من سورية إلى لبنان فالعراق.. ماذا بعد دخول الأميركي الحرب؟؟

من سورية إلى لبنان فالعراق.. ماذا بعد دخول الأميركي الحرب؟؟

خضر عواركة - دمشق

لماذا فرّ ميقاتي في هذا التوقيت من تحمل مسؤولية الأوضاع الأمنية المقبلة على لبنان؟

ولماذا تعامل حزب الله بلا مبالاة مع ابتزاز الرئيس ميشال سليمان في مجلس الوزراء؟

وهل يظن الرئيس سليمان بأن حزب الله عاجز عن الرد على مناوراته المطلوبة خارجيا فأمِن الأميركيون والرئيس اللبناني والملياردير الطويل وأمير الجبل جنبلاط رد المقاومين؟؟

هل يظن وليد جنبلاط أن القمصان السود انقرضت من لبنان؟

وهل يعتقد تيار المستقبل الوهابي أن زعيمه السياسي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الهبوط في مطار دمشق قادما إلى بيروت؟؟

وهل يظن بندر بن سلطان أنه وحده من يعرف كيفية التآمر الأمني والمخابراتي والإرهابي؟

هل نسيت واشنطن أن من دمر مقر المارينز مرة ودمر هيبة أميركا مرات قد خرج من لبنان؟

هل نسي الإسرائيلي والتركي والقطري والسعودي أن في لبنان قوم قادرون على جعل أرضه محرمة عليهم جميعا إذا كان الخيار بين حياة ذليلة أو القتال حتى هزيمة المحتلين الجدد؟؟

لماذا تحمل حزب الله تلاعب ميقاتي السياسي لسنتين لم يحقق فيهما رئيس الوزراء الطويل القامة والقصير النفس سياسيا أي إنجاز يحسب له لا عليه. فكل ما فعله يصب في صالح خصومه المفترضين (فؤاد السنيورة وسعد الحريري)، وما لم يفعله جعله يخسر ما كان له من رصيد الوسطية والحياد، حتى أصبح بالنسبة لخصومه أداة استهلكت حتى انتهت صلاحيتها، أما بالنسبة لأصدقائه فأصبح مثالا للصديق الأسوأ من ألف عدو.

لماذا قبل حزب الله بقرار ميقاتي بالإبقاء على أشرف ريفي في منصبه مع أنه متهم مع رفاقه بالتزوير والتلفيق وتركيب الملفات للحزب نفسه في قضية الحريري؟ وكانوا من الأسباب التي حدت بحزب الله إلى قلب الطاولة على سعد الحريري وحكومته؟

يراهن الغرب والخليج الآن على أمرين:

الأول: تنظيم النصرة في لبنان إذ يتوقعون ويعملون ويجتهدون لإنشاء قوات له تقاتل الحزب في لبنان.

وثانيا: الوراهنة على وليد جنبلاط لتسمية من يرأس حكومة تعزل حزب الله وأنصاره عن الحياة السياسية اللبنانية ،وتواكب ما يتوقع الغرب أنه مفاجأة ستحسم الصراع في سورية .

في سورية أحلام أميركية

سواء صحت المعلومات التي يضخها بندر بن سلطان، والتي يلمح للأميركيين من خلالها أنه قادر على تحقيق أمرين في القريب لا في البعيد: دخول دمشق من خلال الأنفاق التي يحفرها مختصون ومهندسون يملكون الخبرة والأدوات والقدرات اللوجستية، وهي أنفاق تنطلق من أكثر من مكان تسيطر عليه جبهة النصرة وأتباع الأميركيين في سورية، وتصل إلى عمق المناطق التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري في دمشق.

حلم اميركي – سعودي، تحقق مثيله في بابا عمرو والقرابيص قبل أسابيع، فما اجتهدت القوات السورية لأشهر كي تحققه (تطهير بابا عمرو)، عادت إليه المجموعات الإرهابية خلال ثمان ساعات عبر أنفاق تطلب حفرها أشهرا عدة، ليخرج مئات المسلحين من هذه الأنفاق التي حفروها ليمروا عبرها من السلطانية وجوبر الحمصة إلى قلب بابا عمرو والإنشاءات والقرابيص.

الآن في دمشق يراهنون على الأمر نفسه، يحلمون بالوصول إلى المالكي والبرامكة من التضامن والقدم عبر الأنفاق.

لسان حال المقاتلين النظاميين يقول: هم يحفرون ليمروا ونحن سنجعل ما يحفرون قبورا لهم.

ثمانون ألفا في دمشق يراهن الأميركيون على اختراقهم للعاصمة السورية، ويراهن النظام على نخبة النخبة من مقاتليه الذين يستعدون لتطهير مناطق الريف المحيطة بدمشق في عمق دائري قطره أربعين كيلومترا.

من يسبق الآخر؟

جربوا في حمص وتلقوا ضربة قوية، حققوا رهانا على الاختراق ولكنه اختراق لم يبقى ولن تبقى تبعاته، وها هم مقاتلو المجموعات المسلحة يناشدون أقرانهم العون قبل الإبادة. (فضلا راجع نداءاتهم على صفحات التنسيقيات الحمصية وفي صفحات المشاهير من مسلحي حمص).

هل أشرف ريفي أميركي الجهاديين في لبنان؟

اللواء اشرف ريفي متهم من قبل مجموعة "الضباط الأربعة" الذين كانوا معتقلين بتهمة قتل الحريري بأنه شارك في تزوير الأدلة ضدهم.

وأشرف ريفي بحسب المطلعين مسؤول أمني لبناني تطالب بإبقائه في منصبه تسع وتسعين بالمئة من الأجهزة الأمنية الأجنبية التي تعمل في لبنان على محاربة حزب الله وعلى إيقاع الفتنة الطائفية في هذا البلد، وهو يحظى بدعم كل السفارات العربية والغربية التي تقوم دولها بتمويل وتسليح وتدرب الإرهابيين القادمين لقتل السوريين. ومع ذلك تحمله حزب الله سنتين إضافيتين!!

هل تعجز القوة اللبنانية التي هزمت إسرائيل وتشغل بال باراك أوباما عن التعامل الصحيح مع رئيس جمهورية ورئيس حكومة يصران على التمديد لشخص قال يوما أنه جهز للسيد نصر الله وميشال عون زنازين السجن في مقر قيادته؟

ستاتيكو إيراني سوري أميركي انتهى وبدأت لعبة عض الأصابع:

تمثل اتفاقية الدوحة التي جرت في العام 2008 على خلفية انتفاضة السابع من أيار قمة التفاهم الإقليمي والدولي حول لبنان.

لا يمثل بلد الأرز والزنزلخت أي قيمة مضافة للأميركيين وسياساتهم لولا موقع يتموضع بين سورية شرقا وشمالا والصهاينة جنوبا، لذا باع الأميركيون مكاسب لسورية وإيران في العراق، واشتروا بثمنها مكاسب لمصالح أصدقائهم في لبنان.

أمر لا يفهمه العامة، لكن الخاصة يعرفون أن الدول المعادية لبعضها لا تقطع الصلاة وتتبادل الزيارات السرية وتبيع وتشتري المصالح العليا بمصالح أقل أهمية.

كان لبنان اقل أهمية لإيران وسورية من العراق، فقبل البلدان إبقاء بعض النفوذ الأميركي في لبنان.

لم يقبل حزب الله فرضا لكنه يعرف بأن الرفض والمناكفة تعني التحول من بلد مقاوم فيه عملاء إلى بلد خال من العملاء، ولكنه محاصر بشكل كلي في كل قطاعاته المالية والاقتصادية.

فضل حزب الله القبول بستاتيكو دولي إقليمي يتيح للعملاء البقاء على مواقع نفوذهم في مقابل محاولة الحزب الحد من أضرارهم بالسهر والحرص على تطويق مؤامراتهم.

هل ميقاتي عائد إلى الحكم أم أنه ذهب ولن يعود؟

من الواضح أن الأميركيين ضربوا بالاتفاقات الإقليمية والدولية السابقة عرض الحائط وتجاوزوا الخطوط الحمراء في سورية ولبنان والعراق.

هم يقاتلون الآن لاستعادة نوري المالكي تحت الضغط إلى وضع يجعل منه قرضاي مكتمل المواصفات. لكن الرجل لن يرضخ، والوضع في سورية لا يمس مستقبله السياسي فحسب، بل يمس وجوده الشخصي ووجود الشعب العراقي بمن فيهم أبناء وأحفاد المالكي الذي كما كل المعتدلين والرافضين للتطرف الوهابي، سيكونون عرضة للإبادة إذا سقط نظام الرئيس الأسد في سورية.

الهجوم الأميركي الذي بدأ مع وصول الروس والأميركيين إلى تفاهم لا يعني سد منافذ الحوار، لكنه حوار يمثل طريقا واحدا لتحقيق المصالح الأميركية، إلا أنه يسير بالتوازي مع عدة طرق، أي ما سينجح منها في استباق غيره، ومن ثم يمكن للاميركيين من التنبؤ نتائجه، فسوف يبقون عليه ويتخلوا عن الخيارات الأخرى.

من أحلامهم اغتيال الرئيس الأسد والدخول إلى دمشق! ومن أحلام أعدائهم ضرب إسرائيل وتركيا والرياض والدوحة وباريس ولندن بسلسلة من الأعمال العسكرية والأمنية التي تجعل أعداء محور المقاومة يعودون إلى ارض الواقع ويتخلون عن عالم الأحلام.

هل ميقاتي الهارب هو الشخصية التي راهن عليها حزب الله لإنقاذ لبنان من الفتنة الطائفية؟

بالتأكيد ليس الأمر كذلك، كان الرجل ممثلا للتفاهم الأميركي السعودي مع طهران ودمشق في لبنان. لكن الأميركيين تخلوا عن موجبات التفاهم. ويريدون العراق كاملا إما مسرحا للنفوذ الأميركي أو الفوضى، وكذلك يريدون لبنان، لهذا استقال الميقاتي بإشارة أميركية.

هو إعلان حرب ولن يحصل تفاهم قريب، فإما الفوضى بانتظار نتائج الأحلام في سورية، وإما حرب في لبنان عامودها الفقري مخيمات لبنان ومقاتلين دربتهم أميركا في الأردن، لا لترسلهم إلى سورية بل لتجلبهم إلى لبنان وقد وصلوا. ولسورية نصيب الأسد من متدربي الأميركيين، ولكن لبنان هو النافذة التي لا يزال النظام السوري يتنفس من خلالها بعرف الأميركيين ويجب سدها. هكذا يفكر العم سام وأزلامه الخليجيين!! في المقابل.. أعلنها قائد الثورة الإيرانية ومحرك ملف مواجهتها للهجوم الأميركي على سورية: سندمر حيفا وتل أبيب....

كلام فارسي قاله للأميركيين الزعيم القادم من أصول أذرية تركية إثنية، لكن ترجمته العربية في سورية والعراق ولبنان واليمن والسعودية والبحرين وفي مصر.. لما لا؟!!

لبنان وسورية إلى أين؟؟

برسم النفوس الحائرة سؤال يقلق المواطنين....

والجواب: ثقوا بالمقاومة وبقائدها في سورية... فالرئيس الأسد لم يعد رئيسا لجمهورية بل قائد مقاومة شعب احتلت أرضه من جيوش أجنبية، لتشاركها الاحتلال مشاة من المحليين.

وفي لبنان... كيف لا نثق بالمقاومة التي هزمت إسرائيل في صراعها مع العدو؟ وكيف لا نثق بخياراتها السياسية التي أنقذت لبنان حتى اللحظة (...) من مذبحة طائفية يراهن عليها الاسرائيلي عبر عملائه في الداخل منذ اغتيال رفيق الحريري؟

ثقوا بالمقاومة، في لبنان وسورية والعراق إيران... ولا تنسوا المقاومة في مصر، فالمغول الجدد وعملاء الأميركيين يحسبون أنهم منتصرون، لكنهم.. وأيم الله.. لن يمروا!!

» الإرهاب وحزب الحرب الأميركي - غالب قنديل
» استمرار دخول المسلحين من لبنان للجهاد في سورية
» «مجزرة» استخبارات المنطقة ومجازر سوريا الصراع الأميركي ـ الروسي بين الحرب والصفقة.
» الحرب على سورية: بعد توالي سقوط الإسلام السياسي، ماذا لو تحدث الأسد؟
» الحرب الكونية على سورية:إدارة الحرب ...المخططون والموجهون..الاذرع الرئيسية والادوات المنفذه