الجيش السوري على مشارف مدينة القصير والمسلحون يستغيثون بأسود طرابلس

الجيش السوري على مشارف مدينة القصير والمسلحون يستغيثون بأسود طرابلس

خاص عربي برس - ريف القصير

تعتبر الميليشيات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري سعيا الى اسقاط الحكم، ان منطقة القصير وريفها واحدة من أحصن قلاعها، وهي طريق الإمداد الاهم لحمص وريفها كما للعاصمة ولجزء من ريف حماه. وحيث ان تلك المنطقة متصلة مع الحدود اللبنانية فقد كانت الامدادات التي تصل من الخارج تعتمد خط مرفأ طرابلس – الليبي الى طرابلس اللبناني والذي يؤمن لها مؤونتها من السلاح والعتاد.
كما ان الطريق تلك تؤمن الأموال عبر البنوك اللبنانية التي يسيطر على اغلبها تيار المستقبل وال الحريري وحلفائهم الرأسماليين.
لكن يبدو ان ما يحصل خلال الساعات الماضية يشير الى ان القلعة الحصينة تهدمت أسوارها .. وطريق الإمداد انقطعت جسوره .. والجيش السوري يقف على مرتفعات المنطقة في تل النبي مندو وحاجز الـ14، يراقب ويقتحم ويتقدم من قرية إلى قرية حتى وصل إلى مشارف البويضة الشرقية، بينما المجموعات المسلحة تنظر وراءها بحثاً عن مخبأ جديد يقيها ضربات الجيش ويطيل بعمرها ولو يوماً واحداً أضافياً.
لا يكاد عناصر المجموعات المسلحة يصدقون ما يجري، وسؤال عابث يدور برؤوسهم وهم يلهثون في أزقة الحارات وحقول القرى باتجاه القرية التالية التي قد تؤمن لهم قضاء ليلتهم واسترجاع أنفاسهم قبل أن تسقط بيد الجيش الذي يلاحقهم بلا هوادة: أين الكتائب والأسلحة؟
أين الدعم؟
لماذا نترك وحدنا لهذا المصير الأسود؟
يقول "الأشمر" لـ عربي برس وهو من عناصر الجيش الحر والحسرة بادية عليه:"اغلب المسؤولين العسكريين للكتائب المسلحة التابعة للجيش الحر أما جبناء او عملاء ، فكيف نصدق هروبهم المفاجيء وتركهم لنا نقاتل وحدنا نحن ابناء القرى الذين ندافع عن بيوتنا وقرانا".
ويضيف : انهارت الجبهة التي كانت تحمي مدينة القصير وسقوط مطار الضبعة لم يفتح الطريق الى مسالك الامداد لان من احتل المطار تركه وهرب من القصف ليحتمي في البويضة(كتائب الفاروق) بين بيوت المدنيين. وكشف المتحدث عن سر لجوء المقاتلين الى القرى فقال:
يهربون الى القرى لان اي مكان مكشوف ولو كان مطار الضبعة لا يمكنه حماية المقاتلين من راجمات صواريخ النظام ومن قصف الطائرات. وحدها منازل المدنيين تحمينا لان النظام يخشى من تدمير القرى على المدنيين فنستغلها اعلاميا ونحرج الروس والايرانيين الذين يظن قادتنا انهم يحرصون على ان لا تقع مجازر تثير الرأي العام في بلادهم.
ويتابع "منذ ساعات سقط عبدالكريم صطيف قائد كتيبة الفرقان ونائب قائد كتائب النصر واخرون غيرهم بلغو المئات من الشهداء"
انهيار كامل في جبهة القصير .. والجيش السوري يعيد ترتيب بناء استراتجيته في المنطقة ويفرض طوقاً قوياً يستهدف إحكام الحصار على مدينة القصير ومنع وصول الإمدادات إليها، ويبدو أن هذه الخطة قد نجحت وآتت أكلها، إذ بعد أن قامت مواقع تابعة لجبهة النصرة بنشر صور رتل من جهاديي النصرة وقالت أنه متجه إلى القصير لنجدتها، نفى عناصر من مغاوير القصير هذا الخبر وأكدوا أنه: "كل من تحدث عن قوافل أتت للقصير هو كاذب ..
في هذه الأثناء كانت تنسيقيات المعارضة في منطقة القصير تعلن "النفير العام" وتوجه نداء عاجلاً إلى كافة الكتائب والألوية: " القصير في خطر نكرر القصير في خطر ... القصير محاصرة بشكل كامل نرجو من الجميع التحرك أو التواصل للمؤازرة".
ولكن أنّى للكتائب والألوية أن تلبي مثل هذا النداء وهي مشغولة بنفسها وبالمصير الذي يتهددها، وكيف تؤمن لمجموعاتها طريق انسحابها التكتيكي قبل أن تصل إليها قوات الجيش السوري؟.
وبدأ اليأس يدب في عروق التنسيقيات وأيقنت أنه ليس في القصير ومن حولها من يستطيع أن يغير من المعادلة الجديدة التي فرضها الجيش السوري في المنطقة، فها هي تنسيقية جوسيه تعترف بيأس وإحباط: " لم نترك باباً إلا وطرقناه لنصرة القصير, لم نسمع أي رد".
ماذا بقي؟ الجميع تخلّى عنّا؟ لا كتائب ولا ألوية ولا نصير؟ حتى الناشط الإعلامي هادي عبدالله الذي يصر دائماً على الظهور بمظهر المتفائل أعلن عن تشاؤمه إزاء تطورات القصير وقال أن الوضع سيء جداً".. إنه القاع بل الحضيض... والنهاية وشيكة والبحث عن حل يضغط على رؤوس النشطاء وقادة الكتائب المتواجدين في ريف القصير والذين يرون بأمّ أعينهم حقيقة المصير الذي ينتظرهم ولا سيما أن ودخول الجيش السوري إلى مدينة القصير لم يعد سوى مسألة وقت لا أكثر، فهروبهم اليوم من قرية إلى قرية سوف يوقعهم أخيراً في حصار مميت بين طرفي الكماشة التي يعرفون جيداً أن الجيش السوري يعدّها لهم في المدينة.. هكذا لم يتجردوا فقط من قوتهم وفاعلية أسلحتهم بل من كساء المعنويات المزيفة الذي كانوا يتدثرون به أيام العز والسيطرة، ووجدوا أنفسهم في ظل هذه الظروف المرعبة عراةً إلا من بدائيتهم وغرائزهم فلم يكن أمامهم إلا اللجوء إلى هذه البدائية والغريزة آملين أن تنجح في إنقاذهم، فأنزلوا دلوهم إلى بئر غريزتهم المظلمة وبدأوا بالحديث عن مقاتلي حزب الله الذين هم من يقاتل مع الجيش وبسببهم تحققت الانتصارات ، تسألهم عن حقيقة ان كل مقاتلي حزب الله في لبنان لا يشكلون مقدار فرقة من الجيش السوري فيجيبون:
اذن لماذا لم ينتصر الجيش السوري قبل الان علينا؟
سؤال يجيب عليه ضابط متقاعد تحدثت اليه عربي برس وهو يقول :
لا يمكن خوض معركة بالقدرة العسكرية، فما يحدد زمن ووقت المعركة وسببها وهدفها هو الوضع العام المحيط ورؤية القيادة لما تريد تحقيقه. ما حصل اليوم كان يمكن ان يحصل في اي يوم سابق لان الجيش السوري قادر منذ بداية الازمة على الحسم، ولكن لدى القيادة السياسية تقديرات لا يعلم بها الا صاحب القرار منها مثلا وعلى سبيل التحليل لا المعلومات:
ربما لو دخل الجيش السوري الى مدينة القصير في ظروف اخرى او في وقت سابق ربما لكان عليه مواجهة مدنيين يناصرون المقاتلين وحينها سيكون على جيش نظامي ان يصطدم بمتظاهرين محليين، الان وفي هكذا وضع توضحت فيه صورة الثورة المزعومة في عيون المدنيين لم يعد هناك في القصير ولا في غيرها اي ولاء حقيقي بين المدنيين للمسلحين الذي عاثوا فسادا وافسادا بحياة الناس وقلة هي من ستتأسف على هزيمة هؤلاء او على موتهم .
اشاعات بثتها وسائل اعلام الثورة الوهابية زعمت ان انصارا للمسلحين سيقدمون من لبنان عبر عرسال وعبر وادي خالد وهم "أسود السنّة في طرابلس" وذلك بعد النداء الذي وجهه المسلحون إلى "أهل السنة في لبنان وخاصة طرابلس والمناطق القريبة من الحدود السورية" طالبين منهم التوجه لإنقاذ إخوتهم المسلمين في القصير .
انتظار سيطول يقول العارفون لان اسود لبنان ليسوا سوى اسود الاستفادة المالية باسم السوريين وهو ما اظهرته الاحداث .
وهل تجدي الغريزة حيث فشل السلاح؟

» الجيش السوري على مشارف حي التركمان في القصير
» الجيش السوري يسيطر على ريف القصير الغربي و طلائعة تدخل مدينة القصير
» الجيش العربي السوري يدخل مدينة القصير والعلم السوري يرفرف فوق بلديتها
» أنباء تتحدث عن قرب سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير
» الجيش السوري على وشك اعلان القصير مدينة آمنة ويحاصر المئات من الارهابيين