دام برس:
لم يكن العالم يوماً حائراً ومذهولاً مثل هذه الأيام، حتى الدول الحليفة لسوريا لم تتوقع أمام هذا الحشد الكبير من دول العالم الغربي والعربي وبتمويل فاق كل التوقعات، ليس هذا فحسب وإنما جُنِد مقاتلين من أصقاع الأرض أن ينهزموا أمام القبطان السوري الذي يقود سفينته بثقة وخبرة وشراسة لا حدود لها، معركة مصير بالنسبة للسفينة وقبطانها (إما النصر أو النصر) بمعركة لم نشاهدها لا في المعارك السماوية ولا في الحروب الصليبية أو العالمية من حيث القتل والذبح والدمار .... فكيف للدول المتآمرة أن تصدق ما يحصل من انتصارات متتالية للدولة السورية سياسياً وعسكرياً، بالرغم أيضاً من تحالف دول الجوار باستثناء العراق مع المشروع الصهيو أمريكي من خلال فتح حدوده لتسهيل عبور المقاتلين الذين دربوا بمعسكرات سرية وعلى أيدي أمهر وأشرس قادة صهيونيين وأمريكيين.
أمريكا وحلفاؤها تنازع فهل من مغيث ؟...... لا أتصور أمام هذه المعطيات (...كوريا الشمالية تهددها ...الأزمة المالية تخنقها ..... تصرفات الصهاينة المقهورة تجننها ... تقدم إيران يرعبها .....غباء حلفائها يحرجها ....فكيف للنصر السوري ....أكيد سيدفنها ..).
أمام كل هذه المعطيات التي ذكرتها والأحداث الجارية إقليمياً ودولياً نتساءل:
• هل وضع الرئيس بشار الأسد النقاط على الحروف بحواره مع قناة اولوصال وصحيفة ايدينليك التركيتين.....؟
• هل تقاعس أوباما بوعوده مع بوتين لحل الأزمة السورية سياسياً بإدارة الرئيس بشار الأسد وراء تهديد شبه الجزيرة الكورية بالهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية ؟
• هل إثارة الإشاعات الكاذبة على شاشات إعلامهم المغرض بحق سورية وقيادتها من ضمن إفلاسهم وفشلهم ؟
• هل تكليف تمام سلام برئاسة حكومة لبنان جزء من الحل السياسي..أم ماذا؟
• لماذا عاد إلى الواجهة الحديث عن منطقة عازلة بين سورية وكل من لبنان والأردن وتركيا ؟
• هل اقتربت لحظة إعلان الجيش العربي السوري بإنهاء العمليات الميدانية ..؟
من يراقب وسائل الإعلام الغربي والعربي (المستعرب) يلاحظ كثافة اللقاءات والتصريحات المكوكية للحلف الأمريكي الصهيوني بشخص وزير خارجيتها (جون كيري) على خط الكيان الصهيوني ومن ثم تركيا إلى الأردن ولندن وغيرهما ........ إعلامياً هذه اللقاءات هدفها إحياء مبادرة السلام بين الفلسطينيين والصهاينة وعودة العلاقات ما بين إسرائيل وتركيا علماً بأن العلاقات التركية الإسرائيلية لم تنقطع يوماً وإلا (كانت قد أنهت الاتفاقية التجارية بينهما منذ اندلاع التوتر) لكن في حقيقة الأمر ما هي إلا (تمثيلية أردوغونية إسرائيلية). أما ما يحصل في الكواليس هدفه إيجاد خطة جديدة في مواجهة التطور الميداني على الساحة السورية لصالح النظام في سورية، إضافة إلى التهديد اليومي لكوريا الشمالية بضرب الولايات المتحدة الأمريكية بصواريخ نووية.....
القصة ابتدأت من لحظة إعلان الرئيس بشار الأسد من خلال حواره مع قناة اولوصال وصحيفة ايدينليك التركيتين بأن ما يحصل في سورية هو نتيجة صراع خارجي مرتبط بالخارطة الإقليمية والصراع بين القوى الكبرى محذرا في الوقت نفسه من أن أي اضطراب في سورية سينتقل مباشرة إلى الدول المجاورة وبتأثير الدومينو إلى دول بعيدة في الشرق الأوسط ليخلق حالة من عدم الاستقرار، و أن مستقبل سورية ومصيرها وآلية اختيار القيادة السياسية فيها هو قرار سوري داخلي يتخذ من قبل الشعب السوري، ولا علاقة لأية دولة في العالم به وأن الخط الأحمر الذي تضعه سورية للحوار هو "التدخل الأجنبي" والأهم من كل هذا ما سبب سخط لدى هؤلاء هو الثقة والقوة التي يتحدث بها رئيس تعاديه أغلبية دول العالم مادياً وإعلامياً وعسكرياً ويسأل :فكيف يمكن لنظام سياسي يقف ضده عدد كبير من الدول الغربية والإقليمية والعربية أن يبقى صامداً لسنتين لولا تماسك الجيش و الشعب خلف قيادته.سورية قادت الأزمة بحنكة وذكاء وقوة وصلابة أركانها السياسية والعسكرية والأمنية (تصميم سياسي على دفن المؤامرة عن بكرة أبيها) وقد نجحت والأمثلة كثيرة منها دحر وإفشال مقاتليهم على أبواب دمشق ودرعا وداريا والغوطة الشرقية وحمص وحلب وتالياً الرقة كل هذه الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري حتى تاريخه ( كأس مر أرادوا أن يُشربوه لنا وإذ بهم يشربونه هم)
الحنكة السياسية التي أدارتها القيادة في سورية أدت إلى تحريك و تغيير أوراقهم السياسية والعسكرية وهذا ما سنشهده في الأيام القادمة من الزحف إلى حلفائنا الروس والصينيين لتنفيذ ما اتفق عليه الرئيسان أوباما و بوتين في لوس كابوس بالمكسيك على هامش قمة مجموعة دول الثمانية الأخيرة من ضرورة إيجاد حل سياسي بإدارة الرئيس بشار الأسد. وعندما يتم هذا سوف تطلب روسيا والصين من كوريا الشمالية التهدئة وعودة الأمور إلى ما كانت عليه ( غمز ولمز) وأن روسيا اليوم تختلف عن روسيا الأمس ولا يستطيع أحد اللعب مع القبة الحديدية (روسيا والصين)
كل ما حصل وما يحصل على الساحة الإقليمية والدولية من تغيير حكومة لبنان وتكليف تمام سلام والإشاعات التي تتناولها وسائلهم الإعلامية المغرضة ( تطال رمز سورية) وإنشاء منطقة عازلة ساعة في الأردن وساعة في لبنان وتركيا تحت ستار بناء مخيمات للاجئين السوريين على أراضيهم ليس هذا فحسب وإنما نشر أخبار كاذبة عن سيطرة المقاتلين المرتزقة على مناطق محورية في دمشق وحلب وغيرهم غايتها رفع معنوياتهم لا أكثر ولا أقل وهي بعيدة كل البعد عن الواقع وما يجري على الأرض السورية، في الحقيقة كل هذه الأوراق أرادت أمريكا وحلفائها الضغط بها على سورية لكن (حلم إبليس في الجنة)، وما من إعلان الجماعات الإرهابية التي تعمل على الأرض السورية مع العراق من جهة ومع الظواهري من جهة أخرى وقرار فرنسا بإدراجها على لائحة الإرهاب، وظهور ملف الجماعات الإرهابية في هذا الوقت وتبينها القتال على الأرض السورية، ما هي إلا حركة من أمريكا بغية سحبها بعد فشلها في الميدان السوري ولخروجها بماء الوجه من الأزمة السورية بعد تعنتها وشراستها بعدم قبول الحل الروسي والعودة إليه رغماً عنها، وهذا دليل قاطع على أن الجماعات الإرهابية منظمة صهيو أمريكية تحركها وقت ما تشاء.
في الأمس القريب قام الجيش العربي السوري بمعركة ضارية على كافة المحاور في دمشق ودرعا وحلب وحمص بإنجاز عظيم وأيام قليلة سوف تعود الرقة إلى أحضان أهلها ووطنها.
معركة دمشق معركة تاريخية ، و المعارضة خاصة جبهة النصرة المدّعية حماية أهل السنة، إضافة إلى تنظيم القاعدة، و الاخوان المسلمين تلقوا ضربة قاضية لن يستطيعوا بعدها التحرك عسكرياً إلا من خلال إرسال أفراد يحملون أحزمة ناسفة ومتفجرات لضرب المجتمع المدني والبنى التحتية السورية. وهذا الأمر سيستمر إلى أن نقتلع هذه العصابات من جذورها بتلاحم الثالوث السوري (القائد والشعب والجيش).