هل تنقسم جبهة النصرة بين انصار الظواهري وانصار البغدادي؟

هل تنقسم جبهة النصرة بين انصار الظواهري وانصار البغدادي؟

كتب عبد الله علي - عربي برس - بيروت

هل تندلع الاشتباكات بين الجهاديين ويتقاتل اعضاء تشكيلات جبهة النصرة بين الموالين للجولاني والاخرين من التابعين للبغدادي امير دولة العراق الاسلامية الموجودة فقط في سراديب الانبار والموصل وفي مخابيء داخل حيين من احياء بغداد ؟
اذا كان لجبهة النصرة الاف المقاتلين في سورية فكم منهم عراقيون (كانوا الاغلبية في البدايات) وكم منهم من الغرباء وكم منهم سوريون؟

سؤال لا يمكن الإجابة عنه حالياً: لماذا رفض الجولاني فكرة الدولة الإسلامية الموحدة بين تنظيمه (جبهة النصرة) وبين دولة العراق بزعامة أبو بكر البغدادي، رغم أنه لم يجد غضاضة في تجديد بيعته علناً ولأول مرة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري؟ فما هي السلبيات التي يمكن أن يتجنبها برفضه الوحدة مع الفرع ولا تصيبه جراء إعلان بيعته للأصل؟.
هذا مع العلم أنه صار من المؤكد، ولا يحتاج إلى دليل، أن جبهة النصرة هي الابن البكر لدولة العراق الإسلامية، وأنها تحمل كافة جيناتها الوراثية التي لا يمكن إخفاؤها، وهذا ما يجعل السؤال السابق أكثر تعقيداً ولكنه يرجح في الوقت نفسه أن رفض الجولاني لفكرة الوحدة لم تكن سوى مناورة سياسية تقتضيها "السياسة الشرعية" التي ينتهجها تجاه أهل الشام وفق اصطلاحه.
في هذا الصدد كان لافتاً ما كشفه لعربي برس أحد "مجاهدي" جبهة النصرة ويدعى "أبو دجانة القطري" وهو حالياً مصاب ويعالج في مشفى الشفاء - طرابلس، إذ لم يخف استهجانه الشخصي من رفض زعيمه الجولاني لفكرة الوحدة وقال: "أنا جندي من جنود جبهة النصرة وأنا وشيخي (يقصد الجولاني) سهام في كنانة أمير دولة العراق" وأضاف أن " أغلب الكوادر العسكرية والشرعية والأمنية بيننا هم جنود دولة الإسلام" وهذا يطابق ما قاله الجولاني من حيث إقراره بأن ولادة جبهة النصرة كانت على يدي دولة العراق التي أمدته بالمال والرجال بحسب قوله في تسجيله الصوتي الأخير.
وحول الخلاف الذي بدا جلياً بعد تبادل التسجيلات الصوتية، أكد أبو دجانة لعربي برس أنه لا خلاف بين البغدادي والجولاني ولفت إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن الكثيرين ممن التحقوا بجبهة النصرة من دولة العراق الإسلامية ما زالت البيعة في أعناقهم لأمير دولة العراق ومنهم بل على رأسهم الجولاني نفسه، ويشرح أبو دجانة في اتصال معه : " أن من التحق بالجبهة من جنود الدولة لا تستوجب عليه بيعه جديدة ،ومن التحق بالدولة من جنود الجبهة وهم كثر أيضا لا تستوجب عليهم بيعة جديدة".
وحسب أبو دجانة فإن المختصر المفيد هو أنه " لولا الله ثم دولة العراق الإسلامية بقيادة البغدادي لما كان هناك فصيل اسمه جبهة النصرة".
وما قاله أبو دجانة القطري ورغم أنه يتفق مع المعطيات الواقعية المعروفة عن العلاقة بين تنظيم جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية، إلا أنه من جهة أخرى يختلف عما ذكرته مصادر من جبهة النصرة حول وجود خلاف بين الطرفين وأن الجولاني شعر بالإهانة من تصرف البغدادي الذي ظهر وكأنه يفتي بالأمور دون مشاورة شريكه أو الأصح "عامله" في الشام. وقد ذكرت عربي برس أن ثمة حملة إعلامية شعواء يقودها أنصار جبهة النصرة ضد دولة العراق الإسلامية متهمين إياها أنها مخترقة من أجهزة استخبارات عديدة.
وفي هذا الصدد، فقد تصاعدت الحملة الإعلامية ودخلت فصلاً جديداً من فصولها بعد أن قام أحد أنصار دولة العراق الإسلامية بالرد بطريقة غير اعتيادية على الحملة التي قادها المحلل الاستراتيجي عبدالله محمد ذي الصيت الذائع في المنتديات الجهادية ضد دولة العراق. فلم يكتفِ "أبو عمر البغدادي" بتكذيب الاتهامات التي أوردها عبدالله محمد أو الرد عليها الحجة بالحجة والدليل بالدليل كما هو مفترض، وإنما أقدم على كشف الهوية الحقيقية للمحلل الاستراتيجي قائلاً أن اسمه الحقيقي هو "سامي المطير" كويتي الجنسية وأنه معتقل حالياً في سجن عربي، كما نشر صورته الحقيقة، الأمر الذي يعتبر خطيراً من الناحية الأمنية على عبدالله محمد أو سامي المطير، وسلوكاً غير عادي في الرد على اتهام من هذا القبيل، وهو ما ينبأ بأن الحملة الإعلامية المتبادلة وإن كانت لا تشي بوجود اختلاف منهجي بين الطرفين كما يقول أبو دجانة، إلا أنه على الأقل يكشف عن حساسيات مرتفعة تطبع التعامل بين الجولاني والبغدادي على الصعيد الشخصي، والذي لا يمكن أن يبقى في حدود الشخصنة إذا لم يجر استيعابه سريعاً.

» من هو الرجل الأخطر في العالم: البغدادي أم الظواهري؟
» انصار جبهة النصرة : دولة العراق الاسلامية مخترقة من الاستخبارات المعادية
» أسرار جبهة النصرة لأهل الشام.. جزء 6 من التعذيب بالجن إلى تأسيس جبهة النصرة ودور بابا الفاتيكان
» أسرار جبهة النصرة لأهل الشام.. جزء 6 من التعذيب بالجن إلى تأسيس جبهة النصرة ودور بابا الفاتيكان
» أسرار جبهة النصرة لأهل الشام.. جزء 7 بالدليل القاطع دور الموساد في تأسيس جبهة النصرة