أبواب النار تُفتح على الحدود
اللبنانية... ماذا بعد جرود عرسال؟...عباس ضاهر عندما كانت الأنباء تتوالى عن استهداف الطائرات السورية لمقرات تابعة للمسلحين
في جرود عرسال، كان أحد المطّلعين في لبنان يقول: انها البداية.
غارات عدة
شنّها سلاح الجو السوري على مواقع للمجموعات المسلحة في القصير ومناطق لبنانية
متداخلة مع الأراضي السورية ...
وتحديداً في خربة داوود وخربة يونين، حيث يتخذ المسلحون مقرات
للإنطلاق نحو استهداف الجيش السوري
.
الغارات الجوية تتزامن مع تطورات ميدانية بعد فشل المجموعات
بالسيطرة على الطريق الذي يربط ريف دمشق بمحافظة حمص، ولم تحقق أشرس المعارك أي
تقدم للمسلحين في جوسيه، للوصول إلى منطقة النبك وقاره والقلمون، وتأمين خط آمن من
القصير مروراً بسلسلة جبال لبنان الشرقية عبر جرود القاع-عرسال وصولاً إلى القرى
السورية المقابلة.
من هنا تتظهر الأهمية الإستراتيجية لتلك المساحة الجغرافية
التي تحدد مسار المعارك الممّولة عتاداً وعديداً عبر لبنان.
مصدر سوري مسؤول
لا يستبعد أن تتكرر العمليات العسكرية السورية بإستهداف مراكز المسلحين، "بعد عجز
لبنان عن الوفاء بإلتزاماته الحدودية"، وإن كان المصدر لا يحدد طبيعة وحجم تلك
العمليات التي تبدو مفتوحة إلى أبعد مدى مع فتح أبواب النار، لكنه يدافع عن حق
بلاده بضرب أية مواقع للمقاتلين الذين يشنون الهجومات المسلحة من الأراضي
اللبنانية ويعودون للإحتماء فيها.
القرار إتخذ في سوريا بملاحقة المجموعات
وضربها في لبنان قبل دخولها إلى الأراضي السورية، ولا يقتصر الأمر على الحدود
الشرقية، لأن الشمال يبدو مقصوداً بصورة أكبر نظراً لحجم العبور منه إلى سوريا، مع
حديث لا يؤكده ولا ينفيه السوريون عن إستنفار جوي وبحري وبري واسع لإستهداف مراكز
المسلحين ويملك الجيش السوري معلومات إستخباراتية عن حجم القوة وأعداد المقاتلين
وكيفية التسليح والطرق التي يتحرك بها المسلحون وأماكن تواجدهم في شمال لبنان.
وتندرج الإشتباكات بين قرى حكر جنين والقشلق في عكار وإدلين في سوريا في سياق
سيتدرج لنقل المعارك من داخل الحدود السورية الى خارجها. ستتوسع رقعة النار، ما
يفرض تغييراً في تكتيكات القتال، لكنه يعرّض المناطق اللبنانية المحاذية للحدود
إلى خطر قد يؤدي إلى نزوح القاطنين، وضغوط تتردد صداها أبعد من دائرة لبنان.
ويبدو في هذا الاطار أن السوريين لا يهتمون لمواقف لبنان الإعتراضية إن حصلت،
بعد تقديم دمشق "عشرات الشكاوى" كانت آخرها رسالة التحذير الدبلوماسية التي
تبلغتها الخارجية اللبنانية، إضافة إلى تحذيرات عدة نقلها أصدقاء أو أبلغها السفير
السوري علي عبدالكريم علي للمعنيين، علماً أن سوريا قدّمت للأمم المتحدة معلومات
موثّقة عن إتخاذ المسلحين المتطرفين لبنان منصة لإستهداف الأراضي السورية دون أن
يُرصد أي إكتراث دولي في البيان الرئاسي الأممي الذي صدر مؤخرا،ً سوى التحذير من
هزّ الإستقرار في لبنان.
ويتحدث المصدر السوري نفسه عن تقصير لبناني تحت عنوان
النأي بالنفس، ويسأل: "أي نأي، والتسليح قائم على مرأى الدولة اللبنانية وبعض
أجهزتها؟ أين النأي بالنفس أمام تهريب المسلحين الناشطين ليلاً نهاراً وتمويلهم
ومساعدتهم أحياناً وغض الطرف عن وصول الهيئات الداعمة لهم العربية والغربية؟".
وتأتي تطورات الحدود اللبنانية-السورية لتؤكّد أنها لن تكون عابرة هذه المرة
بإستهداف دمشق للخاصرة الرخوة والحلقة المحيطة الأضعف، ومن هنا جاء التحرك
الأميركي-الفرنسي السريع لإدانة "خرق السيادة اللبنانية من قبل سوريا"، في وقت كانت
إسرائيل تسرح للمرة الثامنة والثلاثين هذا الشهر فوق سماء لبنان، وتلقي قنابل
مضيئة فوق بحر صور دون إعتراض في تصريح دولي، لا من الشرق ولا الغرب ، بحسب موقع
النشرة.
[/b]