الولايات المتحدة تصرخ بتهديد سوريا و تتسول هي امنها ؟

الولايات المتحدة تصرخ بتهديد سوريا و تتسول هي امنها ؟

يبدو ان الخناق بدا يضيق على الولايات المتحدة الاميريكية و حلفاؤها بما يخص الازمة السورية بعد استخدامهم معظم اوراقهم على الساحة السورية لقلب الموازين و اسقاط الرئيس السوري و لم يبقى امامها سوى " الايحاء " بالتهديد بضربة عسكرية لتوحي عكس ذلك عبر تقارير اعلامية حاولت و بخجل اعتبارها "نافذة" الاشارة الى ان البنتاغون يعمل بضغط من النواب الديمقراطيين والجمهوريين على تحديث خطط عسكرية تتضمن تدخلا مباشرا في سوريا، تتنوع أشكاله بين توفير المساعدات الإنسانية وتوجيه الضربات العسكرية المباشرة علما ان البنتاغون كان قد وضع بتصرف الرئيس اوباما منذ طرح فرضية التدخل العسكري في سوريا اي منذ بداية الازمة و بصورة طبيعية خططا عسكرية بحال عزم على الموافقة تكون جاهزة و تتغير كل ستة اشهر و يتم تحديثها حسب المتغيرات لذلك فان هذا التحديث لن يرتب عليه اي جديد على خط الازمة سوى ضجة اعلامية لبعض الوقت .

وجدت الولايات المتحدة نفسها امام تهديداً كبيراً لم يكن بالحسبان من دولة تعتبرها مارقة رتب عليها تداعيات سلبية على معنويات الاميريكيين فاصيبت بالقلق من ان تكون هذه التهديدات الكورية الشمالية فعلا جدية فتوجهت فورا الى الصين الاخ الاكبر و الحاضن الاساس لكوريا الشمالية علها تنجح في ثني كوريا الشمالية عن تنفيذ تهديداتها و القيام بتجربة اطلاق صاروخ او عدة صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى و ذلك عبر وزير الخارجية الاميريكية جون كيري الذي وصل الى الصين لهذا الغرض .
فرض التهديد الكوري الشمالي الصين على خريطة السياسة الدولية بقوة بعد ما بدأته بمواقفها و استخدام الفيتو ضد العمل العسكري في سوريا ما اشار دون حاجة للتوضيح ان للصين مصالح مهمة مع سوريا دفعتها للخروج عن صمتها و استخدام الفيتو لاول مرة بمجلس الامن بطريقة لافتة ..هذه المصالح هي نفسها التي ستقوم الصين بالدعوة للمحافظة عليها لدى التفاوض مع كيري حول ثني كوريا الشمالية فتكون سوريا مقابل كوريا الشمالية !

روسيا كانت قد سبقت الصين بانتزاع التغيير في مواقف الدول الاوروبية الكبرى ابرزها فرنسا حيث عبر هولاند بصراحة عن عدم استعداده لتسليح المعارضة السورية و ذلك بعد اسابيع قليلة من لقائه و فلاديمير بوتين حيث تمحور اللقاء حول مالي فطلبت فرنسا حينها من روسيا مساندتها في مجلس الامن بالموافقة على التدخل الفرنسي العسكري في مالي في حربها ضد المتمردين لان معركة فرنسا طويلة و لا غنى عن صوت روسيا في مجلس الامن فكان لفرنسا ما طلبت و كانت : مالي مقابل سوريا .
اما اليوم و الاهم بالمشهد فمستشار الامن القومي الاميريكي توم ديلينون في موسكو للمقايضة على الدرع الصاروخية و عرض صفقة شاملة على الروس حملها نفسها كيري الى الصين محورها "خذوا الحلول في الدرع الصاروخية و سوريا و ايران و منطقة اسيا تصبح في عهدة روسية صينية و اعطونا الحل مع كوريا ,اضمنوا امننا و مصالحنا نضمن امنكم من اوروبا و المحيطات "

جون كيري يجول حول العالم و ارضية التفاوض حول القضايا الكبرى اصبحت واضحة المعالم و المصالح و الاولويات و التحالفات لن تستطيع الولايات المتحدة المكابرة فالخناق اصبح اضيق من اي وقت مضى و قد تنزلق الامور الى ما لا تحمد عقباه فبعدما كان الشرق الوسط يغلي اصبح العالم كله يغلي على نار التهديدات النووية المستجدة و ان كان تنفيذ كوريا الشمالية لتهديداتها ما زال مستبعدا لكن قلق الولايات المتحدة الواضح بكلام كيري في سيول عن انه "لا يوجد دولة في العالم باسره لديها علاقة وثيقة بهذا الشكل ولا تاثير بهذا الحجم على جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، اكثر من الصين " يعتبر دعوة رسمية و الحاح في طلب الولايات المتحدة التدخل الفعال و المساعدة الصينية في هذا الامر و الذي لن يكون دون مقابل .
استعجلت الولايات المتحدة و "من يعلم قد يستعجل حلفاءها معها .. تصرخ بالتهديد وهي تتسول امنها من الروس والصينيين .

» الولايات المتحدة تتحرك ضد الارهاب العابر من سوريا
» CNN: الولايات المتحدة تحدّث خططها لتدخل عسكري في سوريا
» اللواء جعفري: الولايات المتحدة ستندم ان شنت هجمات على سوريا
» الولايات المتحدة تكافئ حجاب على فرارة من سوريا وترفع عنه العقوبات
» هل أعلنت الولايات المتحدة الحرب على سوريا ؟ وماذا سيكون رد الأسد ؟