الزحف السوري الكبير

الزحف السوري الكبير

خاص أوقات الشام

سمير الفزاع

خلال الساعات الماضية مرّت المنطقة بجملة من الأحداث ، بعضها داخلي وآخر إقليمي وثالث دولي . بعض منها أخذ شكل سياسي ، وثاني ميداني محدود ، وثالث ميداني سياسي كوني التأثير . ودوما كان هناك كلمة تتردد في كلّ هذه الوقائع والأحداث ، سوريا . عندما زار أوباما المنطقة قبل عدّة أيام عمل جاهداً على ترتيب المسرح السياسي والميداني ، على نحو بدا وكأن هناك عمل مهم في طور الوقوع . حيث أنجز مصالحة تركية - صهيونية ، وهيأ الأجواء لإنطلاق شكل ما من المفاوضات الفلسطينية - الصهيونية ، وحاول رصّ صفوف الحلفاء ، والذهاب إلى مستويات جديدة في الحرب على سوريا ، خصوصاً عبر الإنخراط الأردني اللافت في هذه الحرب .
في وصف سريع لما حدث خلال الساعات الماضية ، دعى الرئيس " بوتين " إلى وقف فوري لتهريب السلاح إلى المجموعات الارهابية ، وجلوس الجميع على طاولة المفاوضات . وفي ذات الوقت يتوجه أسطول المحيط الهادي الضخم إلى المتوسط ، كل هذا يأتي على خلفية المناورات الروسيّة المفاجئة التي أمر بإنطلاقها بوتين شخصيّاً ، في الساعة الرابعة فجراً من طائرته الرئاسية خلال عودته من إجتماع بريكس في جنوب أفريقيا ، والتي شارك بها ألآف الجنود وعشرات الطائرات والقطع البحرية خلال الأسبوع الفائت . وفي الأمس إنتهت الجولة الأولى من مفاوضات " 5 + 1 " لتستأنف مجددا اليوم السبت . ودخل التوتر الكوري الديموقراطي - الأميركي بالأمس منحاً جديداً أكثر خطورة ، بنشر صاروخ ثان متوسط المدى " 4000 كم " على السواحل الشرقية لكوريا الديموقراطة محمول على قاعدة متحركة . كما بدأت في الأمس الإستشارات النيابية لإختيار الرئيس اللبناني الجديد ، والنائب تمام سلام هو الأوفر حضّاً حتى الآن لرئاسة هذه الحكومة . سأحاول الوصول لخلاصات من هذه الوقائع وغيرها .

* الخلاصات :

1 - دخلت الحرب على سوريا منحى جديداً بعد زيارة أوباما للمنطقة ، وبعد قمة البريكس . كلّ واحد من هؤلاء أعد خطته للأيام القادمة . فمثلاً إندمجت الأردن أكثر في هذه الحرب ، وقدم ميقاتي إستقالته لرفع منسوب التوتر والتأزم في لبنان لتحقيق المزيد من الضغوط على سوريا ... . لكن الردود كانت عنيفة بتحركات على حدود مملكة آل سعود وقلبها ، وإنتهاج لغة التحدي من قبل حلفاء سوريا في لبنان ، وتراكم المزيد من القوات الروسية في المتوسط ، والمناورات الروسية "السوفيتية الطابع " ، وتصاعد النيران في شبه الجزيرة التركية ... . فتراجع الأردن وأستمهل بضعة أسابيع للخلاص من " الحمل الإرهابي الزائد لديه " ، وكلّف النائب تمام سلام كرئيس مرتقب لوزراء لبنان ، والذي سارع بإعلان تمسكه بإعلان بعبدا " ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة " ، وترك لأمريكا المعاناة مع كوريا الشمالية ، وترتيب إنسحاب عشرات ألآف الجنود وألآف المعدات من أفغانستان .

2 - تصر إيران على عدم فتح أي قناة تواصل مع أميركا دون الحصول على " تبدلات في السلوك " الأمريكي . ولم تكن هذه التبدلات في السلوك تخص إيران وحدها ، بل تطال الحلفاء والشركاء . إن إيران شريك كامل وحقيقي في نصر سوريا فهي قد وضعت كامل إمكاناتها وقدراتها خدمة لسوريا في معركتها ، ظهر من هذه القدرات والإمكانات القليل جدا جدا ، بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن يقوم الطرف السوري - بلباقته ودماثته المعهودة - بالتعبير عن عدم حاجته لبعض الخدمات والإمكانات التي عرضها الجانب الإيراني ، أو إستمهاله لحين الحاجة إليها .

3 - على المستوى السياسي في سوريا ، يبدو أن القرار أتخذ بتطهير كامل دمشق وريفها ، ودرعا وريفها ، وحمص وريفها ، وكامل الحدود مع لبنان ، وريف اللاذقية وصولاً إلى حلب والريف القريب منها . وقد سخّر لذلك إمكانيات كبرى ومعدات جديدة ، مثل أنواع جديدة من العربات المدرعة ، وقوات ذات كفائة عالية ، وأجهزة رصد ومراقبة حديثة جداً " مثل المناطيد " ، وقوى نارية أكبر ... . نحن في مرحلة كسر المشروع لا محاصرته ، ودحر الإرهاب لا منع تمدده في " 2000 " نقطة إشتباك تقريباً على طول البلاد وعرضها . في المرحلة القادمة ستتراكم فلول الجماعات الإرهابية المسلحة في أحضان أردوغان ، الذي هيّأ لإنقلابه " بمسرحية " مصادرة ألآف البنادق وصناديق الذخيرة والمسدسات في أحد القرى التركية الحدودية مع سوريا .

إلى من يتعجل النهاية للحرب على سوريا بكل محبة أدعوه لتخيل نتائج النصر السوري في هذه الحرب ... . هل يمكن للأعداء التسليم بهذه الهزيمة بسهولة ؟ هل يمكنهم تحمل خسارة كلّ الإمكانات والموارد والشخصيات والمؤسات التي إستهلكت في الحرب على سوريا ببساطة ؟ بل ، هل سيبقى أعداء سوريا بمواقعهم بعد نصر سوريا ؟ إن ما أنجزته سوريا حتى اليوم أكبر من يوصف ، وأعظم من أن يحاط به ، علمنا وعرفنا جزء كبير من هذه الحرب ، ولكن هناك أجزاء أكبر وأعظم ما زالت طي كتمان العقول والقلوب . إن كنّا بذلنا قسم مهم من جهودنا وطاقاتنا في هذه الحرب ، فنحن مدعون اليوم لبذل كامل جهودنا وطاقاتنا إلى جانب جيشنا العربي السوري في هذه الحرب . يجب أن تكون هذه الحرب حرب كلّ مواطن عربي وسوري شريف . إنه موعد الزحف الكبير لكل من يقدر على حمل السلاح لتطهير كامل سوريا من رجس القتلة والإرهابيين ، ولتكن كما قال الشهيد الشيخ البوطي " النفير العام " . نصرة لجيشنا العربي السوري ، ونصرة لسوريا الخير والمجد والنصر .

[/size]

» طبول الزحف المقدس للجيش السوري تُقرع
» من هو القائد الكبير الذي سحقه الجيش السوري بالقلمون؟
» رحيل الفنان السوري الكبير سليم كلاس عن عمر ناهز 77 عاما
» ها قد دقت ساعة الزحف على بغداد - راسبوتين العرب ام هولاكو العرب؟
» استراتيجية معارك الأبواب الثلاثة و الأرض المحروقة للجيش السوري و النصر الكبير