دام برس:
وجهت دعوات لـ : " أسود الشام " إلى استحضار " فتاوي الجهاد" في قتالهم ." الغضب الغربي " في المسألة السوريّة ليس ناجما عن العقبة الروسيّة الصينيّة ، فلو كانت الحرب ممكنة على سوريّا لما اكترث الغربيّون للمؤسسات الدولية كما حصل في العراق ، بل ناجم عن كون الفيتو قطع الطريق على استخدام تلك المؤسّسات في إنهاك وعزل سوريا لعقدين من الزمن ، قبل تحطيمها على الطريقة العراقيّة .
وحول الأذى الذي يلحق بالمدنيّين الأبرياء الذين تستهدفهم التفجيرات بالسيّارات المفخّخة ، أو بالقذائف العشوائيّة : إذا كنّا سنفكّر بالأبرياء ، فإن الجهاد سيتوقّف ! . ( المجاهد ) لا تعنيه سلامة المواطن السوري ، فالهدف السامي للجهاد : إقامة دولة الخلافة ، يبيح قتل المواطنين السوريّين ، والغاية تبرّر الوسيلة ، والوسيلة موت ، واغتيالات ، وتصفيات ، وقصف يخلّف دمارا ، وكل هذا بمشيئة مجاهدين تدفّقوا للجهاد في سورية : من تونس ، ومصر ، واليمن ، والأردن ، والشيشان ، وأفغانستان ، ومن قطر والسعوديّة ، ومن دول أوربيّة ، تتقدّمها بريطانيا المتحمّسة لتسليح المعارضة ،
وغالبا يتسرّب هؤلاء المتدفّقون ( للجهاد ) في سورية عبر : الحدود التركيّة بشكل رئيس ، واللبنانيّة ، وإلى حد ما عبر الحدود الأردنيّة .
هؤلاء المجاهدون في سورية ، لهم ( شيوخ ) ومشايخهم غالبا مجهولون ، ولكن فتاواهم باتت من أعاجيب زماننا ، وزمن ( الفورة ) السورية التي باتت موئلاً لكل مارق ، والتي غّيّب مجاهدوها أوّل ما غيبوا شعب سورية نفسه ، الذي انطلق في حراك سلمي ، طالب بالإصلاح والتغيير.
الفتوى التي قدمت مع ( مجاهدي ) تونس شرّعت وأباحت " جهاد المناكحة " ، وبناءً عليها تمّ استدراج المجاهدات المناكحات ، وهن دون السادسة عشرة ، للانتقال إلى سورية ،
ليتدرّب عليهن المجاهدون مسبقا قبل الالتقاء بالحور العين في الجنّة الموعودة ، وواجبهن الجهادي توظيف أجسادهن لإمتاع ومؤانسة المجاهدين التوانسة .
هنا الأسئلة : من سفّر البنات المغرّر بهن ؟ من حجز لهن التذاكر ، وأمّن لهن الفيز، وكيف دخلن تركيّا ، ونقلن منها وسرّبن عبر الحدود التركيّة للعبور إلى سوريّة ؟ . و . . هل ستكون خدمة المناكحة الجهاديّة وقفا على التوانسة ، وكل مجاهد يقلّع شوكه بيده ، يعني يستعين ببنات بلده أم إنّهن مباحات للجميع ؟! .
لماذا عبنا على وزيرة خارجية إسرائيل " تسيبي ليفني " التي اعترفت بأنّها : مارست الجنس مع مسؤولين عرب في سبيل مصلحة إسرائيل . . وما يفعله اليهود حسب معتقداتهم هو إرضاء للرب ! .
كذلك يتصرّف بعض المسلمين حين يسمحون ، أو يتغافلون عن : فعل بناتهم اللاتي يتوجهن إلى سوريّا للجهاد عن طريق الجنس .. على المؤمنات الراغبات بالتوجه إلى سوريّا لممارسة الجنس في سبيل الله تسجيل أسمائهن عند : أقرب شيخ ليتسنى نقلهن إلى أحضان المجاهدين هناك ..
في تونس تذكّر بعض الآباء إن بناتهم غير موجودات في غرف نومهن لكنهم اكتشفوا فيما بعد أن بناتهم مؤمنات لدرجة كبيرة تصل حد الثمالة ،
والرغبة في الموت بأحضان مجاهد مقابل رضا الله تحت عنوان ( جهاد المناكحة )
التونسيّون رموا علم الجيش الحر ، وعادوا لرفع علم بشّار الأسد ، وهم يريدون بناتهم ، والبنات يتنقلن من حضن إلى حضن " في سبيل الله " .
ولعل حديث شيخ طاعن زار بلاد الشام ، يبعث على الرعب ، فالشيخ حين يشاهد مايفعله الناس ، وما يمارسونه من عبادات يقول : والله لم أجد من دين محمد فيكم شيئا ! .
ويعني إن الإسلام الذي يمارس ليس فيه من الإسلام شئ . عجيب . وليس بالعجيب فالناس عبيد الدنيا والدين ،
فمن يفتي بـ : " إرضاع الكبير " لن يعجزه الإتيان بـ : " جهاد النكاح " ..
إن مثل هذه الفتاوى لا يمكن أن نعدها هفوة أو سقطة أو انحرافا في مسيرة فقه الإسلام السياسي ،
ولا قيمة لمن أراد أن يبرر هذه الفتوى بأنها تختص بالفتيات السوريات المقيمات في سوريا اللواتي يستطعن
" مؤازرة المجاهدين عبر الزواج بهن لساعات " .
فليس المهم ما الذي دفع أولئك الفتيات إلى ذلك البغاء المشرّع بالكتب العتيقة ،
ولكن السؤال يجب أن يكون عمن رتّب وجهّز وموّل نقلهن على جناح الطير لإمتاع المقاتلين في ارض الجهاد والرباط، وعن المنقّبات اللواتي يتنقلن بين البيوت حاملات غوايتهن راضيات مرضيّات في البلاد المحروسة بعين الله والإخوان ..
تصوّروا مثلاً ، وهذا ما رأيته وسمعته من شخص يحف شاربه ، ويعفو عن شعر وجهه ،
ليأخذ ( شيخ ) . . يفتي :
يجب أن لا يختلي الرجل بفتى حلو أمرد ! .
يسأله المذيع ، وهو مثله بلحية ، ولكنّها خفيفة :
ولكن هذا يدل على شذوذ ؟ .
فيجيبه من هو في مرتبة ( شيخ ) :
أبدا ، أبدا . . لأن الفتى الأمرد حلو ! .
وهكذا فكل رجل عربي ، مسلم ، هو شاذ ،
والبرهان على ذلك أنّه غير مؤتمن على الجلوس مع فتى حلو أمرد ! .
وهناك شيخ ، نعم شيخ ، كنيته ( العريفي ) رأيته على فضائية عربية وهو يفتي بكل حماسة ، وانفعال :
لا يجوز أن تدخل البنت على أبيها وحدها ، وهي متجمّلة . .
إلاّ وهي بصحبة أمّها ، أو أحد أفراد عائلتها ! .
وهكذا :
فكل أب عربي ، مسلم ، غير مؤتمن على ابنته ، بحسب فتوى " أبي العريّف " هذا ! .
ماذا يعني ذلك ؟ .
يعني أن الأب مشكوك به ، والبنت يجب أن لا تأمن على نفسها من أبيها ، وأخيها ، وخالها ، وعمها ، وأي قريب لها ، محرّم ، أوغير محرّم !.
بهذه الفتاوى يخاض : " جهاد بعض الأطراف " في سوريّة ،
وهي تحظى برعاية مموّلين يسهّلون انتقال هكذا مجاهدين مغسولي العقول من بلد إلى بلد ،
ومن قارّة إلى قارّة ،
وبجوازات سفر مع تأشيرات ، وتذاكر سفر ، وأموال لزوم مصاريف التجمّل للمناكحة ،
و. . تأمين ( الجنس ) مع بنات يتبرّعن بأعز ما يملكن لنصرة الجهاد في سوريّة ! .
و . . هناك من يحملون في جيوبهم 40 منديلاً معطرا ، وحبّتين فياغرا . .
هل تعرفون لماذا ؟ .
حتى ينهمكوا بهمة ونشاط، وآخر انبساط، مع الحور العين ! .
ألا توجد مناديل معطّرة في الجنّة ؟! .
وهل الفياغرا ضرورية في الجنّة ؟ .
وهل يظن هؤلاء أن الحوريّات سيستقبلنهم ويكونن ( جاهزات ) للـ . . . . .
وماذا لو كانت وجهتهم المقدّرة لهم هي ( النار ) ،
خاصّة والشيح الأزهري الجليل الدكتور " محمود عاشور " أفتى على ( الميادين ) :
بأن هذا زنى ، وأنه فسق ، وأنه خروج على الإسلام ! .
هذه الفتاوى هي التي تشجّع على الاعتداء على كنائس المسيحيين العرب السوريّين ،
وهي التي أباحت مهاجمة القرى المسيحيّة ، والمخيّمات الفلسطينيّة ،
والقرى التي فيها أغلبيّة علويّة ، وتكفير الشيعة ،
وأخيرا لا آخرا :
الاعتداءات المتواصلة على قرى درزيّة في جبل العرب ،
( عرين قائد الثورة السورية سلطان باشا الطرش ) ! .
أمّا آخر الفتاوى حتّى اللحظة ، فتبيح ( سبي ) نساء (النصيريّة ) ،
يعني نساء الطائفة العلويّة !. .
من بعدهن ؟! .
لا عجب أن هؤلاء يتوجّهون للعلاج في مستشفيات العدو الصهيوني ،
يموت منهم فيها من يموت ، وينجو بفضل رعاية اليهود الصهاينة من ينجو ،
ليعود ويستأنف جهاده في سورية :
من قصف للمدنيين ، إلى اغتيال لرجال الدين ، وقتل عشرات الطلاب الجامعيّين في جامعة حمص ،
وجامعة دمشق ، وجامعة حلب ، واغتيال الكفاءات العلميّة ، ناهيك عن تدمير خطوط المواصلات ،
وحرق آبار النفط، ومهاجمة القواعد الصاروخيّة ، والمطارات العسكريّة ، ومحطّات الرادارات …
لا يمكن أن يكون التوجّه للعلاج في مستشفيات الكيان الصهيوني بدون رعاية
( عربيّة " عبريّة " ) رسميّة أنشأت صلة حميمة بين الطرفين ،
وشجّعت على العلاقة التي يمكن أن تثمر شريطا حدوديا ، كما كان الشأن بين لبنان والكيان الصهيوني . .
فمن هو سعد حداد السوري ( المجاهد ) الذي سيظهر قريبا ،
مدعوما بفتوى تبيح التعاون مع اليهود كونهم من أهل الكتاب ؟ ! .
ما يحدث في سورية ليس سوى عمليّة ذبح لبلد ، وشعب ، ودولة .
تؤججها الفتاوى المخزية ، الخارجة عن الإسلام ،
والتي التقت مع قرارات " قمّة اللا دوحة " التي انعقدت ليوم واحد لتنفيذ بند واحد هو كل جدول أعمالها ’
منح مقعد سورية لجهة ( معارضة ) ،
وأيضا منح مرتبة سفارة في الدوحة لنفس الجهة ،
والهدف النهائي لكل ما يجري :
شطب سورية كبلد ودولة وشعب ، وهذا أخطر مما فعله هؤلاء أنفسهم بالعراق .