أهم نتائج مؤتمر اسطنبول: استقالة معاذ الخطيب

أهم نتائج مؤتمر اسطنبول: استقالة معاذ الخطيب

عقد مؤتمر /أصدقاء سوريا/ الأول في تونس بمشاركة أكثر من 80 بلداً عربياً وأجنبياً عدا روسيا والصين، وعدة هيئات ومنظمات دولية كالجامعة العربية، بهدف إيجاد حل للأزمة السورية خارج نطاق مجلس الأمن الذي عرقلت روسيا والصين باستخدام الفيتو، قراراته الهادفة لإسقاط الدولة السورية.
وختم بإعلان يدعو الحكومة السوري /لإنهاء العنف/ ووقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لأكثر المناطق تضرراً، وفرض مزيد من العقوبات على الدولة السورية ووقف التعامل التجاري بمجال النفط والفوسفات وتخفيض العلاقات الدبلوماسية وحظر توريد السلاح.
وشهد تبادلاً للمقترحات حول كيفية تقديم الدعم للشعب السوري، مستبعدين المساعدات العسكرية بشكل مؤقت، الأمر الذي أثار غضب وزير خارجية السعودية سعود الفيصل الذي سعى خلال المؤتمر لإقناع الحاضرين بضرورة تسليح ما يسمى بالجيش الحر، ومع عدم توافق الأعضاء على مقترحه، انسحب غاضباً من الجلسة احتجاجاً على استبعاد التسليح والاكتفاء بالدعم الإنساني.
المؤتمر الثاني عقد في اسطنبول بتركيا وشارك فيه أكثر من 70 دولة وغابت روسيا والصين، اعترف خلاله بالمجلس السوري المعارض /ممثلاً شرعياً لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه ومحاوراً رئيساً للمعارضة مع المجتمع الدولي/، كما دعا المؤتمر في بيانه الختامي المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف العنف في سوريا.
المحطة الثالثة لـ /أصدقاء سوريا/ كانت في باريس لكن بحضور ممثلين عن 107 دولة عربية وأجنبية نظراً لكونه عقد في فرنسا، وأكد المشاركون على تبني اتفاق جنيف ومقرراته، وأن يتم تشكيل حكومة انتقالية تضم أطرافاً من الحكومة الحالية وعناصر من المعارضة السورية لقيادة المرحلة الانتقالية بشكل سلمي، وأن يُفرض هذا الحل عبر قرار بمجلس الأمن وتحت الفصل السابع.
رابع مؤتمر من هذا النوع عقد في المغرب وانخفض عدد المشاركين فيه ما يقارب 90 دولة، بظل غياب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، التي قيل أنها غابت عنه لأسباب صحية، وتزامن مع ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة في سوريا.
كما قدمت فيه خطة من قبل تحالف دولي لدعم /المعارضة المسلحة/ عسكرياً، إلا أن هذه الخطة اصطدمت بمخاوف غربية إزاء المنظمات والمجموعات المتشددة التي تشارك بالقتال في سوريا، خصوصاً وأن واشنطن بذلك الوقت كانت تعتزم إدراج جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، على قائمتها السوداء، ولاحقاً تم الأمر وأدرجت جبهة النصرة ضمن قوائم الإرهاب.
وعقد أمس المؤتمر الأخير لـ /أصدقاء سوريا/ في إسطنبول لبحث دعم /المعارضة المسلحة/ بعد لقاء جمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري برئيس ائتلاف الدوحة المعارض معاذ الخطيب، وبمشاركة 11 دولة فقط.
وقد اختلفت الآراء فيه حول إمكانية المعارضة تقديم ضمانات كفيلة بإقناع واشنطن تزويد المجموعات المسلحة في سوريا بالسلاح، كما يرى البعض أن موقف أمريكا وضعها بمحل الانتقاد من قِبل دمشق وبعض قوى المعارضة السورية على حد سواء، وأن سياسة واشنطن الحالية تعكس رغبة واضحة بتحسين الموقف التفاوضي مع موسكو حول الأزمة السورية.
وقد تظاهر عشرات النشطاء الأتراك الرافضين للتواجد العسكري الأطلسي في تركيا، وذلك أمام الفندق الذي عقد فيه المؤتمر بمدينة اسطنبول، وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بخروج جنود الناتو من تركيا، رافعين أعلاماً سورية وتركية رسمية.

وتزامنت هذه التظاهرة مع لقاء بين معاذ الخطيب ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مقر انعقاد المؤتمر قبل ساعات من انطلاقه، كما تحدثت مصادر مطلعة أن أحد المواضيع الأساسية في المؤتمر كان عزل الحراك السوري عن التطرف.
بشكل عام محطات مؤتمر ما يسمى أصدقاء سوريا لم تحقق نتائجها المرجوة من قبل من ابتدعها من الدول الأجنبية والعربية على حد سواء، إذ اتضح للجميع عقم هذه المؤتمرات ولا سيما الانخفاض الكبير والواضح بأعداد الدول المشاركة فيها لدرجة وصلت معها إلى 11 دولة، ما يعني بالضرورة انسحاب غير ظاهر للعديد من أقطاب الأزمة السورية، مع استمرار تركيا أبرز المتورطين بهذه الأزمة، بطلب إنشاء ممرات آمنة بحجة إيصال المساعدة الإنسانية للمدنيين السوريين، وكذلك بعض الدول العربية مثل قطر والسعودية.
كما اتضح من خلال المؤتمر وجود خطين للمعارضة السورية الأول يطالب بصلاحيات واسعة لما يسمى بالحكومة المؤقتة، بحيث يتحول الائتلاف لشبه برلمان، والثاني يريد حكومة بصلاحيات محدودة وتنفيذية بحيث يبقى القرار بيد ائتلاف الدوحة وهيئته، الأمر الذي قسم المعارضة لشطرين مختلفين بالرأي والتوجه.
وكانت أولى نتائج مؤتمر اسطنبول: إحباط مطالب الائتلاف المعارض وخذلان القوى الدولية له، ما أدى لاستقالة معاذ الخطيب بشكل نهائي من رئاسته وأبقى لنفسه صفة ممثل لمدينة دمشق في ائتلاف الدوحة.
مؤتمر اسطنبول الأخير نفض عن نفسه غبار 90 دولة شاركت فيه سابقاً، موضحاً للعالم من هم أقطابه الحقيقيون بدء من الكبير الأمريكي وصولاً للصغير القطري، ويبدو أن اللعبة الدولية لإسقاط سوريا قد شارفت على النهاية، سيما وأن معظم الشعوب العربية والإسلامية باتت على علم كامل بالتورط القطري – السعودي – التركي بالأحداث في سوريا وفي بلادهم ولا سيما ما يجري في مصر والمشروع القائم فيها لقطرنتها عبر قروض وسندات تسمح ببيعها لكيانات أخرى مثل إسرائيل.(م.خ)

» أحمد معاذ الخطيب..عد الى رشدك
» "الائتلاف" يعلن عن تشكيل "حكومة مؤقتة لإدارة المناطق المحررة"، ويجمد زيارة رئيسه معاذ الخطيب إلى موسكو ، وينسحب من "مؤتمر أصدقاء سوريا"!؟
» هل يعود احمد معاذ الخطيب الى دمشق ؟
» جورج صبرا رئيسا للائتلاف السوري بعد استقالة الخطيب
» معاذ الخطيب يبق البحصة