الحرب على سورية الى اين ..وحتى متى ؟(ح2)
2013-04-08 12:48:04
حاص عربي برس - يحظر النقل دون ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
تخلط بعض وسائل الاعلام المؤيدة لسوريا وهي قليلة طبعا بين اعلام التعبئة التقليدي والهجمات السياسية وبين حقيقة الاوضاع . كما ان هذه الوسائل لا تقدم عرضا مستمرا ودقيقا للاحداث الأمنية ,الامر الذي يدفع الكثيرين الى البحث عن الخبر في وسائل اعلام المعارضة وداعميها وما اكثرها وما اغزرها فيسقط في فخ المبالغات والاكاذيب والافتراءات التي تطلق على الفضاء بطريقة غوبلزية اي اكذب اكذب اكذب فلا بد ان يصدقك الجمهور . في هذا الهرج والمرج تنهار معنويات وتحبط اخرى وتضيع الحقيقة عن الجمهور المؤمن بخيارات الدولة السورية والاصلاح والنابذ للارهاب والارهابيين والظلاميين ومموليهم وداعميهم .لا ريب ان الاكثرية الصامتة في سوريا واقطار العرب تدرك ان ما يحدث في سوريا هو ارهاب بكل المقاييس لا يمكن اخفاؤه ولا تمويهه رغم الاموال الطائلة التي تنفق لهذه الغاية .
في ظل هذه الوقائع اين تتجه سوريا اليوم وفي اي اطار نضع الاحداث الميدانية ؟
في قراءة للوضع الميداني يمكن استنتاج ما يلي :
- ما تزال الدولة السورية موجودة وحاضرة وممسكة بمؤسساتها السياسية والعسكرية والامنية والادارية والاقتصادية والثقافية .لا شك ان بعضها تعرض لاضرار,ومنها بالغة, لكنها لم تتوقف عن العمل وما زالت قائمة .
-الجيش العربي السوري لا يزال جاهزا بقيادته وضباطه وافراده رغم انه مني بخسائر في الارواح والمعدات وبعض المواقع .ما يزال نظام القيادة والسيطرة قائما ولم يشهد اي توقف.
-من المعروف ان وكالة المخابرات المركزية تساعد المعارضة المسلحة وتقدم لها معلومات استخبارية واهم هذه المعلومات متابعة تحرك قطعات ووحدات الجيش العربي السوري ,ومن الواضح ان القيادة العسكرية السورية تدرك ذلك .في احيان كثيرة تقوم المعارضة بهجوم مباغت على موقع معين بهدف استدراج الجيش الى ذلك الموقع ومن ثم ينتقل هجوم المعارضة الى موقع اخر اهم وذلك بالاستناد الى المعلومات الاستخبارية التي تتلقاها المعارضة المسلحة .في هذه الحالة تحتوي القيادة العسكرية السورية الهجوم وتتريث بردة الفعل كي لا تدفع قواتها على اتجاه جهد جديد وتترك مهماتها الاصلية فتربح معركة وتخسر حربا.
لتوضيح هذا الكلام هو ما جرى في الرقة حيث تم دخول المدينة بمعونة النازحين اليها ومن دون ان يتسنى للعشائر التدخل .في ذلك الوقت قيل ان فرقتين من الجيش مستعدتان لدخول الرقة .لم تدخل الفرقتان لانهما اذا دخلتا فسوف يسهل على المعارضة المسلحة وداعميها اكمال السيطرة على حلب والتقدم في ادلب وخلق منطقة عازلة.لذلك ينبغي وضع ردود الفعل المتأنية للقيادة العسكرية في اطار عدم التسرع وتغليب الاستراتيجي على التكتي المنفرد.وهذا ما يحدث تقريبا على جميع الجبهات والذي منع المعارضة من الحسم الذي تدعيه في وسائل الاعلام.
- نشرت وسائل اعلام اميركية انباء عن اقتتال داخلي بين فصائل المعارضة وهو ما حدث فعلا في مناسبات عديدة.ان تناقضات المعارضة المسلحة موجودة فهي تفتقرالى قيادة موحدة والى اهداف موحدة وكل منها له اجندة خاصة ومن الطبيعي ان يحصل تضارب ومواجهات بين صفوفها. لا يجوز التعويل على هذه التناقضات ,الا انه في الوقت نفسه لا يجوز التقليل من اهميتها فهي تؤشر الى نقطة ضعف في المعارضة المسلحة.
-من الواضح ان الدول الداعمة للمعارضة تستعجل الحل العسكري لكنها تدرك مدى صعوبة تحقيق ذلك, لذا تصعد ما امكن من وتيرة العمليات المسلحة ولا تأبه للاضرار اللاحقة بالمواطنين وتركز على ارهاق المواطنين بمعيشتهم عن طريق تدمير البنى اللوجستية من سكك الحديد وباصات النقل وانابيب نقل الغاز والنفط ومستودعات المواد الغذائية وصوامع القمح والمطاحن والمخابز وترويع المنتقلين على الطرقات والمضاربة بالعملات الاجنبية بهدف احداث اكبر ضغط نفسي ومعنوي على النظام وعلى المواطنين . تشير هذه الممارسات الى عجز في التقدم على الجبهة العسكرية ادى ذلك الى اضرار كبيرة لكنه لم يسقط النظام وهو لن يسقطه مهما اشتدت الازمة لان التركيبة السورية اثبتت انها تستطيع التكيف مع هذه الشدائد.
-هناك مهل لاستمرار هذا الوضع واذا لم تحصل التسوية ضمن المهل المحددة فان النزاع سوف يتوسع الى خارج سوريا مما يشكل خطرا حقيقيا على كيانات في المنطقة حليفة للولايات المتحدة واهمها اسرائيل مما يسرع اجراء تسوية للنزاع في سوريا .اما عن مدة المهلة فانها تتعلق حتما بمدى صبر حلفاء سوريا ,روسيا وايران ,على استمرار الوضع الراهن وعدم وصوله الى خط احمر يؤثر على امنهما الاستراتيجي.
من هنا يأتي كلام الرئيس الاسد الى تلفزيون اولوصال التركي :" أن أي اضطراب في سورية سينتقل مباشرة إلى الدول المجاورة وبتأثير الدومينو إلى دول بعيدة في الشرق الأوسط ليخلق حالة من عدم الاستقرار."
الوضع لا يدعو الى التشاؤم واليأس لكنه لا يدعو ايضا الى التفاؤل المتسرع .انه الان في مرحلة التفاؤل الحذر . لا مناص من هزيمة الارهاب وانتصار ارادة الشعب على الهجوم غير العادي على سوريا.