دام برس:
قال وزير الإعلام عمران الزعبي إن المجموعات الإرهابية المسلحة باتت ذراعا للولايات المتحدة الأمريكية في المجال السياسي والعسكري إذ إنها حاولت وهذا ليس جديدا إسقاط سورية عبر البوابة العراقية أو اللبنانية أو عبر أدوات مباشرة مثل إسرائيل أو بطرق غير مباشرة ومختلفة وكثيرة.
وأضاف الوزير الزعبي خلال لقائه مع قيادة ونشطاء جمعية الصداقة الروسية السورية في موسكو اليوم إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تدرك أن سورية ليست ملعبا لسياستها ولم تكن يوما كذلك ولن تكون.
وأشار وزير الإعلام إلى أن قرار جامعة الدول العربية فيما يخص سورية هو قرار يتناقض مع ميثاقها وأن أي قرار في الأمم المتحدة سيكون غير ميثاقي من ناحية القانون الدولي وحتى لو ألغى عضوية سورية في المنظمة الدولية فإنه لن يتمكن من إلغاء الاعتراف بها لأن منظمة الأمم المتحدة ليست رئاسة العالم بل هي منظمة لتنسيق الجهود الدولية ولصون وحماية السلم والاستقرار في العالم وليس لها الحق بالتدخل في قضايا هي من صميم وسلطان القرار الداخلي للدول.
وأضاف وزير الاعلام:" إنه يجب مواجهة أي قرار يصدر عن الأمم المتحدة لأن الولايات المتحدة تبني سياستها على مبدأ اختلاق الذرائع مشيرا إلى أن قطر في المحصلة هي "صبي الحارة" السيئ الذي تسخره الولايات المتحدة لخلق المشاكل مع من تريد وكلنا يذكر كيف أراد مندوب قطر الوقوف في وجه المندوب الروسي وتصرف وكأنه سفير دولة عظمى.
وقال وزير الاعلام:" طالما لدينا قناعة مشتركة عن حقيقة ما يجري في سورية وطالما أننا ندرك أن المنظمات الإرهابية من القاعدة إلى "جبهة النصرة" هي أذرع أمريكية في المنطقة فأعتقد بضرورة أن تنتقل هذه العلاقات إلى مستويات أعلى وأن تنتقل من الرموز إلى الجوهر لأن ما يجري في سورية يهدد كل منظومة العلاقات القائمة بين دمشق وموسكو لذا يجب أن ندافع عن كل ما هو مشترك وقريبا عندما ننتهي من هذه الأزمة سوف نهتم بمرحلة أخرى لإعادة بناء سورية في كل الميادين في البناء والصناعة والصحة والتعليم وغيرها.
وأكد الزعبي أن الشريك الحقيقي لسورية في كل ذلك ستكون روسيا مشيرا إلى أن هذا الرأي ليس رأي وزير الإعلام بل هو رأي الشعب السوري بأسره والقيادة السورية.
وأضاف الزعبي:" إن هدف الصراع وجوهره في العالم لم يتغير وأن كل الأحداث التاريخية تؤكد أن هناك صراعا بين مصالح الدول الكبرى ولكن إلى جانب هذا الصراع هناك صراع بين الخير والشر بين منظومة القيم الأخلاقية ومنظومة عمل ومصالح الناس وحياتهم وهذا ليس تقييما أخلاقيا بل تقييم عملي يعتمد على قراءة تاريخية للكثير من الحوادث".
وأشار الزعبي إلى أن أهم المشاهد التي نعيها أو قرأنا عنها هي مشاهد الحرب الوطنية العظمى عندما قدم الروس والاتحاد السوفييتي ملايين الشهداء في مواجهة الغطرسة والعدوان دفاعا عن الوطن وسورية اليوم تقدم الشهداء دفاعا عن سيادتها الوطنية ضد الحرب الكونية وربما ليست حربا معلنة على طريقة تلك الحروب ولكنها حرب بخطورة وأهمية تلك الحروب بالتأكيد.
ولفت وزير الإعلام الى أنه ومع تغيير أدوات الصراع في العالم إلا أن الأهداف الأمريكية لم تتغير وما زالت موسكو ودمشق هدفا أمريكيا وذلك ليس لأن روسيا وسورية كانتا على علاقات عالية واستثنائية وممتازة فيما بينهما طيلة ذلك الوقت بل لأنهما تمثلان حالة استثنائية في العمل السياسي وفي العلاقة بين الشعبين مؤكدا أن الحضارة الروسية هي حضارة عريقة مثلما الحضارة السورية بينما لا توجد حضارة أمريكية ولذلك فإن الأمريكيين لا يقدرون قيمة الحضارات ولا يعرفون القيم الحضارية والثقافية المشتركة في منطقة الشرق.
بدوره تحدث السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد عن الحرب الدبلوماسية والسياسية التي تشن ضد سورية وعن دور قطر الهدام الرامي إلى قتل المواطنين السوريين.
وأضاف حداد إنهم قاموا بتقديم مقعد سورية في جامعة الدول العربية لما يسمى "المعارضة" ويريدون تكرار ذلك في منظمة التعاون الإسلامي ومن ثم في منظمة الأمم المتحدة.
وأشاد السفير حداد بالدور الذي تلعبه روسيا والصين ودول البريكس في دعم سورية والدفاع عن مبادئ الحق والعدالة والقانون الدولي فيها.
من جانبه أكد ألكسندر دزاسوخوف رئيس جمعية الصداقة الروسية السورية على أن روسيا ذلك البلد الكبير والمترامي الأطراف يجمع لأول مرة من أقصاه إلى أقصاه على رأي واحد موحد شعبا وقيادة حول دعم سورية في نضالها ضد الحرب الكونية التي تشنها القوى الظلامية ضدها.
وفي محاضرة ألقاها وزير الإعلام في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أشار الزعبي إلى العلاقات الوطيدة بين سورية وروسيا التي عمرها من عمر الإنسان.
وأوضح الزعبي أن سورية دولة علمانية كانت على مدار الوقت هدفا للتطرف والمتطرفين وهي في مواجهة مع وسائل الإعلام الغربية والعربية التي لا تعي حقيقة ما يجري على الأرض السورية مشيرا إلى أن ما يجري من أفعال إجرامية وتدمير للبنى التحتية والجامعات والمدارس والمشافي علاوة على الضحايا الذين يسقطون من السوريين يقتلون بموجب قوائم موضوعة مسبقا وأن ما يجري في سورية هو حرب بين الجهل تحت اسم الإسلام وبين اعتدال إسلامي مسيحي تعايش في سورية على مدى آلاف السنين.
وأضاف الزعبي إن سورية تدفع اليوم ثمن هذه العلمانية والتنوع الديني فيها حيث يوجد فيها 18 لغة بما فيها لغة السيد المسيح اللغة الآرامية موضحا أنه الآن تتم سرقة كل شيء في سورية البلد الذي ولدت فيه الأبجدية معلنا أن سورية قامت ببناء 18 ألف مسجد وكنيسة وهذا أكثر مما جرى بناوءه خلال 1400 سنة ولكن المطلوب هو إسقاط النموذج السوري الذي لايسمح على الإطلاق بما حدث في العراق وليبيا واليمن.
وقال الزعبي:" إننا نواجه إرهابيين ومرتزقة من 29 دولة في العالم وما يجري في سورية مأساوي وصعب وهناك مئات القتلى الأبرياء وبالمقابل هناك المليارات من الدولارات التي تدفع على التسليح والتدريب ودعم الإرهاب وغيرها من الأمور".
وأشار الزعبي إلى أن لدى سورية وثائق تؤكد أن الضباط الأمريكيين يدربون ويصورون ويقدمون المعونة للمتوحشين والمرتزقة والذين ينتمون إلى ثقافة القاعدة من "جبهة الشام والنصرة ولواء التوحيد" وغيرها.
وأضاف الزعبي إذا قمنا بحفر بضعة أمتار في الأرض الروسية سنعثر على أثار لحضارات ومدن وفي سورية الأمر كذلك أيضا وهذا يدل على الإرث الثقافي والحضاري أما إذا قمنا بحفر عدة سنتمرات في السعودية وقطر فستعثر على النفط والغاز فقط ولذلك نحن حوض حضاري واحد مع روسيا ولسنا حوضا نفطيا واحدا مع أولئك الذين يريدون شيطنة الدولة السورية والجيش السوري.
وقال الزعبي إننا نتعرض لحملة تضليل وكذب ليس لها مثيل في التاريخ ولكن على الرغم من كل الآلام وكل الأحزان والمأساي فإن الجيش العربي السوري يسيطر على الأرض بالفعل بدعم من الشعب وهناك بعض أعضاء المعارضة مع الجيش والدولة.
وأضاف الزعبي إننا على ثقة بأن الأزمة في سورية ستنتهي بفضل وعي الشعب السوري وبمساعدة الشعب الروسي والقيادة الروسية بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واننا نعتبر أن تصدينا للإرهاب هو خط دفاع أولي ليس عن سورية فقط وإنما عن كل الأحرار في العالم.