سورية بين تشاؤم المنهزمين وتفائل المبالغين ...الى اين (ح1)
2013-04-08 12:52:19
خاص عربي برس - يحظر النقل دون ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة
اسرع الكثيرون بالتفاؤل عندما اطلق وزير الخارجية جون كيري اقتراحه باجراء مفاوضات بين حكومة الرئيس الاسد والمعارضة السورية واعتبروها علامة لبداية انتهاء الاحداث.
في المقابل هاجت المعارضة وعواصم دعمها وثارت واتخذت خطوات سياسية عصبية فرتبت قطر امر تعيين رئيس حكومة للمعارضة انضم الى الى رؤساء هيئات اخرى معارضة لا سيما رئيس المجلس الوطني, ورئيس الائتلاف الوطني, وهلل له الاعلام ثم انطفأ بسرعة وكاد ان يذوي بريقه حتى رتبت قطر ايضا عقد قمة عربية طارئة واتخذت هذه القمة قرارا باعطاء مقعد سوريا للمعارضة السورية ورفع علم الثورة على السفارة السورية في الدوحة. كاد المتابع ان يقول انتهت الازمة لصالح المعارضة من شدة ما بثته وسائل الاعلام عن هذه الخطوات .رافق ذلك حديث عن تطورات ميدانية على الارض لصالح المعارضة جرى تضخيمها والمبالغة في تأثيراتها حتى خيل للكثيرين اننا على قاب قوسين او ادنى من التغيير الذي تتحدث عنه المعارضة ودخول دمشق بعد عدة محاولات فاشلة.
ليس صدفة ان يترافق ذلك مع ادخال عامل جديد في المواجهة العسكرية وهو القصف العشوائي بالهاون على احياء مدينة دمشق فطاول كلية الهندسة ومشفى المجتهد واهداف مدنية اخرى ونتج عنه سقوط اصابات بين قتلى وجرحى.
اين نحن الان من حقيقة ما يجري ؟
من دون ان نحول الامنيات الى تحليلات, نرى بكل بساطة ان الادارة الاميركية تنظرالى منطقة الشرق الاوسط ككل متكامل ولا تنظر الى الازمة السورية ولا الى اللبنانية اوالاردنية وغيرها بشكل منفصل.
صحيح ان الرئيس اوباما والرئيس بوتين اجريا اتصالا هاتفيا حول سوريا وكلفا وزيري خارجيتهما باعداد تسوية للازمة السورية ,وصحيح ايضا ان نائب وزير الخارجية الاميركي بيرنز اجتمع لهذه الغاية مع نظيره بوغدانوف في دبلن-ايرلندا,الا ان ذلك لا يعني ان الهجوم السياسي والميداني لقوى المعارضة وداعميها سيتوقف بل على العكس استمر واشتد وبظهور اميركي واضح على الساحة السورية تمثل بالاعلان عن تدريب وكالة المخابرات المركزية الاميركية ل1200 عنصر من المعارضة السورية.
كما كشفت صحيفة نيويورك تايمزعن 160 رحلة نقل جوي الى انقرة وعمان حملت خلالها طائرات الشحن 3500 طن من الاسلحة والذخائر لادخالها الى سوريا فيما سمي بالصفقة الكرواتية.
ولا ننسى الكلام الذي تسرب من مسؤوول اميركي في صحيفة السفير لم نسمع نفيا له, وهو ان وكالة المخابرات المركزية هي التي قتلت القادة الاربعة في تفجير مبنى الامن القومي، وهي التي قتلت اللواء نبيل زغيب مدير برنامج الصواريخ السورية وعدد من الطيارين السوريين.
هل تضيع الولايات المتحدة الوقت الان, وتتحايل على روسيا في مسألة التسوية ؟
لا يمكن ان يكون ذلك صحيحا لان المفاوضات الاميركية الروسية لم تتضمن وقفا لدعم النظام, ولا لدعم المعارضة, بل اعدادا لمشروع تسوية يعرض على قيادة البلدين للقرار.
ان ما يجري حاليا هو ان الولايات المتحدة وفي اطار تحضيرالافكار حول تسوية الازمة السورية تتابع وبشكل دقيق مسار المفاوضات حول الملف النووي الايراني بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد ,والتي بدأت في 5 نيسان في الما اتي في كازاخستان. لا يمكن فصل ما يجري في سوريا عن العلاقة الاميركية الايرانية وخصوصا الملف النووي الذي يشكل هاجسا للغرب باكمله وخطرا كيانيا على اسرائيل الحليفة الاولى للولايات المتحدة في المنطقة.
تشير الاخبار الواردة الى ان اجواء لقاء كازاخستان لم تكن سلبية وان اشتون اشادت بفريقي المفاوضات وان المفاوضين سيعودون الى حكوماتهم لتقييم المباحثات.
لقد حصل شيء ما في هذه المباحثات لم يتقرر بعد ولم يعرف ما اذا كان يسمح بالغاء العقوبات على ايران او تخفيفها او ابقائها. ولم يتأكد ان تكون المباحثات قد شملت قضايا اقليمية اضافة الى الملف النووي .
بانتظار نتيجة الاجتماعات الدولية بشأن ايران, لم تبق الدول الداعمة للمعارضة السورية في وضع الانتظار لان لا مكان للانتظار في السياسة.انها تحشد وتعبىء بكل امكاناتها من اجل تحقيق تقدم على الارض يحسن شروط المعارضة في المفاوضات الموعودة .وما رفض المعارضة للتفاوض مع النظام – باستثناء العرض اليتيم لمعاذ الخطيب الذي سحب سريعا – الا جزءا من الحرب السياسية الاعلامية والعسكرية ضد النظام .