الايرانيون في حلب حقيقة دامغة ....وبالادلة والبراهين ..

الايرانيون في حلب حقيقة دامغة ....وبالادلة والبراهين ..

كتب احمد بكري كعكة - عربي برس - حلب

ربما لا يعرف الحلبيون أن أجدادهم إبان السيطرة العثمانية كانوا يتعلمون اللغة الفارسية ، لزوم العمل التجاري ، حيث كانت حلب أهم محطة تجارية على طريق الحرير الذي يصب الصين و الهند ببلاد الشام عبر بلاد فارس ، و أن كثيراً من عائلات حلب هي من أصل فارسي ، وعلى رأسها الكواكبي التي يفتخر "ثوار" اليوم بشرف الانتماء له طونه من طليعة المثقفين العرب المناهضين للاستبداد .
سنروي قصة " إيراني "وقع في قبضة مسلحي الميليشيات بحلب،و لضرورات الحفاظ على سلامة هؤلاء "الإيرانيين" نمتنع عن ذكر أسمائهم أو ألقاب عائلاتهم فهم ليسوا إيرانيين بقدر ما هم عرب سوريون وحلبيون، ولكن .. .
يقول أبو حسن وهو سوري من أصل إيراني حصل على الجنسية السورية قبل أكثر من نصف قرن، لقد خرج قريبي لشراء الخبز اشتبهوا به و طلبوا هويته فأخرج لهم جواز السفر الإيراني ، وهنا جن جنونهم فرحاً و أصبح قريبي مثل " القرد " بينهم وهو الحلبي أبا عن جد، وجلسوا يتفرجون عليه و يحققون معه ،و أخيراً ألقوا القبض على " إيراني " مجوسي رافضي قناص متنكر، وما هو إلا شاب حلبي المولد و الاب و الأم ، أبوه حلبي من أب و أم حلبية و جد ابيه من أم حلبية و أب إيراني، لكنه يحمل الجنسية الإيرانية و لم توافق السلطات السورية على تجنيسه ولا تجنيس أبيه منذ عشرات السنين .
يتابع القريب " بعد حفلات تعذيب وحشية لم يتمكن أحد من جلاوزة الجيش الحر انتزاع أي كلمة منه ، فبدأوا يفكرون ، إن لهجته حلبية و كأنه من " فسط " حلب ، أي من وسط حلب باللهجة الحلبية، وهو متزوج من حلب ولديه أطفال،وبيت جده في حلب القديمة،وهو سني المذهب، فيعودون لتعذيبه أنت جاسوس إيراني مزروع بيننا من زمان وهكذا حتى فرجها الله عليه ".
ويتابع الرجل روايته " تم عرض قصته على كثيرين من المشايخ و أمراء جبهة النصرة،فاقتنعوا بقصته وسمحوا لعائلته بزيارته،و في النهاية أطلقوا سراحه مقابل فدية مالية،وهو لا يجرؤ على التنقل في حلب خشية التعرض لأمر مماثل " .
ويقول القريب " أنا حصلت على الجنسية السورية قبل أكثر من نصف قرن، وانا أمي حلبية و جدتي أم أبي حلبية تركية،و جدنا الأكبر قدم من إيران قبل أكثر من 100 سنة ،و لم يطلب الجنسية السورية بعد أن انفصلت سورية عن السلطنة العثمانية ، كانوا لا يطلبون الجنسية السورية كي لا يذهبوا إلى الخدمة العسكرية ، أنا وافق لي مدير الأمن العام بحلب في بداية الستينيات بمعجزة ، لأني قلت له أنا أمي حلبية و أحبها و أريد جنسيتها وترك جنسية ابي ،و أنا ولدت سوريا وثقافتي عربية، و سأموت في سورية، فقال لي من أجل برك بأمك سأوافق لك على الجنسية السورية ".
و قال " نحن في عائلتنا نصف سوريين و نصف سوريين بجوازات ووثائق إيرانية و لكن منذ استلم حزب البعث السلطة أصبح يتشدد في منحنا الجنسية السورية ،على عكس ما هو شائع ، اتمنى ان يحصل جميع العائلة على الجنسية السورية رسميا لاننا سوريين بالشعور و الهوية،و لو لم نحمل الجنسية بالورق " .
في حلب القديمة حارة اسمها " الأعجام " كان يسكنها العجم تاريخياً أي الفرس ، وسميت كذلك بعد نزول تجار من العجم و سكنهم فيها ،و يوجد الكثير من العائلات الحلبية من تلك الحارة و أشهرهم آل عجم ، و آل بادنجك وال السيد و الشريف.
و إلى جانب تلك العائلات التي أصبحت حلبية منذ مئات السنين هنالك عائلات أخرى نتحفظ على ذكر ألقابها ، سكنت حلب في وقت متأخر أي نهاية المرحلة العثمانية ، وبقيت محتفظة بوثائقها الدولة الفارسية الشاهنشاهية، وبعضهم حصل على الجنسية السورية و البعض الآخر لم يحصل .
و هم يعدون اليوم بالعشرات، وهم لا يعرفون شيئاً عن إيران سوى أوراقهم الثبوتية ، وهم مندمجون في المجتمع الحلبي ، و يعتبرون أنفسهم من السنة لا من الشيعة، ومعظمهم من أم حلبية أو متزوج حلبية ،و قد أصبحوا يخشون على أنفسهم التحرك في أي منطقة ينتشر فيها مسلحون لأن ذلك يتطلب إبراز هوية أو جواز سفر و الوقوع في قبضة جهلة الميليشيات الذين قد يبادرون الى إعدامهم على الفور، أو الضغط من خلالهم سياسياً على إيران التي لا يشعرون تجاهها بأي مشاعر مختلفة عن كونها بلد صديق و جار ومسلم ، بينما هم حلبيون، من أكثر من 100 سنة ولا يعرفون من الفارسية سوى شيش، بيش، جهار، ..، وهي الأرقام في لعبة النرد الفارسية كما يلفظها أي مواطن سوري.

» الموضوعية والبراهين على الرفوف ..بينيرو عاجز عن تحديد مرتكبي مجزرة الحولة
» ماذا قال الايرانيون لفيلتمان وقابوس فتردد اوباما ؟ ....محمد صادق الحسيني
» الجعفري: اتهام سورية باستخدام الكيميائي جزء من حملة عدائية لا تستند إلى وقائع دامغة
» الايرانيون الكاسب الاكبر من الاتفاق التاريخي مع الغرب .. والعرب ايتام على مائدة اللئام
» منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعلن أن بحوزتها أدلة دامغة على استخدام الكلور في سوريا هذا العام