خير خلف لأسوأ سلف!!...

خير خلف لأسوأ سلف!!...

بقلم: مضر جلال خيربك

واضحة هي غطرسة دول الخليج، وعجرفتهم بما يخص الشأن السوري، وغرورهم الخياني الذي تفشى كما الطاعون بين معظم الحكام والقادة العرب.

فمهما حاول أمراء النفط إظهار عظمتهم المزعومة، إلا أنهم مرآة صافية لما هم عليه بحقيقة الأمر، من جهل ثقافي، وتخلف فكري، وانحطاط أخلاقي، وانحلال أسروي، وسقوط وطني وقومي.

عجرفتهم المسلكية والسلوكية ستوردهم طريق الهلاك بكل تأكيد، فشعوبهم ثائرة عليهم وعلى طغيانهم ونهبهم لثروات ومقدرات البلاد بكل صفاقة، ضاربين بعرض الحائط وجود الملايين من أفراد شعوب منطقة الخليج يعانون الفقر والجوع والحرمان والاضطهاد.

وقاحتهم غير المحدودة تتجلى باستعراضاتهم الدائمة لفحش ثرائهم، وكفرهم وعدوانهم على الأمة العربية والإسلامية، وإعلانهم بكل قحة لميولهم اليهودية، وانتمائهم الصهيوني، ونظرتهم الرجعية.

إذ تحكمهم نزواتهم ورغباتهم وارتباطاتهم الفردية، والعلاقات والمصالح السرطانية مع أبناء المزامير ورعاة البقر، والتي تهدف فقط لتحقيق مصالح البقرة المقدسة بجميع أرجاء العالم حتى ولو تطلب ذلك سفك دماء الشعوب، وتدمير البلدان، وإسقاط الأوطان.

أصحاب الدشداشات يتصرفون بهيستيريا شديدة تجاه أي نوع من المقاومة العربية لمشاريع الإمبريالية العالمية وأهدافها الاستعمارية، فتارة يخلقون فتنة دموية هنا، وتارة أخرى يمولون حرباً إجرامية هناك، تماماً كما يحصل الآن في سوريا الصامدة.

حكام الخليج العبريين يمولون الثورجيين المزعومين في سوريا ويغذونهم لوجستياً وبالمال والسلاح، وفتح أبواب الإرهاب لهم على مصراعيها وتغطيتهم بحجج إنسانية!!...

أعراب الخليج الإسرائيلي يقدمون أموال بلدانهم للطغمة الإجرامية الدولية الحاقدة على سوريا بشار الأسد لأنه سليل المجد، وصخرة المواقف والثبات، ويتمتع بأخلاق عالية، إذ إن الله وهبه قلباً عقولاً، ولساناً ناطقاً.

في حين عملاء الخليج لا تاريخ لهم، ويأكلون كما الأنعام، ويشربون كما الدواب، وتُسيِّرهم رغباتهم وشهواتهم، ويحللون الحرام، ويحرمون الحلال.

يحاولون صنع مجد مزيف لأنفسهم، الأمر الذي أعمى أبصارهم وأهلك بصيرتهم، فقد سلموا زمام أمورهم للملذات القاتلة، وللحياة الفاسقة، وللفجور السياسي، والانحطاط العلني، والغش بالخطاب، والتشكيك بكل ما هو واقعي وصحيح.

طقوسهم غريبة عن واقعنا وديننا الإسلامي، واجتماعاتهم كما مجالس الشيطان، وكل ما يفعلونه لا يمت للعرب بصلة، ولا لأي معتقد أو دين سماوي!!...

إنهم بظاهر أمرهم يعبدون الله رب العالمين، وبباطن قلوبهم يعبدون المال وصاحبه، لأنهم مؤمنون بسلطة المال التي باتت لا تُقهر، إلا أنهم غافلون عن كونه سلطة مطلقة واستخدامها بتعسُّف نتيجته الهلاك الحتمي.

إنهم أهل جهنم ويعيشون بجنة في الدنيا، ونحن أهل جنة السموات ونعيش بقلب جحيم الدنيا ونقاتل للخروج منها والتوجه إلى جنة الله، وهذا بالضبط سبب الحقد الخليجي على سوريا وشعبها.

أنعام الخليج ينامون على مصائب شعوبهم وحاجاتهم الحياتية ونواقصها اليومية، بالرغم من امتلاك أراضيهم ثروات هائلة كفيلة بأن تعيش شعوب الخليج في بحبوحة لا مثيل لها، لكن أمراء النفط والغاز يمارسون أبشع أساليب الاحتقار لشعوبهم وإذلالها وجعلها رهينة بهم، حتى ليتمنى الفرد منهم أن يصبح خادماً بأحد صالونات قصور هذه الأنعام، لأن الخادم يتمتع بحقوق وحريات وإكراميات أكثر من تلك الشعوب.

حكام الخليج دفنوا الإنسان، وأحرقوا الإنسانية، وسحقوا الحريات، وأبادوا الحقوق، ودعسوا كرامة مواطنيهم بأحذيتهم الأجنبية، ووفق هذا المنهج تأسس وباء الربيع العربي، وأصاب عدة دول عربية، منها التي سقطت ودُمِّرت، ومنها التي تعيش الفوضى إلى أجل غير مسمى.

ووحدها سوريا الأسد بقيت صامدة، وفضحت ربيعهم الإسرائيلي، وكشفت حقيقة صهيونيتهم الملعونة، وعرَّت مؤامرتهم الإرهابية، وهزَّت أركان عروشهم القائمة على جماجم شعوبهم المسحوقة، وصدَّعت مشروعهم الرامي للفوضى الخلاقة.

إنهم مجوس هذا العصر، فأسماؤهم لا تمت للأديان بصلة مثل: فهد وبندر ومقرن وسلطان وغيرها من أسماء غريبة لا توحي إلا بشيطنة المملكة التي دمروا معظم ما كان فيها من أماكن مقدسة بحجة أنها بدعة، والبدعة في الإسلام حرام...

علماً أنهم هم أصحاب الحرام في كل عصر وزمان، فقد ردموا خندق رسول الله، ودمروا منزل أم المؤمنين خديجة زوجة رسول الله، ومنازل وأضرحة عديدة لأقرباء الرسول وصحابته، وأحالوا حرم المسجد الحرام لشكل هندسي غريب مريب!!...
ويمنعون الحجيج من لمس حائط المستجار والبراق في الكعبة المشرفة نظراً لما يحويانه من معانٍ مقدسة...

همهم الشاغل الآن إسقاط سوريا الوطن، وتقسيم شعبها، وسرقة آثارها، وتدمير كل ما يشير للديانات السماوية فيها، فهي استعصت على أجدادهم من قبل، ويحاولون الآن إتمام مخطط آبائهم، لأنهم خير خلف لأسوأ سلف في تاريخ البشرية!!...

إلا أن سوريا الأسد عصية عليهم، وشعبها من أصدق وأشرف شعوب الأرض، الأمر الذي اتضح خلال عامين من الحرب الشيطانية المشنة على سوريا وشعبها المقاوم الذي سينتصر على أعداء الوطن مهما طال زمن العدوان عليه.