معارك دمشق ....الأنفاق "للنصرة " والارض " للجيش السوري"

معارك دمشق ....الأنفاق "للنصرة " والارض " للجيش السوري"

كتب سليم ريشة - عربي برس - دمشق

لا تزال الاشتباكات العسكرية بين الجيش العربي السوري والميلشيات المسلحة في مدينة دمشق وريفها تراوح بين كر وفر منذ أكثر من شهرين، دون أن يعلن الجيش السوري عن تطهير مناطق ساخنة جديدة، ودون أن تتمكن الميليشيات المسلحة من التقدم نحو العاصمة، وذلك في ظل مشهد ضبابي، يوحي بهدوء يسبق العاصفة.
وبعد أن وجهت "جبهة النصرة" ضربات موجعة لمقاتلي "الجيش الحر" في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وقامت بطرد معظمهم أو تجنيد عدد منهم، أصبحت رايات التنظيم السوداء تتصدر المشهد في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية.
وبحسب مصادر لعربي برس فإن جبهة النصرة تحضر لهجوم مباغت وكبير ضد إحدى أهم المقار العسكرية السورية المقاتلة، في منطقة جديدة عرطوز، وقد بدأ هذا التنظيم بحشد مقاتليه في داريا، حيث يسيطر على المنطقة الممتدة من شمال مقام السيدة سكينة، حتى منطقة المعضمية المحاذية لها.
وكشف مصدر أمني سوري لـ"عربي برس"، أن الجيش حصل على معلومات تفيد أن "جبهة النصرة" قررت تأجيل ما أسمته "ساعة الصفر الكبرى"، إلى حين تمكنها من ضرب الوحدة العسكرية المقاتلة المذكورة أعلاه، والسيطرة على آلياتها ومدفعيتها، ليتمكنوا من قصف دمشق أثناء هجوم مقاتليهم نحو العاصمة. وقال المصدر أن العملية المزعومة ستتم في الأيام القادمة، مشيراً إلى أن القطعات العسكرية المُستهدفة متأهبة تماماً، ومن المستحيل اختراقها.
أما ميدانياً، فقد تمكنت وحدة خاصة من الجيش السوري من القضاء على القناص المتمركز بين مفرق داريا وجسر المشاة على طريق جديدة عرطوز، وهو القناص الذي تسبب بشل الحركة المرورية في تلك المنطقة، وقد تمت تصفيته بعد ثلاثة أيام من استهدافه للحافلة التي كانت تقل موظفين في الشركة العامة للاتصالات.
هذا ولا تزال المدفعية السورية تلاحق تحركات "جبهة النصرة"، حيث قامت بقصف مسبح مهجور في مزارع منطقة دروشا، كان يختبئ فيه أكثر من 300 مقاتل.
وحول انخفاض كم العمليات العسكرية البرية للجيش السوري، قال مصدر عسكري لـ"عربي برس"، أن معظم مقاتلي "جبهة النصرة" يتحركون تحت الأرض، بواسطة مجموعة أنفاق غير مكتشفة حتى الآن، تساعد مقاتلي ذاك التنظيم على التحرك بين منطقة وأخرى.
وقال المصدر أن بعض الأنفاق التي تستخدمها "جبهة النصرة" يصل عمقها إلى سبعة أمتار تحت الأرض، وهي متشعبة جداً، ما يحول دون تمكن قوات الجيش السوري من تحقيق أهدافها، الأمر الذي جعل العمليات العسكرية تعتمد بشكل كبير على سلاح الطيران والمدفعية.
أما في العتيبة، فقد تمكنت وحدات عسكرية سورية من السيطرة على أجزاء كبيرة منها، وذلك بعد أن تكبد الجيش السوري عشرات الشهداء والجرحى. وكشف مصدر عسكري ميداني لـ"عربي برس"، أن الجيش السوري متحصن بشكل جيد في العتيبة، ولكنه يعاني من الحصار، إذ أن مقاتلي "جبهة النصرة" يستهدفون سيارات الإمداد التي تحاول إيصال المؤن للجنود. وقال المصدر أن أبنية المنطقة غير المحررة تعج بالقناصين، ولا يزال تقدم الجيش بطيء جداً بسببهم، كما أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تقوض تقدم الآليات العسكرية، مشيراً إلى أن المشهد العسكري لا يزال غير واضح، ولا تزال المعارك في أوجها.
أما في مناطق الغوطة الشرقية الممتدة إلى دوما ومزارعها، فلا تزال المدفعية والطيران الحربي السوري هما الوسيلتين شبه الوحيدتين للتعامل مع تحركات مقاتلي جبهة النصرة فيها، وذلك بعد العملية العسكرية الواسعة، التي قامت بها قوات عسكرية سورية في تلك المناطق منذ أربعة أشهر.
هذا ولا تزال قذائف الهاون تتساقط بشكل يومي على المباني السكنية والتجمعات في سوق مدينة جرمانا، وهي المنطقة التي لا تزال تحافظ على أمنها ودورتها الاقتصادية اليومية، والتي أصبحت تحتضن ما يقارب سبعين ألف لاجئ من الذين هربوا من الاشتباكات في المناطق الساخنة. ويبرر مقاتلو المعارضة استهداف مدينة جرمانا، لأنها "لا تزال موالية لنظام الحكم في سوريا، ولم تنخرط في العمليات القتالية ضد الجيش السوري.
وبالمرور على المشهد العام لمدينة دمشق، فما زالت العاصمة الدمشقية تحيا بهدوء حذر، تشوبه عمليات قصف بقذائف الهوان التي تطلق من المناطق التي ترزح تحت سيطرة المعارضة، وذلك بالتزامن مع عمليات عسكرية برية، يقوم بها الجيش السوري ضد "جبهة النصرة" التي اتخذت من منطقة "جوبر" مقراً لها، وكانت آخر عملية هي تطهير "كراج البولمان"، الذي كان تحت سيطرة "جبهة النصرة".

» كمين للجيش السوري يودي ب 45 عنصر للنصرة
» سقوط اكثر من 1400 قتيل للنصرة بالتقصير وتقدم مهم للجيش السوري
» خطة جديدة للجيش «الحر» في معارك الساحل السوري
» تقدم للجيش السوري في حمص وريف دمشق
» مقتل زعيم كتيبة صقورالعز التابعة للنصرة في معارك كسب