"فتوى جنبلاط"... غير قابلة للصرف درزياً

"فتوى جنبلاط"... غير قابلة للصرف درزياً
2013-04-08 08:15:51

لم تمر "الفتوى الجنبلاطية" التي صدرت عن رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط ليحلل من خلالها دماء حوالي نصف مليون من أبناء طائفة الموحدين الدروز في سوريا نتيجة وقوفهم الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد مرور الكرام، لا على المستوى الديني ولا على المستوى الشعبي إن في سوريا أو لبنان حيث رأت مصادر دينية في طائفة الموحدين الدروز لعربي برس أن أبناء الطائفة يرفضون القتل والذبح في سوريا تحت مسمى "ثورة الحرية" ويستنكرون الـتحريض الجنبلاطي ضدهم، مؤكدين وقوفهم في لبنان إسوة بإخوانهم الموحدين في سوريا الى جانب الدولة السورية وجيشها الذي يعتبر صمام أمان لمختلف أطياف النسيج الوطني، وتعتبر أن ما نشهده من عمليات قتل وذبح ونحر ما هو إلا عودة الى زمن الجاهلية وشريعة الغاب، وهذا ما لا يمكن لعاقل أن يتقبله خصوصا وأن طائفة الموحدين الدروز هم أهل العقل والمنطق، فكيف يعيب علينا جنبلاط أن نقف الى جانب الدولة والنظام وأن نرفض منطق القتل والإجرام والعنف المستورد إلينا من الخارج .
كما إعتبرت تلك المصادر أن كلام جنبلاط الجديد يشكل إستكمالاً لما أعلنه سابقاً عن دعمه وتأييده لجبهة النصرة، وتسأل "البيك" هل يوافق على أساليب القتل والذبح التي لحقت بأبناء الطائفة وعن المجازر التي إرتكبها مجرمو "النصرة" بحق شبان ورجال دروز في عدد من المحافظات السورية، رغم أن الضحايا لم يكونوا من العسكريين بل مجرد فلاحين يعملون في حقولهم.
عليه يبدو أن فتوى جنبلاط الجديدة غير قابلة الصرف إسوة بسابقتها التي دعا فيها أبناء طائفة الموحدين الى رفض الأوامر العسكرية وعدم الإنخراط في الجيش السوري، حيث وجّه أسهم إنتقاداته الى عدد من ضباط الجيش من أبناء طائفة الموحدين، وهم الذين حلل قتلهم قبل أن يعممها في مقابلته التلفزيونية الأخيرة لتشمل كل مؤيد للنظام في سوريا.
كلام جنبلاط إنعكس إستياء إضافياً من مواقفه بما يتعلق بالأزمة السورية وموقف الموحدين الدروز ولعل خير من عبّر عن هذا الموقف الواضح هو شيخ عقل الموحدين الدروز الأول في سوريا الشيخ حكمت الهجري الذي أعلنها صراحة إن "الدولة السوريّة والمؤسسات هما الضمان الوحيد لسوريا في مقابل عبث المخرّبين المسلّحين المدعومين من الخارج"، وإن "دعوات القتل مستهجنة ومدانة، لأن القتل ليس من شيم الموحدين ولا تعاليمهم الدينية، نحن جماعة علم وحضارة، ولا يمكننا التعايش مع الفكر الأصولي والتكفيري".
وفي هذا السياق أتت باقي مواقف المرجعيات الروحية لطائفة الموحدين الدروز في سوريا.
وفي سياق متصل ترى مصادر سياسية درزية أن المواقف التي تصدرعن جنبلاط مؤخراً تعيد إنتاج الأجواء الى تلك التي كانت سائدة في فترة ما قبل أحداث السابع من أيار في لبنان، والتي انعكست سلباً على أبناء طائفة الموحدين الدروز وكادت أن تتفاعل الى مزيد من التوتر لو لم يتم العمل على وأد الشرخ الذي كان حاصلاً آنذاك.
وتصنف تلك المصادر كلام جنبلاط في خانة البازار السياسي قبيل الإنتخابات النيابية وهذا ما يدفع بزعيم الإشتراكي لتقديم أوراقع إعتماده الى المحور المناوىء للمقاومة ودمشق علّه يعيد جنبلاط الى الحضن السعودي، خصوصاً وأن أسهم الرضى عنه إرتفعت نوعاً ما بعدما لعب دوراً بإزاحة حكومة ميقاتي التي كان طرفاً أساسيا في ولادتها بعد إنقلابه على سعد الحريري، وتزكيته النائب تمام سلام الذي حاز ضوءا أخضر من البلاط الملكي في الرياض
كما تختم المصادر كلامها بالسؤال: إذا كان بيك المختارة يعرب عن رغبته بالخروج من دوامة الإنعزال وأنه يعارض أي إقصاء للأطراف السياسية في لبنان، فإن مواقفه من سوريا تؤدي الى إحداث شرخ داخل طائفة الموحدين الدروز بالدرجة الأولى قبل أن تنعكس سلبا على العلاقة مع القوى السياسية على الساحة اللبنانية، وفي مقدمها فريق المقاومة .

وتختم المصادر كلامها بالدعوة الى إنتظار مواقف قد تكون أكثر تصعيدية من رئيس الاشتراكي باتجاه دمشق والنظام رغم انها ترى تناقضا في مواقف جنبلاط السورية، فهو الذي كان أبدى تأييده لجبهة النصرة اعتبر أن المستقبل السياسي للعلمانيين فيها، وفي وقت لاحق إنتقد غياب البرنامج السياسي للإئتلاف السوري المعارض، ومؤخراً يبدو أن إعلان الجيش اللبناني عن توقيف شحنة أسلحة في منطقة عين زحلتا الشوفية بجبل لبنان والتي تم التخطيط لها بالتنسيق مع المدعو (ح. ز) الملقب بأبي حيدر تظهر أن جنبلاط بات منخرطاً ولو بشكل غير مباشر في تسليح جبهة النصرة بعد أن أعلن دعمه السياسي لها".

» إن كانت المشكلة غير قابلة للحل فضَخِّمهَا – أيزنهاور...لؤي حسن
» العراق: انتشال 36 جثة من أحواض للصرف الصحي شمالي بابل
» استشهاد 36 شاباً درزياً واصابة 22 في مواجهات مع «النصرة» بجبل الشيخ – اسرائيل تريد الدروز «حرس حدود» للجدار العازل بين الجولان المحتل والقنيطرة
» الأحكام السورية غير قابلة للإستئناف
» سوريا قابلة العالم الجديد