خبراء يكشفون اسرار الخلاف بين "نصرة" سورية و تنظيم "قاعدة "العراق

خبراء يكشفون اسرار الخلاف بين "نصرة" سورية و تنظيم "قاعدة "العراق

خاص عربي برس- اعداد مكتب التحرير

أعلنت دولة العراق الإسلامية على لسان زعيمها أبو بكر البغدادي أن "جبهة النصرة" الإسلامية المتشددة في سوريا جزء منها وأنهما إندمجا تحت لواء "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، واليوم صدر بيان بإسم الجولاني يعلن مبايعة النصرة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بينما رفض في الوقت نفسه اعلان دولة العراق الاسلامية تبنيها والاندماج تحت راية واحدة مع الفرع العراقي للتنظيم، وذلك بحسب تسجيل صوتي بث اليوم الاربعاء على مواقع الكترونية.
وقال زعيم الجبهة ابو محمد الجولاني: "هذه بيعة من ابناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ ايمن الظواهري فإننا نبايعه على السمع والطاعة"، واضاف معقبا على اعلان دولة العراق الاسلامية الصادر الاثنين "نحيط الناس علما ان قيادات الجبهة ومجلس شورتها لم يكونوا على علم بهذا الاعلان".
مع العلم أن عربي برس كان قد كشف عن أنباء تؤكد مقتل أبو محمد الجولاني، كما كشف أيضاً أن السلطات العراقية أعلنت قبل أكثر من سنة عن إعتقال البغدادي، وهذا ما يطرح السؤال عن كيفية تفسير هذا الامر؟
في هذا الشأن يقول الخبير في شؤون تنظيم القاعدة الزميل خضر عواركة أن الصفات الأمنية لتنظيم القاعدة وللمجموعات التي تقاتل تحت رايتها تبقى طي الكتمان ولا يعلن عنها بشكل حقيقي.
كما يشير الى أن هناك أطراف تقاتل تحت راية القاعدة وهي مرتبطة بجهات لا تسيطر عليا القاعدة الاصلية في افغانستان (الظواهري ) بينما هناك جهات هي حقا تابعة لتنظيم القاعدة ولكنها تشارك في تنظيم محلي واحد مع منتحلي صفة كما هو الحال في العراق وفي سورية ، وسبب ذلك ان القاعدة ليست تنظيما موحدا لذا حين ينشئ تنظيم ناجح يزعم انتمائه لها ترسل كوادرها المرتبطين بالظواهري للسيطرة علي بعد دراسة حجم الاخلص لفكرها في صفوف قياداته والا فهي تصفيهم او تحاول ذلك او تاخذ البيعة منهم وتحارب الاختراقات الامنية المعادية لها في صفوفهم .

الزميل خضر عواركة وهو صاحب سلسلة افلام عن تنظيم القاعدة ويتابع منذ سنتين جبهة النصرة ميدانيا في سورية وينتقل من مدينة الى اخرى لتوثيق الاحداث بالكاميرا تابع قائلا :

جهة ة كـ (دولة العراق الإسلامية)، لا يعتبرها الظواهري خالصة في ولائها له وهو يملك سيطرة على مفاصل من نشاطاتها في العراق ولكن حجم الاختراقات المعادية داخلها كبير جدا وهنا قياديون اساسيون ينفذون استراتيجيات لا علاقة للقاعدة بها ومن يقومون بذلك يخدمون ارباب عملهم في اميركا والسعودية والاردن . هذا لا يعني ان القاعدة بريئة من دم الابرياء ولكنها لا تعمل الا لصالح اجندة خاصة بها بينما منتحلي صفتها يجندون الالاف للموت في سبيل الاهداف الاميركية والاسرائيلية دون ان يعرفوا ذلك لانهم يظنون انهم مرتبطون بالتنظيم النقي التابع للظواهري . ويلفت الزميل عواركة الى أنعدد لا بأس به من رجالات تنظيم دولة العراق الإسلامية هم ضباط أو عملاء لأجهزة إستخباراتية غربية ةواميركية ، كما أن هناك من ينتحل الصفة ولا تربطهم بالقاعدة أي صلة.
كذلك يلفت الى أن الدمج بين جبهة النصرة ودولة العراق ليس الا تنافس على النفوذ لان الذراع السوري للنصرة نشأ اصلا في احضان العراقيين منذ العام 2011، كاشفاً عن الصراع الذي تم بين الجولاني الذي يعد المسؤول التنظيمي لجبهة النصرة في سوريا، وميسرة الجبوري وهو الرأس المعين التنظيمي لدولة العراق الإسلامية ويلفت الى أن كليهما مرتبط بجهاز إستخباري مختلف عن الآخر، فالجولاني على علاقة مع تنظيم القاعدة بشخص ممثله أيمن الظواهري وتربطه بالوقت عينه تبادل للمصالح وصلات ب لتنظيمه مع لإستخبارت الأردنية ومع المخابرات التركية ، ويحرص الطرفان على الاستفادة من التنظيم لضرب قوى النظام حصرا ولكنهم يقدمون له كل الدعم الممكن مقابل ان لا يوسع عملياته لخارج سورية ، بالمقابل فإن الجبوري الذي يتولى تمثيل قيادة تنظيم دولة العراق يرتبط بأجهزة الإستخبارات الأميركية والسعودية.
غدادي من جهة ثانية أكد عواركة صحة المعلومات عن مقتل الجولاني في سوريا، واضاف : لا تتوقفوا عند الاسماء ، فقد مرّ على العراق ستة امراء لتنظيم القاعدة كلهم ابو بكر البغدادي وبعد مقتل الزرقاوي يخفي الارهابيون اسمائهم الحقيقة والحركية ولا يعلنون مقتل او اعتقال زعمائهم. الحديث عن إعتقال الحكومة العراقية لزعيم دولة العراق الإسلامية ايضا صحيح . (بحسب عواركة ) ولكن خليفته حمل الاسم نفسه . حتى لا تتأثر معنويات الارهابيين العاملين بامرته .

وعن سبب إستخدام هذه الأسماء مجدداً في البيانات التي تصدر عن جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية، قال الزميل الاعلامي " هو أمر يوضح أن الأسماء لا قيمة لها ، اصبح اسم زعيم التنظيم مثل صفة ملازمة لمن يتولى المنصب أي أن التنظيمين الإرهابيين في سورية والعراق يطلقان على كل من يتولى الإمارة على رأس التنظيم اسم البغدادي في العراق والجولاني في سورية. ويصبح معروفاً بهذا الإسم، والأهمية هنا للشخصية التي تتمكن من السيطرة على المجموعات المسلحة، وعلى التمويل ويشير عواركة الى أن الإسم الحقيقي لأبو محمد الجولاني الاول الذي قتل هو (محمود المحمد) كما أنه يحمل جواز سفر مزور بإسم آخر وهو معروف من قبل أجهزة الإستخبارات الغربية بإسمه الثاني، وقد قتل وتم تأكيد نبأ مقتله من خلال مصادر جبهة النصرة التي أكدت أن خليفته تولى نفس الإسم الحربي أي أبو محمد الجولاني، والمعروف عن القائد الجديد في صفوف القادة الكبار في تنظيم النصرة حصرا أنه سوري الأصل وهو من منطقة عندان.
كما يلفت عواركة الى أن تنظيم القاعدة في الأصل ليس موحداً في اصله لتكون الفروع على غير صورته ، فهم جميعا اشبه بالفيدراليات التي لا يجمعها سوى الهدف ان اخلصت للقيادة والغالبية العظمى من خلايا التنظيم في سورية ليست تحت سيطرة الظواهري ولا تحت سيطرة البغدادي . و(الجولاني الثاني ) لا يسيطر على كل عمليات كتائب جبهة النصرة إسوة بما يحصل داخل كتائب الجيش الحر، حيث أن كل كتيبة تأتمر بما يصدر اليها من قائد مجموعتها وهذا ما يفسر الصراعات المسلحة التي تقع بين كتائب النصرة من جهة والجيش الحر من جهة ثانية، وهذا ما يفسر أيضا الخلافات الداخلية داخل كتائب النصرة والجيش الحر فيما بينها، وخير دليل على ذلك ما شهدناه مؤخراً من صراع بين كتيبة الفاروق التابعة للجيش الحر والهيئة الشرعية في جبهة النصرة، والتي أدت الى سقوط قادة من الطرفين، بحسب ما بات يعرفه أهالي المنطقة هناك عن خفايا الصراع المسلح بين الجهتين.
أما في ما يتعلق بالبيانين الصادرين الأمس واليوم فهي تعد أحد أوجه الصراع بهدف حصر الأموال والمساعدات التي ستتدفق والتي تقول جبهة النصرة بأنها ستتدفق عليها بعد إنفضاح حجم الخسائر والهزائم التي مُني بها المسلحون في الغوطة الشرقية قبل أربعة أيام، وهذا ما دفع بالسعوديين والقطريين وبضوء أخضر أميركي الى فتح خزائن المال ومخازن الأسلحة والى إعلان الإستنفار العام في محاولة لإنقاذ المجموعات المسلحة التي كانت تسعى لحصار دمشق، لكن الجيش السوري نجح في الإلتفاف عليها وإحكام الطوق وتصفية عناصرها دون ضجيج.
ويختم بالدعوة الى عدم تصديق التسميات التي يتم إستخدامها من قبل "جبهة النصرة" و"دولة العراق الإسلامية" وهي بهدف التمويه فقط وهي أسلوب أمني لتضليل أجهزة الإستخبارات العالمية التي تقوم بملاحقة تلك الزعامات الإرهابية على الأراضي السورية.
ويشير الى الدعم الأميركي اللامحدود للإرهاب العالمي الذي يقوم بالعمليات العسكرية في سوريا، بالمقابل فإن الإستخبارات السورية تتلقى دعم حلفائها الروس والإيرانيين والعراقيين وآخرين ليس مناسباً ذكرهم الآن، وبالتالي ما ورد في بيانات التنظيمين المذكورين ليس صادقاً وبالتالي فإن إعتبارهم جسماً واحداً غير دقيق فهم شتان.
من جهته إعتبر المنسق السياسي والإعلامي في "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد في "أن توقيت إعلان جبهة النصرة مبايعتها للشيخ أيمن الظواهري مستهجن ومستغرب، وهذا الموضوع سيتم البحث فيه بين قيادات الجيش السوري الحر".
المقداد أشار "إلى ان جبهة النصرة تحمل السلاح بوجه النظام، لكننا لا ننسق مع قادتها على المستوى السياسي، وإعلانهم شكل مفاجأة لنا، وأنه سيتشاور من اجل ذلك مع قيادات الجيش الحر والأركان".
وعن إمكانية دخول الجيش الحر في مواجهة مع النصرة قال المقداد "طالما ان بندقية النصرة موجهة لإسقاط نظام بشار الاسد فلن يكون هناك مواجهة معها ونتمنى ان تبقى كذلك".

وفي سياق متصل رأى الخبير في الجماعات الإسلامية الشيخ عمر بكري أن "جبهة النصرة إستجابت لخطاب الشيخ أيمن الظواهري (الذي كان قد دعا إلى زيادة حدة القتال ضد النظام من أجل إقامة الخلافة الإسلامية) لأنها تدرك من هم المخلصون في هذه الأمة، والشيخ ايمن الظواهري قائد يهتم بمصالح المسلمين، ويعمل لإقامة الخلافة في المنطقة، ويحارب العدو الروسي والأميركي والصيني".
ولفت بكري "إلى أن هذه البيعة تعني ان القتال في سوريا إتخذ مسارا آخر يتمثل في إقامة دولة إسلامية في المنطقة، وهذه الدولة ستكون مقدمة لإقامة دولة الخلافة التي ستمتد إلى باقي دول العالم".
الخبير في الجماعات الإسلامية أعرب عن إعتقاده "بأن الجيش الحر لن يواجه النصرة وعليه تقبل الواقع لأن جبهة النصرة لها وجودها في الثورة السورية وتمثل قاعدة إسلامية ضخمة فالصراع لم يعد بين نظام ومعارضة بل أصبح بين أمة إسلامية ضد الأنظمة في المنطقة، وبين معسكر الجهاد بمواجهة المشركين، كما أن على الإئتلاف السوري المعارض تقبل الواقع ايضاً"، مضيفاً "المعركة في سوريا طويلة لأن هناك عوامل خارجية، ودول تحارب التيار الجهادي كإيران، وروسيا واميركا وحزب الله، ونحن مقبلون على الدخول في صراع حضارات".

» أنباء عن محاولة التنظيمات المتطرفة في سورية استقطاب خبراء كيميائيين من العراق!
» تنظيم «داعش» يختطف رئيس عشيرة في العراق.. من هو؟
» غارتان اميركيتان جديدتان على تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق
» العراق: عملية واسعة ضد تنظيم داعش في صلاح الدين
» العراق: مقتل العشرات من مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”