أبرز الثغرات في الفيديو المفبرك من إعلام المعارضة السورية لمقتل البوطي

أبرز الثغرات في الفيديو المفبرك من إعلام المعارضة السورية لمقتل البوطي

عربي برس

يكفي أن تشاهد الفيديو الذي روجّه إعلام المعارضة السورية حول ما قال إنه يظهر تورط النظام بقتل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي حتى تظهر هوية الفيديو المزوّر من الثواني الأولى، وبتدقيق بسيط بين الشريطين الأصلي في جامع الإيمان بعد التفجير بقليل، والثاني المثير للجدل، يمكن ملاحظة أن الرجل يتحدث في مكان مختلف عن المكان الذي قتل فيه.
وفي التفاصيل فإن المحراب الديني المكون من طاولة عليها لاقط صوت، وكرسي واسع يتوسطه آخر أحمر مخصص لظهر الشيخ المسن، خلفه فجوة رخامية داخلها كرسي بني اللون، على مستوى أعلى من ارتفاع رأسه بقليل.
أما الفيديو الذي تبناه معارضون، والذي يفترض فيه توافر الحد الأدنى من «الحس الفني» لديهم، فيظهر الرجل أثناء أحد دروسه الدينية يجلس في محراب مشابه، ولكن مع اختلاف أساسي وهو أن خلفيته واجهة رخامية بيضاء اللون. تحدث فرقعة، يرغب المعارضون المقتنعون أو المروجون لقناعة صحته بأنه لقنبلة صوتية، وغرضه «التمويه»، ويظهر في كادر الصورة لجزء من الثانية خيال رجل أسود (ناتجة من تقنية تصوير غير محترفة، باستخدام زجاج عاكس بهدف إقلال حدة الصورة وتشويهها، أو ناتج من التصوير عن شاشة تلفاز)، يتلاشى سريعا أمام الصورة غير الواضحة، ثم تظهر حركة رجل يقترب من البوطي الذي «تفادى الصدمة الأولى» وفق الفيلم، فيحجبه عن أنظار الكاميرا (وهي ثابتة لا توحي بأية حركة، كما لو أنها كاميرا بث حي، كما أن الجو العام بعد الانفجار جو صامت هادئ كأنما من صالون منزل بعد الثانية ليلا) فيظهر الشيخ المفترض وهو ينزف من رقبته، ويترنح خلف الكرسي ومن ثم يأتي رجال ضمن فوضى مفترضة، لمحاولة حمله أو إسعافه.
الفيديو يعرضه صحافيون وكتاب ونشطاء على أنه «برهان كامل على قيام النظام السوري بقتل البوطي». حتى رواية مقتل وجرح العشرات في الهجوم يقول أحدهم إن «النظام قتلهم» ليثبت الجريمة. لا يقف عاقل (هل بقي عقلاء في سوريا؟)، عند أية محاكمة منطقية لقصة «استخدام قنبلة صوتية في جامع يؤمّه مئات من الطلاب، ومن ثم قتل الرجل يدويا؟».
اللافت أنه رغم الجدل، والتقنية السيئة للشريط، تقوم قناة فضائية بمستوى «بي بي سي» ببثه (رغم تعذر التأكد من مصدره وصحته وفق المقدم). لا بل تبثه «روسيا اليوم» التي تجسد سياسة موسكو في النزاع السوري، باعتباره «شريطا يظهر لحظة مقتل البوطي» وإن أشارت إلى أنه «يثير جدلا».
حرب الفيديوهات المفبركة تجعل من الضروري لقنوات الإعلام أن تضع مصداقيتها الحرفية موضع مراجعة دائمة، خصوصا حين لا تحتاج المسألة سوى لإعادة شريط مدته 30 ثانية مرتين.
أيضا يثبت الفيديو المفبرك أمرين، الأول أن ثمة من هو قادر وممتهن لقصص الفيديو المفبركة، كأسلوب دعائي ولو مجافياً للحقيقة كرديف للحرب الدموية المستعرة، والثاني أن ثمة من هو مستعد لتصديقه، من دون أي تدقيق أو إنتقاد.
في النهاية يبقى للمشاهد أن تكشف الحقيقة من الفبركة:

رابط الفيديو الأساسي بعد تفجير جامع الإيمان:
https://www.youtube.com/watch?v=Zi5kH2SCmAU

الرابط المروج من قبل المعارضة:
https://www.youtube.com/watch?v=A9Ael8lUs-E

» أبرز الثغرات في الفيديو المفبرك من إعلام المعارضة السورية لمقتل البوطي
» فيديو ..الفضائية السورية توضح حقيقة الفيديو المفبرك عن اسشتهاد العلامة البوطي
» إعلام المعارضة يتغنى ببطولات ضابط في الإستخبارات الجوية السورية
» غاتيلوف: وسائل إعلام مغرضة تحاول تعويض خسائر المعارضة السورية
» المعارضة السورية تبث شريطاً مصوراً يظهر أسرى حزب الله لديها (شاهد الفيديو)