زيارة أوباما وفشل السياسة الخارجية الاميركية حيال سورية

زيارة اوباما لفلسطين المحتلة والاردن واحيائه العلاقات الثنائية بين تركيا و"اسرائيل،" وتداعيات الازمة السورية، واستقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وحكومته، واليمن وتونس كانت اهم المحاور التي تناولتها مراكز الفكر والابحاث الاميركية والتي أوردها المرصد الفكري لمركز الدراسات الأميركية والعربية في تقريره الأسبوعي .
واعتبر معهد المشروع الاميركي إبقاء وزير الخارجية جون كيري في المنطقة تجسيدا لعزم الرئيس اوباما "التوجه بجدية نحو التسوية السلمية" ، مستدركا انه كان ينبغي على اوباما ألا يطلب من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، القدوم الى طاولة المفاوضات مجردا من وضع شروط مسبقة، علماً أن المفاوضات من شانها اتاحة الفرصة لاوباما لممارسة ضغط على اسرائيل لوقف جهودها في توسيع الاستيطان.
وأعرب معهد واشنطن عن سعادته لجولة الرئيس اوباما التي اتاحت له "ارساء علاقة عاطفية مع المواطنين الاسرائيليين، وعززت مصداقيته للتعامل مع برنامج ايران النووي، وتصويب مسار المفاوضات السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين واعادتها الى صدارة الاجندة الاقليمية."
واثنى معهد بروكينغز على مبادرة اوباما ترميم العلاقات التركية "الاسرائيلية" فالجانبين "أدركا أهمية إصلاح علاقاتهما كونه يخدم مصالحهما المشتركة، في مواجهتما الازمة السورية" وتابع المركز "مسار الترميم سيستغرق وقتا طويلا لعودة حقبة التسعينيات بينهما الى سابق عهده. وحث أميركا على الإنخراط "للاشراف على المحادثات بين تركيا واسرائيل."
مركز السياسات الأمنية من جهته أبدى عدم رضاه "لتقديم اسرائيل اعتذار لتركيا، وطالبها بتخفيف اعتمادها على المعونات العسكرية التي تتلقاها من أميركا، والتوجه نحو تنمية صناعاتها العسكرية المحلية ".
معهد بروكينغز عبر عن اعتقاده بأن سورية تمثل ساحة الصراع الكوني الاخيرة بين الدول العلمانية والاسلاموية السنية، الذي بدأ في افغانستان وانتقل الى الشيشان ومزق عددا من الدول العربية." وأضاف" سيحمل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية تدمير الدولة السورية، واحلال المتطرفين الاسلاميين السنة عبر تبنيها الديموقراطية والثورات العربية."
كما توصل معهد كاتو لقناعة بأن السياسة الخارجية الاميركية نحو سورية "باءت بالفشل،"، محذرا من استمرار النهج الراهن الداعم للمتمردين الذي "سيستدرج أميركا عميقا في الازمة السورية ، المغلف بالتبرير لاضعاف النفوذ الايراني، الذي سيكون له ارتدادات في البحرين يقابله تصميم ايراني اشد لاقتناء سلاح نووي."
وعول معهد الدراسات الحربية على دور "المجلس العسكري الاعلى" في ما يسمى الجيش الحر للحد من "تغلغل المتطرفين وتحفيز تلك العناصر الانضمام تحت لوائه، واقصاء القوى الساعية لتدمير الدولة السورية كجبهة النصرة."
وجدد معهد واشنطن مطالبته الادارة الاميركية تقديم الدعم العسكري للمسلحين السوريين "مما سيترتب على نتائج مرضية" للاستراتيجية الاميركية والغربية "والتأثير على المسار المستقبلي للمرحلة المقبلة."
تنامي عدد المقاتلين الاجانب في سورية كان محور اهتمام مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات خاصة فصيل "جيش المهاجرين والانصار وقائده الآتي من منطقة القوقاز الروسية المكنى بابي عمر الشيشاني."، واوضح ان الفصيل يتضمن نحو 1000 مقاتل متطوع ضمن صفوفه ويتمركز في منطقة مدينة حلب "وساهم بفعالية في الهجوم على عدد من القواعد العسكرية الرئيسة للدولة.
لم يلق تشكيل حكومة هيتو ترحيبا من معهد كارنيغي "لخلوها من اي مضمون حقيقي مما يطرح شكوكا حول استراتيجية الائتلاف" بصرف النظر عن الانجاز الشكلي في الفوز بمقعد سورية في الجامعة العربية الذي سيبقى كذلك "وأضاف" الائتلاف يبرهن على مستوى متدني خطير لفقدان الفطنة والحنكة السياسية للتعامل بفعالية ومسؤولية على المستوى الدولي".
حذر معهد كارنيغي من تداعيات استقالة نجيب ميقاتي فبي ظل مخاطر تدهور الاوضاع السياسية والامنية." وحذر الاطراف المختلفة المنخرطة في الصراع بالوكالة على الساحة السورية من تصاعد العنف وخروجه عن نطاق السيطرة بلبنان حاثا كافة الاطراف استدراك الامر سريعا
تنامي اتساع الهوة الاجتماعية في دول الخليج كانت مصدر تحذير معهد واشنطن لما ينطوي عليها من تداعيات سياسية ان لم يتم استدراكها ومعالجتها. وقال "ثلث سكان البحرين وعمان وقطر، وربع سكان الكويت والامارات، من الفئة العمرية الناشئة بين 15 – 29 عاما، حيث بلغت معدلات البطالة بينها نسبا تتراوح بين 17 – 24 %" باستثناء الامارات التي تقل فيها النسبة قليلا. واوضح المركز ان من عادة قادة تلك الدول الغرف من ميزانية الدولة وتوزيع الاموال "لدرء السخط العام .. المولد لفقدان الكرامة عند تلك الفئة وحفزها على المطالبة بتوفير فرص عمل افضل ومداخيل مناسبة."
اهتمت مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات بانزلاق تونس نحو التشدد وسيطرة السلفيين وحذرت من مخاطر العودة بها الى الماضي السحيق، سيما في عدم تسامحها مع القوى والتجمعات الاخرى، وتهديدها كل من يختلف مع رؤيتها ومعتقداتها."(س.خ)

» السياسة الخارجية السعودية في غيبوبة ..وهذه حقيقتها
» «مهندس السياسة الخارجية»: نسخة «أردوغانية» منقحة؟
» بوتين: السياسة الخارجية الجديدة لروسيا صيغت بمراعاة الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط .. قيادة الناتو : نشر صواريخ باتريوت ليس تحضيراً لعملية عسكرية ضد سورية
» السياسة الخارجية التركية خلال عام: انهيارات ورهانات! ...محمد نور الدين
» الصراعات داخل آل سعود تنعكس سلبا على السياسة الخارجية السعودية