شهيداً في حلب ولا شريداً في العالم

شهيداً في حلب ولا شريداً في العالم

"ما تنسونا يا ابني". عبارة واحدة ختم بها متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الارثوذكس مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم اللقاءات الثلاثة التي جمعتني به في مناسبات مختلفة.

التقيته في المرة الأولى عام 2009، عندما كنت في صدد التحضير لسلسلة تقارير عن واقع المسيحيين في الشرق بتكليف من مديرية الاخبار في الotv، حيث امضينا اربعة ايام في دار المطرانية. فكانت فرصة للاستماع اليه والتعرّف عليه والاستفادة من عمقيه الروحي والوطني.

والتقيته مرة ثانية في براد، في ارض مارون القديس، عندما كنت في عداد الوفد الاعلامي المرافق للعماد ميشال عون عام 2010. وشاءت المناسبة ان ازوره مرة ثالثة في دار المطرانية عام 2011. بعدها انقطعت الزيارات بسبب احداث سوريا تحت وطأة القتل والدمار.

عرفت بعدها ان كثيرين نصحوه بالمغادرة خوفاً على سلامته. فكانت اجابته واحدة، تنبع من ايمان عميق وتعلّق بالارض، يقول لمشجعيه على الرحيل " قررت ان اكون شهيداً في حلب...لا شريداً في العالم".

لم تبق كلماته خلف ابواب موصدة. بل كان يتنقل بين ابناء الرعية مشجّعاً ومواسياً. وفي مقابلة اجرتها الBBC معه في ظل التطورات السورية، اعاد تأكيد المؤكد بالنسبة اليه " محط المواطنة يكون في وقت الشدّة والحل ليس في ترك البلاد".

هي قناعة راسخة لديه لم تبدّلها الظروف، ومشاهد دمار المدينة والبلاد التي احب، ودماء الذين عرفهم وآمن بالعيش الواحد معهم في تعددية دينية وفكرية، لم تدفعه الى اليأس او فقدان الايمان فظل يردد " نحن ابناء هذه الارض ولسنا طارئين عليها. جذورنا من هنا ولم لسنا بقايا صليبيين. هنا رقد اجدادنا على رجاء القيامة فالى اين نذهب؟".

اليوم حصل ما كان في الحسبان. خطف سيدنا ابراهيم مع متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران بولس اليازجي، شقيق بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس. وهي رسالة لا تفهم الا في سياق ادخال الخوف في نفوس الرعية، والدفع نحو الهجرة والهروب، لتفرغ الارض من اهلها وتتحوّل الى بقايا اطلال.

الصورة لا تحتاج الى تعليق. هي " ثورة" تأكل الاخضر ولا تبقي الاّ على اليباس في الارض والنفوس والعقول. ترفض ما هو مختلف، وترفع الشعار القديم الجديد " دمّر-روّع-هجّر".

لكن المعلومات الآتية من حلب تؤكد ان الرعية على خطى راعيها " اذا كنا ونحن اموات نرقد على رجاء القيامة، انحبط ونحن بعد احياء"...

كبريال مراد

» تعلموا يا نعاج العالم كيف تنطق أحرار العالم ...بقلم : ميرنا علي
» حكومة العالم الخفية.. تعرفوا على من يحكم العالم من وراء الستار
» العالم يكتشف متأخراً.. سوريا وحزب الله يمتلكان سلاحاً فتاكاً هو الأقوى في العالم
» العالم بالمقلوب .. نظرة الى العالم الأعور .. / نارام سرجون
» استطلاع لقناة العالم الإخبارية: الرئيس الأسد الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم للعام 2014