عن القرضاوي وامثاله ....حسين مرتضى

عن القرضاوي وامثاله ....حسين مرتضى

اثارت تصريحات يوسف القرضاوي، على جريمة اغتيال العلامة البوطي، الغضب لدى الكثيرين من المسلمين، في كافة اصقاع الأرض.

لم تكن المرة الأولى التي يشرع القرضاوي الذي نصب نفسه خليفة لله على الارض من شبه جزيرة قطر، بإطلاق الأحكام والمسميات والحدود، باسم الله عز وجل، على سكان هذه الأرض، فلا يمكن أن ننسى فتواه المشهورة بقتل القذافي، ومن يقف معه، وقال اقتلوهم على رقبتي، أو حين افتى بقتل المفكر المصري فرج فودة.
إن الدمار والخراب الذي حل ببلدان منطقتنا تحت مسمى" الربيع العربي" ، جله بسبب فتاوى البعض خصوصاً القرضاوي، ليظهر تآمره جليا على الشعوب العربية، والمفارقة العجيبة أنه لم يفت ولم يدع إلى الجهاد ضد العدو الاسرائيلي، رغم أنه يرأس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، هذا الاتحاد الذي وضعه في خدمة قطر، وفي خدمة المخطط الأمريكي الصهيوني، وفي خدمة الناتو ومشروعه الاستعماري الجديد.
فتاريخ الرجل يخبرنا عن الخلفية التي يتحرك بها، من خلال استثارة الشارع ضمن خطاب دموي طائفي، لا يخدم إلا مشغليه، وتبدأ الحكاية منذ عام 1954 حين تعرض الرئيس المصري جمال عبد الناصر لمحاولة اغتيال في ميدان المنشية بمدينة الاسكندرية، ليهرب على اثرها قادة الاخوان المسلمين بعد فشل المحاولة، إلى دول الخليج وكان منهم الدكتور ابراهيم عز الدين الذي تنقل ما بين سوريا والاردن والسعودية، قبل ان يستقر في ابو ظبي مستشارا للشيخ زايد، ويحصل على الجنسية الاماراتية.
كانت قطر من بين المشيخات الخليجية التي استقطبت الجزء الاكبر من الهاربين من جماعة الاخوان المسلمين، وكان من بينهم يوسف القرضاوي، الذي جنده صلاح نصر لصالح المخابرات المصرية بعد اعتقاله في السجن الحربي، الذي كان يديره حمزة بسيوني.

في قطر تبدلت الظروف ووجد يوسف القرضاوي ان شيوخ قطر على ما فيهم من سذاجة انفع ماليا من مخابرات صلاح نصر لذا انقطع عن التخابر مع صلاح نصر وبحجة ان السلطات المصرية لم تجدد له جواز سفره حصل القرضاوي على الجنسية القطرية التي لا زال يحملها الى الان.
في تلك الاثناء كانت قطر ماتزال تحت الاحتلال البريطاني، الذي كان على خلاف مع الرئيس عبد الناصر حول قناة السويس والصراع العربي الاسرائيلي، بالإضافة الى تواجد القواعد والمعسكرات البريطانية في مصر. لم يتكلم القرضاوي البالغ من العمر في حينها 33 عاما ضد الاحتلال البريطاني لقطر او لغيرها من الدول، بل لجأ الى قطر البريطانية بكل مكوناتها، واستلم من خزينتها رواتبه ومازال. ليبدأ نشاطه في الدعوة لمقاومة الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان يخوض حربا ضد الكيان الاسرائيلي، بتحريض من البريطانيين و تماشياً مع سياسة الاخوان المسلمين.
لم ينتقد القرضاوي ابدا الاحتلال او الانتداب البريطاني في الخليج، لتتعمق علاقته في مشيخة قطر، التي كان يحكمها فعلياً الضابط البريطاني كوكرين، الذي عين من قبل علي بن عبد الله آل ثاني قائدا للقوات المسلحة والشرطة القطرية، والتي كان اغلبها مرتزقة هنود واسيويين لرفض الشعب القطري العمل مع المحتل البريطاني. بينما عين فيليب بلانت وهو ضابط سابق في سلاح الطيران الملكي البريطاني مستشاراً لحاكم قطر، في 1950م عينت بريطانيا آرثر ويلتون كأول مسؤول سياسي في قطر تحت مسمى مستشار حاكم قطر.

كوكرن هذا كان يشرف على نشاطات الاخوان المسلمين في شبه جزيرة قطر، وبدأ ينسج معهم العلاقات وخاصة مع يوسف االقرضاوي، الذي كان يتابع دراسته الدينية عبر المراسلة، ولم يكن له نشاط الا التحريض ضد الرئيس المصري عبد الناصر، و من بعده بدأت حملته ضد المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أنها القاء النفس في التهلكة، ومنع الكثير من رجال الاعمال القطرين من التبرع لتلك المقاومة الفتية، او استقبال مسؤوليها في قطر.

واصبح مقربا من العائلة الحاكمة في قطر يفصل لها الفتاوى، وكانت اشهر الفتاوي تلك التي قال فيها القرضاوي بجواز ان يغدر الشيخ حمد بأبيه وينقلب عليه رغم ما في هذا العمل من تعارض مع ما ورد صراحة في القران الكريم ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما، وحين سؤال القرضاوي قال أن مصلحة الامة تجيز ما فعله حمد وكأن انقلاب حمد على ابيه تم بطلب من الامة القطرية وليس من زوجته موزة والكيان الاسرائيلي التي كوفئت على الفور بسفارة تقع على مرمى حجر من استديو محطة الجزيرة الذي تصور فيه حلقات الشيخ قرضاوي الشريعة والحياة .
والسؤال الذي مازال مفتوحاً إلى أي مدى تطورت علاقة يوسف القرضاوي مع الضابط البريطاني كوكرن والمخابرات البريطانية.
سورية الان - عن عربي برس

» قتلى المسلحين بالعشرات في حلب----- حسين مرتضى
» حسين مرتضى لعربي برس : هذا ما رايته في حلب
» تفجير دمشق والدور الاستخباراتي ...حسين مرتضى
» إستعادة السيطرة على حلب باتت مسألة وقت ...حسين مرتضى
» حلب و معركة الفصل الثانية ..حسين مرتضى