الصراع السوري بين عرسال وآل جعفر .. الأمن مفقود وخطر الاشتباكات

الصراع السوري بين عرسال وآل جعفر .. الأمن مفقود وخطر الاشتباكات
الجمعة , 12 نيسان 2013 - 01:30 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
مساء أمس، وانطلاقاً من بعد الظهر وبعد محادثات استمرت يومين لتهدئة الاوضاع بدأت عمليات خطف بين اهالي عرسال واهالي عشيرة آل جعفر وللأزمة طابعين، عرسال تؤيد المعارضة السورية المسلحة، آل جعفر يؤيدون نظام الرئيس بشار الاسد. أما الطابع الثاني فهو أن عرسال مدينة سنية وأن آل جعفر هم من الطائفة الشيعية ولذلك فخطر الازمة هو ان الامن مفقود وأن الصراع له طابع عشائري ذات حدة قوية اضافة الى اشتباك شيعي سني واشتباك مؤيد للنظام السوري ومعارض له.

وبدأت المعلومات ترد عن بداية الخطف، وتم خطف ثلاثة من آل جعفر في عرسال، ورد آل جعفر بخطف أشخاص من عرسال، والتفاصيل كثيرة حول هذا الامر والاشاعات كثيرة لكن الاكيد ان اهالي عرسال انتشروا بأسلحتهم على تلال البلدة وعلى طريقها. كذلك انتشر آل جعفر بأسلحتهم ابتداء من بلدة اللبوة وصولا الى التلال التي تطل على عرسال واصبح عدد المخطوفين عشرة ولكن لا احد يستطيع ان يؤكد الارقام لأن حواجز طيارة تمت اقامتها على الطريق من آل جعفر كذلك اهالي عرسال قاموا باعتقال اشخاص في بلدة عرسال من آل جعفر اضافة الى احتجازهم سيارة على طريق فرعية باتجاه عرسال.

ويزداد التوتر في المنطقة بعد قيام طوافتين من نوع غازال بضرب صواريخ للجيش السوري الحر والمعارضة في تلال عرسال. فيما اصبحت المعارضة السورية موصولة مباشرة الى عرسال والطريق بين عرسال ومركز الجيش السوري الحر وجبهة النصرة لأهل السنة مفتوحة ويذهب اليها عناصر من عرسال الى داخل الاراضي السورية وبما ان الجيش السوري لا يستطيع الوصول الى الاحراج والتلال نتيجة وعورة المنطقة فهو يستعمل الطوافات، والجو متوتر سنيا شيعيا بين عرسال من اهل السنة وآل جعفر من اهل الشيعة.

ويبدو ان بعد الخطف الحاصل قد تبدأ الاشتباكات بين عرسال وآل جعفر في التلال والجبال المحيطة لعرسال واللبوة وصولا الى جرود الهرمل.

ويبذل جهده حزب الله كي يطفئ نار الفتنة في البقاع ويقوم بمساعدة الجيش اللبناني من اجل حل هذه المشكلة. وتم عقد اجتماع امني ظهرا حضره رئيس فرع المخابرات العسكرية في البقاع مع ضباط في الدرك والجيش وممثلين عن العشائر لحل المسألة. وكانت الاجواء ظهرا جيدة الا انه لاحقا توترت الاجواء ووصل خبر الى عرسال بأن اشخاص من عرسال تم خطفهم من قبل آل جعفر فقام شبان من عرسال بخطف تجار من آل جعفر كانوا موجودين في عرسال ونتيجة الاشاعات المتبادلة بين الاثنين اصبح الخطف يشمل خارج عائلات جعفر وغير الخاطفين من عرسال. والوضع صعب في المنطقة والجيش اللبناني لديه فوج لضبط امن الحدود لكنه موجود في منطقة القاع ولا يستطيع الوصول الى جرود عرسال وجرود اللبوة والهرمل لأن المنطقة شاسعة ومنطقة صخرية وكلها وعرة ولا يوجد طرق توصل الآليات الى المرتفعات.

الوضع في البقاع الشرقي الشمالي متوتر جداً، ويبدو ان اهالي عرسال الذين طريقهم تمر في اللبوة بدأوا باستعمال طريق تصل مجدل عنجر في عرسال عبر خط قرى سنية لا تمر في اللبوة لأنها تأتي من السلسلة الشرقية لجبال لبنان.

ودعا شبان في بر الياس الى اقامة حواجز وخطف على الهوية كل شيعي يمر في المنطقة رداً على اقامة آل جعفر حواجز على طريق عرسال وخطف كل شخص يريد العودة الى بلدته. ولكن اهالي عرسال الذين هم خارج البلدة بقوا خارج البلدة ولم يسلكوا طريق اللبوة لأنهم سيتعرضون للخطف، كذلك تجنب آل جعفر المرور على طريق مجدل عنجر – عرسال كي لا يحصل خطف منهم.

ويبدو ان شبان آل جعفر وشباب عرسال حملوا السلاح وانتشروا والخوف من ان تحصل اشتباكات.

خطورة الازمة هي ان عرسال لها خط جبهة مع سوريا هي 75 كلم ويسيطر اهالي عرسال على هذه المساحة، فيما يسيطر آل جعفر وعشائر الشيعة على المنطقة الممتدة من جرود اللبوة الى منطقة الجعافرة في عكار قرب اكروم والخط يصل الى 110 كلم، وبانفتاح الجبهة من جهة عرسال ومجيء عناصر من جماعة النصرة لأهل السنة الى عرسال ووجود حسين جعفر مخطوفاً لدى المعارضة السورية المسلحة هو اول تداخل عسكري مسلح ينطلق من الاراضي السورية باتجاه الاراضي اللبنانية.

ومع هذا التداخل، فإن وحدات من اهل النصرة لأهل السنة ستشارك مع اهالي عرسال في القتال فيما العشائر الشيعية ستشارك الى جانب آل جعفر اذا توسعت الازمة وانتقلت من الخطف الى الاشتباكات.

ويبدو أن الجيش السوري الحر وجماعة النصرة لأهل السنة وضعوا مدافع هاون ويقصفون منها باتجاه ريف دمشق ومناطق اخرى وقد استهدفتهم طوافات سورية لضرب مراكز هذه المدافع. كما ان عرسال باتت خط مرور للمؤن وتهريب السلاح والذخيرة وتسليمها للمعارضة السورية فيما آل جعفر خطفهم الجيش السوري الحر بعدما اعتبر انهم متواجدين في المنطقة وهم اعطوا معلومات للجيش السوري عن وجود المعارضة السورية، حتى كتابة هذه السطور كان عدد المخطوفين عشرة والتوتر يسود البقاع والجيش غير قادر على ضبط الاشتباكات في هذه المناطق.

وتتواصل اتصالات لمحاولة حلحلة الموضوع ويعتبر آل جعفر ان مسألة دفع فدية مقابل اطلاق حسين جعفر هو اذلال لهم، ولا يقبلون بدفع اموال للإفراج عن ابنائهم ليس من اجل المال بل من اجل عزة نفسهم على اساس انهم لا يخضعون لإعطاء حرية لشاب من آل جعفر مقابل دفع اموال، كذلك اهالي عرسال فإنهم لا يقبلون بسيطرة آل جعفر في المنطقة وهو مستعدون للقتال ضدهم.

الخطورة في منطقة عرسال واللبوة وآل جعفر هي ان المسألة ستتوسع وعناصر المعارضة السورية موجودون في عرسال، ومنذ سقوط الشهيد النقيب بيار مشعلاني وعناصر من الجيش ابتعد الجيش عن الدخول الى عرسال لأنه اثناء تطويق المنزل وبدء اطلاق النار بدأ اطلاق النار من الشرفات ومن الشبابيك باتجاه قوى الجيش من كل احياء عرسال. وانسحب الجيش الى الوراء واستعمل رشاشات ثقيلة لإسكات النيران لكن عرسال اشتعلت ليلها بالرصاص لحين انسحاب الجيش كليا منها. ويبدو ان معلومة وصلت الى مخابرات البقاع تتحدث عن مطلوبين وعناصر من المعارضة السورية وبالفعل حصلت المداهمة لكن دون اخذ الحيطة والحذر ووقع الجيش في مكمن وخسر شهداء. ومنذ ذلك الوقت والجيش لا يدخل عرسال.

اما بالنسبة للسلاح فهو متواجد لدى اهالي عرسال ولدى اهالي آل جعفر، وحزب الله يضع كل جهده لضبط اي فتنة في المنطقة وهو دعا العشائر للتهدئة الشيعية كذلك اتصل برئيس بلدية عرسال طالباً منه تهدئة الوضع.

» الأمن العام اللبناني تسلم راهبات معلولا في جرود عرسال
» قوات الأمن المصرية سيطرت تماماً على رابعة وألقت القبض على العريان والبلتاجي .. ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات في مصر إلى 149 شخصا ..وعدد الجرحى إلى 1403-
» الإقليم الكردي فرصة لحسم الصراع السوري لصالح النظام السوري
» تنبيه: اتصالات كاذبة من العصابات و المرتزقة الإجرامية لسكان طرطوس و الريف الساحلي تدعي أنها عناصر أمنية تنتحل أسماء مثل حيدر و جعفر ..بحق الجيش السوري
» مقتل كويتي و آخر مصري خلال الاشتباكات مع الجيش السوري