هل تحولت التناقضات القطرية السعودية الى حرب فعلية على الاراضي السورية ؟

هل تحولت التناقضات القطرية السعودية الى حرب فعلية على الاراضي السورية ؟


‏الثلاثاء‏، 23‏ نيسان‏، 2013



أوقات الشام


أنطوان الحايك
ينزلق الوضع الأمني بتسارع لافت متأثراً بالعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري في ريف القصير، والتي أدت بحسب اعترافات المرصد السوري إلى نجاح الجيش في اعادة السيطرة على قرى وبلدات هامة في البقعة الجغرافية المذكورة، لاسيما في القرى المتاخمة لمدينة القصير التي تشكل متنفساً استراتيجيا للمعارضة السورية، التي تعتمد على قدرات جبهة "النصرة"، للابقاء على موازين القوى السائدة منذ اندلاع الأحداث فيها، بيد أن الريف الممتد من القصير إلى تلكلخ تحول الى خط امداد استراتيجي للدفاع عن محافظة حمص وريفها أيضاً.
في هذا السياق، يعتبر دبلوماسي عربي متابع في معرض قراءته لتطورات الساعات الأخيرة الماضية، الممتدة منذ اعلان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب عن استقالته للمرة الثانية، وصولا إلى الدعوات الأخيرة التي أطلقها الشيخان سالم الرافعي وأحمد الأسير لنصرة أهل السنة في القصير، أن ما يحصل راهناً، ليس سوى فصلاً جديداً من الصراع السعودي القطري الذي يستفيد منه النظام لتحقيق انجازات ميدانية نوعية، خصوصاً أن لغة الصمت والتراجع التكتيكي الذي تنفذه السعودية، يفهمه النظام على أنه نوعاً من الضوء الأخضر للقضاء على المجموعات السلفية المدعومة من قطر، والتي لم تكن يوماً على وفاق وتوافق مع المجموعات الوهابية المدعومة من المملكة.
في هذا الوقت، لا ينكر الدبلوماسي مشاركة عناصر من "حزب الله" في معارك القصير، بل يذهب إلى حد كشف المزيد من المعلومات على غرار مشاركة مقاتلي الحزب في حماية مقام السيدة زينب، وسائر أماكن ورموز العبادة الشيعية منذ أشهر طويلة، ومع ذلك فأنه لا يقيم وزناً للحراك السلفي السني المستجد، الا من باب تضارب المصالح القطرية السعودية، فالأولى قد تكون الخاسر الأكبر في حال عدم سقوط النظام السوري، وذلك ليس فقط من الناحية السياسية والمعنوية باعتبارها رأس الحربة التمويلية للحرب على سوريا، ولا لكونها الطامحة لحصرية القيادة العربية انطلاقاً من وضع اليد على جامعة الدول العربية، بل من الناحية الاقتصادية المتوسطة الأمد، فبقاء الرئيس السوري بشار الأسد يعني بشكل مباشر خسارتها لمشروع خط نقل الغاز إلى أروروبا الغربية عبر الأراضي التركية والسورية، وتالياً خسارتها لقدرة المنافسة لأسعار الغاز الروسي الذي تحتاجه أوروبا استراتيجياً، وليس تكتيكياً كما هي الحال بالنسبة للغاز القطري، بينما الثانية هي الخاسرة الأكبر في حال سقوط النظام السوري، بيد أنه يشكل خط الدفاع الأول عن أراضيها من أي هجوم سلفي أو اخواني أو من قبل تنظيم "القاعدة"، فضلاً عن أن سقوطه يعني بالنسبة لها، صراعاً مفتوحاً مع ايران وخطرا دائماً على معابر النفط السعودي.
انطلاقا من هذه القراءة، يعرب الدبلوماسي عن خشيته من أن يتحول الصراع السني – الشيعي المتنقل بين لبنان وسوريا إلى حرب سنية – سنية، وتحديداً وهابية – سلفية – اخوانية، وذلك في ظل تضارب مصالح واختلافات في النظرة إلى الأوضاع العربية تحول مع الوقت إلى صراعات على النفوذ العربي بعد سقوط العباءة المصرية، فالدول الغنية تسعى بتناقضاتها إلى الاستئثار بالقيادة العربية والزعامة السنية، بيد أن تركيا التي ترعى "الاخوان المسلمين" وتسعى من خلالهم إلى فرض أمر واقع على العالمين العربي والاسلامي، قد لا تسمح لقطر الداعمة للسلفية ومن خلالها تنظيم "القاعدة"، ولا للملكة الوهابية بلعب هذا الدور، والعكس صحيح . وهذا لا يعني على الاطلاق أن تكون الحرب السنية السنية مستعرة بأدواتها، إنما بأدوات وعناوين مختلفة ولكن بنفس المضمون.