السويداء.. بين السخرية والنار مرة أخرى!

السويداء.. بين السخرية والنار مرة أخرى!

عبدالله علي ـ عربي برس
يبدو أن العقيد مروان الحمد رئيس المجلس العسكري الثوري في السويداء
كان مشغولاً عن الاشتباكات التي شهدتها بعض مناطق السويداء في اليومين الماضيين، إذ
كان منهمكاً في تصوير بيان أثار سخرية كل من حوله بمن فيهم التنسيقيات وصفحات
المعارضة. فبينما كان صوت الرصاص يلعلع في أجواء المدينة ركز العقيد كل اهتمامه على
إصدار بيان مصور يعلن فيه ... ماذا؟ يعلن فيه "تغيير صفحة المجلس العسكري على
الفيسبوك" وتعليقاً على ذلك كتب ماهر شرف الدين وهو معارض من السويداء: "معقول
منزّل بيان مصوّر مضمونو تغيير الصفحة ع الفيسبوك!!!! بكل محبة بتمنى منكم حذف
هالشريط أحسن ما يتحوّل لمادة فكاهية على صفحات الشبيحة".

وقريباً من أجواء السخرية هذه، كانت سخرية بطعم الدم تفرض نفسها على
بلدة بداما والشومرة، حيث حاولت بعض الميليشيات المسلحة إعادة محاولة اقتحام
السويداء مرة أخرى بعد فشل محاولاتها السابقة والتي كان آخرها جرى في أوائل هذا
العام ومنيت المحاولة بخسارة جسيمة.

فقد هاجمت، عصر أمس، مجموعات مسلحة تابعة لميليشيا الجيش الحر بلدة
بداما محاولةً اقتحامها حيث تمكن عناصر من اللجان الشعبية المحلية من التصدي لها
ريثما وصلت تعزيزات من قوات الجيش السوري التي أحبطت الهجوم وردت
"الغزاة" بحسب تعبير نشطاء المدينة.

ويبدو أن ميليشيات الجيش الحر تحاول أن تستغل الحساسيات القديمة بين
أهالي السويداء وبين "البدو" الذي يسكنون على تخوم المحافظة، إذ طالما كانت تحدث
بين الطرفين اشتباكات مسلحة على مدى العقود الماضية وكانت السلطات تضطر أن تتدخل
وتحاول إصلاح الأمور بينهما وهو ما لم ينجح وظلّت العلاقة بين الطرفين بانتظار أي
حادث عرضي لتنفجر من جديد.

وقد كانت حادثة الخطف التي قام بها بعض البدو لشاب من بلدة بداما يعمل
سائق باص، هي الفتيل الذي قامت ميليشيات الحر بإشعاله بغية نشر دخان الفتنة على
المنطقة وتسعير نار الحرب فيها لزرع الخراب والفوضى في مدينة طالما حافظت على
هدوئها واستقرارها.

وإثر الاشتباكات التي استمرت حوالي سبع ساعات سقط خلالها عدد من
القتلى والجرحي من الطرفين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، اضطرت ميليشيات الحر أن
تنسحب من البلدة ليعود إليها الهدوء والاستقرار ولو مؤقتاً.

نقول مؤقتاً لأن "لواء العمري" الذي شارك في الاشتباكات وسقط له
قتيلين وعدد من الجرحى شعر بالإهانة جراء الخسارة التي لحقت به فلم يجد أمامه
متنفساً إلا تهديد الطائفة الدرزية بكاملها وتحميلها مسؤولية الفشل المتكرر في
اقتحام مدينة السويداء. حيث أصدر لواء العمري بياناً تصعيدياً يعكس حجم الإحباط
الذي يعاني منه ويهدد بشكل هستيري أبناء الطائفة الدرزية، حيث جاء في البيان: "
نحذر وبلهجة صارمة لا هوادة فيها أبناء طائفة الدروز الموحدين ممن يقفون مع النظام
ويدعمون جرائمه تحت ما يسمى "اللجان الشعبية" ونقول لهم: بأن مثل هذه الأعمال إن
تكررت فلن تجر لكم إلا الويل والخسران والثبور وسنعمل على عزل المحافظة عن باقي
المحافظات عزلا تاماً , كما سيتم قطع استراد دمشق السويداء بشكلٍ كامل".

وكأنّ لواء العمري لم يكفه أن أثار حفيظة أهالي السويداء بوقوفه إلى
جانب الخاطفين "البدو" ضدهم فقام بإصدار هذا البيان التهديدي الذي من شأنه أن يثير
ضده جميع أهالي السويداء حتى من كان منهم معارضاً للنظام.

» حذرو يا أهلي في السويداء ..ما فعلوه في الرقة يتم الاعداد له الان في السويداء دام برس:
» التفجيرات الإرهابية دمرت القصر البلدي في ساحة سعد الله الجابري والأماكن المحيطة به، وإحباط ثلاثة تفجيرات انتحارية أخرى في الساحة وأماكن أخرى
» صورة مسلح يحصن نفسه بالحجر تثير السخرية على الفيسبوك
» صوت حلب في محافظات أخرى
» سوري من السويداء حاكما لولاية بفنزويلا