الصين لاميريكا : كش ملك

الصين لاميريكا : كش ملك
روزانا رمال
منذ سلسلة العقوبات التي اقرتها الامم المتحدة على كوريا الشمالية في 12 شباط الفائت و كوريا الشمالية مستمرة في تعزيز قدرتها النووية الى ان وصل الحد بها التهديد بضرب الولايات المتحدة الاميريكية فقد حان الوقت الان كي يتخلص العالم من هيمنة الولايات المتحدة و غطرستها حسب تعبير رئيسها الشاب .
توالت ردود الفعل الدولية المستنكرة و المنددة بهذا التهديد لكن ما كان لافتا بين هذه المواقف ما صرحت به الصين اي الاخ الاكبر لكوريا الشمالية و جاء على لسان رئيسها عندما قال إنه "من المفترض ألا يسمح لأحد بإلقاء المنطقة، أو العالم أجمع ، في بحر من الفوضى من أجل تحقيق مكاسب شخصية

قد يبدو هذا الموقف للبعض محيرا كما عبرت جريدة التايم الاميريكية لكنها من جهة اخرى تجزم ان الصين لن تترك جارتها الصغرى كوريا الشمالية رغم النبرة الغاضبة و الانتقادات .
اذا ما هو الموقف الحقيقي للصين من هذه الازمة خصوصا و انها عبرت عن رفضها لتهديدات كوريا الشمالية من على منبر قمة مجموعة الثماني ؟
لا يمكن انكار العلاقة الوطيدة التاريخية القائمة بين الصين و كوريا الشمالية فالصين تشكل حاضنة كوريا الشمالية وسندها وتنظر اليها كحديقتها الخلفية
و تعتبر الصين الداعم الرئيسي للاقتصاد كوريا الشمالية و المساهم الاكبر بنموه و بتعزيز قدراتها العسكرية لذلك فان ما اشار له الرئيس الصيني بانتقاده لتهديدات كوريا الشمالية ليس سوى تذكير للعالم انه يستطيع ان ينتقد" لكن "اذا اردتم تغيير الواقع تعالوا لنتفاوض فالصين الوحيدة من لها كلمة مؤثرة على كوريا الشمالية لذلك حتى لو انتفدت فهي لن تضرب بعرض الحائط كل ما يجمعها مع كوريا بسبب هذه التهديدات بل تؤكد الصين للعالم بهذا انها : تنتقد و تغضب لكن وحدها .. تمتلك مفاتيح التائير الكبرى على الشقيقة الصغرى كوريا الشمالية .
اذا اعلنت الصين رسميا الهجوم و دخولها من الباب العريض السياسات و القرارات التي ستحدد مصير العالم فبعد ان كانت الصين دولة قررت الابتعاد عن التوترات الدولية و الاقليمية و تفرغها للاقتصاد , ها هي اليوم طرف رئيسي في تحديد مصير كبرى ازمات العالم مستخدمة و بشكل مفاجئ الفيتو بما خص الازمة السورية نظرا لاهمية الحرب على سوريا و تاثيرها على امنها الوطني بوجه التطرف ومصالحا الاستراتيجية بالوصول الى البحر المتوسط بعد ما كان العالم قد ظن ان روسيا هي الاصل و الكل و الصين هي مجرد تابع للراي الروسي وصولا الى مواقفها من الازمة بين كوريا و الولايات المتحدة و التي ان دلت على شيء واحد فهي تدل ان الصين تقول للمعسكر الغربي " انا هنا ..انا ضد التهديدات الكورية الشمالية ...لكن تعالوا فاوضوني فانا اصبحت الرقم الصعب "

الصين عرفت تماما متى و اين و كيف تتدخل و ترسل الرسائل و الاشارات التي تعرف الدول الكبرى تماما معانيها و توقيتها و قررت الهجوم بذكاء سياسي كبير و استغلت اللحظة التاريخية لتذكر الولايات المتحدة ان كوريا الشمالية ستضرب هاواي بالتقنية الننووية الكورية الشمالية فلعبت حافة الهاوية بالتصعيد الكوري وقالت لواشنطن صواريخ كورية جاهزة و المال صيني يمول" ديونك" .

يبدو ان الرئيس الصيني الجديد واضح في توجهاته و سيطبق استراتيجيته التي يراها الانسب لتعزيز صورة الصين في العالم .
رجل الصين القوي المنتخب "تشي جين بينغ" وعد ببناء الدولة القوية و بداْ سريعا بايفائه لوعوده و بينما العالم ينتظر قمة اوباما و بوتين بحزيران القادم للبت بالعديد من الازمات الدولية اصبح من المستحيل ان لا تكون الصين و مواقفها و رأيها الحاضر الغائب على هذه القمة ..
الصين تعلن صراحة استراتيجيتها لاميركا : كش ملك

» خارجية الصين: تصريحات كلينتون حول عرقلة الصين حل أزمة سوريا غير مقبولة
» هل يجب ان يذهب أوباما إلى إيران كما ذهب نيكسون إلى الصين؟
» بان كي مون يطلب من الصين التأثير على كوريا الشمالية
» 72 قتيلا و 600 جريح في زلزال ضرب جنوب غرب الصين
» الصين: منفتحون على أي تسوية يقبلها السوريون