون مصيرنا إذا حكموا هم البلاد؟".

يُدرك أبو خالد أن الأبقار خسروها نهائيا، وكذلك الباصات لكنهم يُعزّون أنفسهم بأن يجدوا عند عودتهم سقفا يأويهم رغم تخوّفهم من إقدام المسلحين على هدم المنازل أو انتزاع أبوابها ونوافذها لبيعها في أسواق الخردة.

وقصة حسام، لم تختلف كثيرا عما جرى مع "أبو خالد". حسام هو سوري كردي يعمل اليوم "خيّاط" في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية.

شبّ حسام على كراهية النظام لأسباب عدة كما يقول، أبرزها أن السلطات قيّدت حرية الأكراد الشخصية " حسب تعبيره

يضيف "الخياط الكردي": "في بداية الاحتجاجات أعلنّا تأييدنا لها، لنتخلص من "استبداد" النظام، أما اليوم فصرنا نترحّم عليه بعد أن رأينا بأم العين انضمام "اللصوص والزعران" للعصابات المسلحة".

ويقول "لدينا ابنا عم عُرفا منذ زمن بـ"لصوصيتهما"، و"زعرناتهما"، وتفاجأنا أنهما صارا ضمن مليشيات " الجيش الحر"، وهم يقومان اليوم بالسرقة على مرأى من الجميع ولا يستطيع أحد ردعهما".

ويضيف "كما أن المسلحين يُجبرون عمي البالغ من العمر ٧٠ عاما، على إعطائهم الخبز والمعلبات مجانا من محله الصغير، بحجة أنهم يريدون "الجهاد" ضد النظام، رغم أن عمي لا يملك مصدر رزق سوى هذه "الدكان" الصغيرة إلا أنه لا يستطيع مواجهتهم".

ويؤكد حسام أن عائلته الكبيرة صارت تتمنى اليوم انتصار الرئيس بشار الاسد على ما أسماها العصابات المسلحة "لأننا لم نفقد الأمان والاستقرار في ذروة إستبداد النظام، فيما تم اليوم تدمير سوريا ونهبها".

- عندليب دندش -

سورية الان - آسيا

» سوريون معارضون لـ"النظام" تطردهم "النصرة" من منازلهم حفاة القدمين
» بالصور: فنانون سوريون معارضون.. من هم ؟
» مقاتلون معارضون معتقلون في حمص بين ناري النظام ورفاق السلاح
» مقاتلون معارضون معتقلون في حمص بين ناري النظام ورفاق السلاح
» ناشطون سوريون معارضون: زهران علوش يتاجر بالدماء السوريين