العبور العربي من إسرائيل الى … سوريا

العبور العربي من إسرائيل الى … سوريا
الاحد , 17 اذار 2013 - 03:21
قبل ان يتحدث شمعون بيريز امام الاتحاد الاوروبي في ستراسبورغ داعياً الى تدخل قوة من جامعة الدول العربية للحيلولة دون تفكك سوريا، كانت هناك معلومات ديبلوماسية اوروبية تقول ان موفدا اسرائيليا رفيع المستوى زار احدى الدول العربية وابلغها استعداد بلاده لوجيستيا وعملانيا لاستقبال اي قوات عربية للعبور الى سوريا، وعبر مرتفعات الجولان بطبيعة الحال، من اجل انقاذها، دون ان تذكر المعلومات ما اذا كانت عملية الانقاذ تلحظ ازالة النظام ام ازالة الفوضى التي يبدو انها تزداد هولا يوما بعد يوم، والى حد الكلام عن تلك الهيروشيما السورية المتنقلة…

المعلومات حول اتصالات اسرائيلية مع جهات عربية، ومنذ اندلاع الازمة السورية لم تنقطع، لكن ما يتم تداوله اخيرا يثير التساؤل حول ما في الدماغ الاسرائيلي، وان كان هناك من يرى ان كل ما يصدر عن تل ابيب الآن انما هو بمثابة العاب نارية وتطلق تكتيكيا بموازاة المساعي الخاصة بتشكيل الائتلاف الحكومي، او تمهيدا للائحة الشروط التي ستضعها امام الرئيس باراك اوباما حين يحل ضيفا ثقيل الظل عليها…

ولا ندري ما اذا كان الرئيس الآتي من جذور طالما تحدث الرجل الابيض، او الاله الابيض، عن الالتباس الذي يعتريها، سيقول ما قاله ذات يوم برنت سكوكروفت للامن القومي، للوزير الاسرائيلي سيلفان شالوم من ان اميركا قد تكون مهددة اكثر من اسرائيل لانها محاطة بأنظمة من الخزف…

دائما هناك ايران التي اذ تظهر حنكة ديبلوماسية منقطعة النظير في التفاوض حول برنامجها النووي، تطلق العنان لتلك الصيحات البدائية، والصاخبة، في اتجاه اسرائيل التي تستثمر هذه الصيحات، على بدائيتها، الى ابعد مدى، مع ان الايرانيين والاسرائيليين على السواء، ومعهم الاميركيون بطبيعة الحال، يدركون ان اي حرب مقبلة لا بد ان تستخدم فيها الاسلحة غير التقليدية، وسواء كانت نووية او كيميائية او بيولوجية.من هنا كانت استحالة هذه الحرب…

والمعلومات الديبلوماسية إياها تقول ان بنيامين نتنياهو على قناعة تامة بأن الدولة السورية قد تحللت، وهي في الطريق الى التلاشي، لتظهر دويلات شتى مكانها، وبعضها سيأخذ، بطبيعة الحال، شكل الامارات التي تمتلك ادبيات فقهية وايديولوجية تقشعر لها الابدان، وحيث الدعوة الى تطهير بلاد الشام من» الانجاس الرافضة والنصيريين»، بحسب البيان الذي صدر عن تنظيم القاعدة اثر «غزوة عكاشات المباركة». ولا ندري ماذا تعنيه هذه التسمية التي اعطيت للعملية التي ادت الى مقتل جنود سوريين داخل العراق…

بيريز اقنع النواب الاوروبيين الذين صفقوا له كثيرا وطويلا وهو الذي لا يذكر الاسرائيليون سوى دوره المكوكي بين غي موليه ودافيد بن غوريون لانشاء مفاعل ديمونا، بأن دولته خائفة فعلا على سوريا، فيما كان رئيس اركانه بني غانتس يتوجس من «الخطر السوري»، فماذا لو تدحرجت الصواريخ الكيميائية او الجرثومية باتجاه «حزب الله» او باتجاه تنظيم القاعدة؟

لسنا نحن الذين نقول بل انه الكاتب السياسي اليهودي الكسندر آدلر الذي يعتبر ان بيريز يريد ان يكون شريكاً، ولو استشارياً، في اي قوة عربية تدخل الى سوريا لان اسرائيل معنية، واكثر من اي دولة اخرى، بالترسانة الصاروخية السورية، وايضا بقيام ظواهر راديكالية تدعو الى ازالة اليهود والنصارى( والآن الرافضة والنصيرية) من الوجود.

حتماً اسرائيل المخيفة ليست خائفة، وهي التي تلاحظ كيف ان لعبة الدومينو تفكك الدول العربية، المتعفنة اساساً والتي ابعدتها الانظمة عن عقارب الساعة، الواحدة تلو الاخرى. الواضح انها تريد ان تكون لها اليد الطولى في اعادة تركيب الخريطة، وعلى اساس ان تكون الدولة المحورية التي تدور حولها كل دول، او دويلات، المنطقة، وهذا ما كانت تسعى اليه عبر المفاوضات المتعددة الجنسية التي اطلقت غداة مؤتمر مدريد في خريف عام 1991، ومن خلال رؤية فلسفية تعكس الى حد بعيد شخصية شايلوك في مسرحية شكسبير الشهيرة» تاجر البندقية».

هذا ليس بالامر الذي يلقى الحد الادنى من الاستغراب. كل التطورات التي وضعت للشرق الاوسط الكبير( او الجديد) لحظت دوراً استراتيجيا بعيد المدى لاسرائيل في حين تحافظ الدول العربية، ووفقا للخارطة المستحدثة، على تبعيتها، ودون استبعاد ان ينتقل مقر الجامعة العربية الى اورشليم اذا ما اخذنا بنظرية شمعون بيريز نفسه حول ذلك الشرق الاوسط الذي يعقد فيه الصلح بين اسحق واسماعيل كما لو انه الصلح بين قايين وهابيل…

شيء من هذا القبيل قاله مسؤولون روس لبعض اقطاب المعارضة السورية، تلك المعارضة المهلهلة والتي عرفت كيف تحوّل الصرخة من اجل الحرية والعدالة، الى فضيحة متنقلة، فضيحة بالكعب العالي اذا ما اخذنا بالاعتبار حالة البذخ التي ترفل فيها. ولكن اذا كان احمد معاذ الخطيب راح يغرد خارج السرب، واذا كان هيثم مناع قد تمسك بشفافيته وبانتمائه الى سوريا، فإن هناك من وضعوا روؤسهم بين احذية السلاطين كما احذية القياصرة…

الروس إياهم الذين يستغربون كيف يسعى رجب طيب اردوغان، وبخطى حثيثة، الى الانتحار، وعلى الطريقة الباكستانية، فما هي الضمانة لكي لا يخترق تنظيم القاعدة( ومشتقاته وشقيقاته)، وهو الذي اقرب ما يكون الى الهواء الاصفر، الجيش التركي والاستخبارات التركية؟

وماذا حين يقول الروس ايضاً، والمعلومات استقيناها من شخصية سورية معارضة ومتزنة، ان تركيا واسرائيل هما اللتان تحاولان، وبشتى السبل، الحيلولة دون التسوية في سوريا التي اذا بقيت الازمة فيها على ما هي عليه، فما هو مصير لبنان والاردن والعراق، وما هو مصير البلدان العربية الاخرى؟

في لبنان اخذنا علما بأن الجمهورية على خطى مخيم عين الحلوة. فضل شاكر على وشك ان ينجز النشيد الوطني العتيد.انه نشيد الخلافة الذي ننتظره، نحن الرماد، على جمر!

» لماذا يدفع "العربي" الأموال لـ "إسرائيل" ؟ ....د. فايز أبو شمالة
» عون: سوريا لن تسقط وايران عظمى بالشرق الاوسط..و الميثاق العربي لم يُحترم مع سوريا
» تشومسكي:هناك دولتان "مارقتان" وهما الولايات المتحدة و"إسرائيل"... واشنطن تخشى قيام ديمقراطية حقيقية بمنطقة مايسمى"الربيع العربي"
» العبور الملكي الى … دمشق
» حلب : اشتباكات في مناطق عدة ومسلحون يحاولون العبور عبر نهر "قويق"