إجتماع لندن... المعارضة السورية تحصد مزيداً من الوعود

إجتماع لندن... المعارضة السورية تحصد مزيداً من الوعود

يوسف الصايغ – خاص عربي برس

رغم الإرتياح الذي عبّر عنه ممثلو المعارضة السورية لنتائج مباحثاتهم مع وزراء مجموعة الثماني في لندن إلا أن حقيقة الأمور لا يمكن إدراجها في تلك الخانة الإيجابية، لا سيما بعدما مُني الإئتلاف بهزيمة جديدة تمثلت بإغداق المزيد من الوعود الاميركية والبريطانية عليهم قبل أن يتم الإعلان أن كيري لم يعد المعارضة السورية بشيء، بينما كان غسان هيتو ومن معه يطالبون بالسلاح لكن الرد الاميركي بالدرجة الاولى والبريطاني بالدرجة الثانية لم يكن على مستوى آمال المعارضين السوريين.
وكان كيري قد رد على سؤال عن احتمال منح مساعدة عسكرية أميركية للمعارضة بالقول إن "البيت الأبيض هو من يدلي بمثل هذه التصريحات" مؤكدا تفضيله المسار الدبلوماسي، وهذا ما يعني عملياً أن واشنطن ستواصل رفض إمداد المعارضة السورية بالسلاح بدعوى الخشية من أن تصل إلى أيدي من تصفهم بالمتطرفين، بينما تكتفي بتقديم مساعدات "غير قتالية" كبيرة.
يأتي ذلك في وقت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، انه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري، في لندن، على العمل لحمل المعارضة السورية من أجل تشكيل وفد لإجراء مفاوضات مع الوفد الحكومي السوري.
وفي سياق متصل أعلنت واشنطن أن مجموعة «أصدقاء سوريا» ستعقد اجتماعا في اسطنبول في 20 نيسان الحالي، وذلك بعد اجتماع بين كيري وقادة في «الائتلاف الوطني السوري» في لندن، طالبوا مجدداً بتسليح المعارضة، وهو ما يبدو ان واشنطن لم تظهر حماسة له.
وقال لافروف بعد لقائه كيري على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني في لندن، إن «وزير الخارجية الأميركي أكد أنه سيسعى عند الاتصال مع المعارضة السورية إلى نفس ما نسعى نحن إليه خلال الاتصالات مع المعارضة، وبالتحديد، تشكيل وفد لإجراء مفاوضات مع الوفد الحكومي» السوري، معتبراً أن "استمرار الوضع الحالي، حين تعتمد الأطراف على الحرب حتى النصر غير مقبول".
في المحصلة فإن النتيجة العملية التي يمكن الحديث عنها في تقييم نتائج إجتماع لندن تكشف أن وفد الإئتلاف السوري المعارض لم يحصد إلا مزيداً من الوعود، في وقت بات الموقف الأميركي واضح لجهة رفض تسليح المعارضة السورية متذرعا بالاسباب القديمة نفسها أي إمكانية وقوع تلك الأسلحة بيد المجموعات المتشددة، وفي مقدمها جبهة النصرة التي خرج زعيمها ليعلن المبايعة لأيمن الظواهري وهو ما يمكن إعتباره حجة أميركية وأوروبية إضافية للسير بعدم تسليح المعارضة السورية، من جهة ثانية يبدو أن واشنطن باتت مقتنعة بوجهة نظر موسكو في السير بالخيار التفاوضي بين المعارضة والحكومة السورية، ولعل كلام الوزير لافروف يأتي كدليل عملي على إمكانية التوجه في هذا الخيار بعيداً عن باقي الخيارات الأخرى التي تفضلها المعارضة السورية.

» هيغ: تسليح المعارضة السورية سيطرح في إجتماع اسطنبول
» هل يعكس فشل إجتماع إسطنبول الموقف الدولي من المعارضة السورية؟
» كيري يلتقي المعارضة السورية في لندن
» الكشف عن فحوى إجتماع سري عقد لبحث صيغة «مصالحة وطنية شاملة بين المعارضة والنظام السوري»
» هيغ يبحث الأزمة السورية مع الإبراهيمي في لندن