جبهة النصرة توقف استقبال المهاجرين مؤقتاً

جبهة النصرة توقف استقبال المهاجرين مؤقتاً

عبدالله علي ـ عربي برس
رغم السرية التامة التي يتسم بها تنظيم جبهة
النصرة ابتداءً من هوية أميره التي لا يعرفها حتى الجهاديون الذين يبايعونه على
الموت ويقاتلون تحت إمرته، وليس انتهاءً بمصادر التمويل وشبكات الإمداد بالرجال،
وبين هذا وذاك الكثير من الخفايا حول تفاصيل يومية تتعلق بأنشطتهم وممارساتهم وكذلك
الضغوط والهزائم والاختراقات التي تضطرهم إلى تغيير تكتيكاتهم واساليبهم وطرق
التمويه والاختباء. إلا أنه رغم ذلك فإن معلومات كثيرة تتسرب عبر ثغرات وشقوق في
جدران السرية التي تحاول الجبهة إحاطة نفسها بها. وربما هذا - أي اكتشاف وجود هذه
الثغرات والشقوق- هو ما دعى مسؤولي جبهة النصرة إلى اتخاذ القرار بإيقاف استقبال
المهاجرين للانضمام إلى صفوفها، وذلك على الأقل ريثما يتمكنوا من إيجاد السبل لوقف
الاختراقات التي يعانون منها وما ينتج عنها من تسريبات تكبدهم خسائر فادحة.

وفي هذا السياق ونتيجة المتابعة والرصد تمكنا من
التأكد أن المدعو "أبو شعيب" وهو مسؤول المهاجرين في الجبهة قد قرر وقف استقبال
المهاجرين في صفوف الجبهة ولا ندري إذا كان القرار هو قراره هو أم قرار مجلس شورى
الجبهة أو قرار أميرها ولكن المؤكد أن أبو شعيب هو أعلى مسؤول في الجبهة استطعنا
التأكد من علاقته بهذا القرار. مع الإشارة إلى أن الهوية الحقيقية لأبو شعيب غير
معروفة أيضاً وتدخل ضمن إطار السرية التي تتسم بها جبهة النصرة.
وفي هذا السياق
تجدر الإشارة إلى أن جبهة النصرة تتبع طريقتين في قبول المهاجرين بين صفوف
مقاتليها: الأولى عبر المنسق المعتمد في البلاد التي تجري الهجرة منها كالمنسق في
بلاد الحرمين مثلاً فلا تقبل الجبهة انضمام أي سعودي إلى صفوفها حتى لو كان معروفاً
من قبل بعض عناصرها، ما لم يأتي عن طريق منسقها المعتمد. والثانية وتسمى الانضمام
غير الرسمي لأنه لا يتضمن اتباع الدورات اللازمة في معسكرات الجبهة، وفي هذه الحالة
يأتي الجهادي ويدخل سورية ويشارك فيما يسمى رباط جبهة النصرة ويقاتل أحياناً إلى
جانبهم وبعد تجريبه لفترة معينة يقوم بمبايعة الأمير ثم يتم قبوله في صفوف
الجبهة.
وبحسب المعلومات فقد أوقفت جبهة النصرة استقبال المهاجرين منذ حوالي
الشهر في محاولة منها كما قلنا لسد الثغرات والشقوق في جدران سريتها والقضاء على
ظاهرة الاختراق التي بدأت تكلفها الكثير من الخسائر أمنياً وبشرياً وهو ما يدل عليه
تمكن الجيش السوري خلال الفترة الماضية من القضاء على بعض القيادات الميدانية
للجبهة وبعض المفتين التابعين لها في المحافظات السورية.
ولا يمكن الفصل بين
صدور هذا القرار من جبهة النصرة وبين التطورات التي تفرضها تداعيات الأزمة السورية
إقليمياً ودولياً وتنعكس ميدانياً من خلال الحديث عن إمكانية تشكيل صحوات إسلامية
لمحاربة جبهة النصرة، فالأرجح أن القرار المنوه عنه قد اتخذته الجبهة بغية إعادة
النظر في إجراءاتها الأمنية وتكتيكاتها العسكرية من أجل الاستعداد لحرب مقبلة مع
"كتائب الصحوة" التي تعتبرها الجبهة كابوسها الأعظم لا سيما بعد تجربة العراق
المريرة بالنسبة إليها، وما تستلزمه هذه الحرب من أقصى حالات الحيطة والحذر لأن من
تحاربه قريب منها وبين ظهرانيها وقد يكون أقرب إليها مما تتصور.
ويأتي هذا
القرار بعد عدة قرارات نوهنا عنها سابقاً مثل قرار منع نشر أسماء بعض السعوديين
الذين يقتلون في سوريا وقرار الحد من استخدام الانترنت وخاصة التغريد على تويتر من
بعض الأماكن الساخنة، وهذه القرارات إنما تعكس حجم الفجوة التي حدثت في جسم جبهة
النصرة خلال أقل من عام على نشأتها وحالة عدم الثقة التي بدأت تستشري بين صفوف
قياداتها، ولكن هذا ينبغي ألا يجعلنا نغفل أن جبهة النصرة بإمكانها أن تستفاد من
تجربة تنظيم القاعدة الطويلة، وخصوصاً فرع العراق، في التعامل مع هذه الحالات لا
سيما وأن دولة العراق الاسلامية لا تبخل عليها بالنصيحة والمدد بالمال والرجال
والكوادر الخبيرة.

» معارك حماه توقف عمليات حلب: «النمر» يسافر لمواجهة «النصرة»
» أسرار جبهة النصرة لأهل الشام.. جزء 6 من التعذيب بالجن إلى تأسيس جبهة النصرة ودور بابا الفاتيكان
» جبهة النصرة جبهة الكفر والاجرام تتبنى اعدام المذيع الاعلامي السوري محمد السعيد
» "النصرة "تنقسم .. رويترز: "دولة العراق الإسلامية "تقصي "جبهة النصرة" في سورية
» «النصرة» تنعى «شرعيها المتشدد» الفالح... ومقتل الزهراني المنتمي لـ «المهاجرين والأنصار»