أكد الكاتب الصحفي التركي محمد أمين كوتش أن الشعب السوري أوقف مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتم تنفيذه عن طريق احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لدول المنطقة بالتعاون مع ادواتها الاقليميين.
وقال الكاتب كوتش في مقال نشرته صحيفة يني مساج التركية "ان الشعب السوري تمكن من إسقاط المؤامرة المحاكة ضد سورية والمنطقة وافشال لعبة تحقيق الديمقراطية عن طريق الحرب وسفك الدماء على يد الغرب" مضيفا أن القوى الامبريالية كانت تتوقع حدوث تأثير الدومينو من خلال ما يسمى الربيع العربي ولكن الشعب السوري منع تحقيق ذلك.
وأوضح الكاتب أن "الجبهة السورية لقنت العالم الغربي درسا قاسيا لم يتوقعه كما تلقت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا ضربة دبلوماسية قوية عبر المهمة التي تولتها ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد حيث وقفت في المكان الخاطئ منذ أن أعلنت توليها الرئاسة المشتركة لمشروع الشرق الأوسط الجديد".
وقال الكاتب "ان الشعب التركي دفع ثمن هذه الوقفة الخاطئة عندما وضع جيش الاحتلال الأمريكي الأكياس في رؤوس الجنود الأتراك".
وبين الكاتب التركي أنه "بعد تعيين إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما الجنرال ديفيد بتريوس قائدا لقوات الناتو في أفغانستان ثم رئيسا لـ (سي اي ايه) بدأت الأحداث في سورية وانقلب رئيس الوزراء التركي رأسا على عقب ضد سورية بشكل مفاجئ ليتخذ موقفا معاديا ضدها بعدما اقام علاقات الصداقة بين البلدين" لافتا إلى تدخل الحكومة التركية بالشؤون الداخلية السورية وخلق المشاكل لها ولتركيا.
واعتبر كوتش أن "قيام بتريوس باول زيارة إلى تركيا بعد بدء الأزمة في سورية ولقاءه زعماء المعارضة السورية بمبادرة من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لها دلالات ذات مغزى" مضيفا أن "الولايات المتحدة الأمريكية تدفع حكومة انقرة إلى الحرب وبالتالي حكومة أنقرة تجر تركيا إلى الحرب من خلال مواقفها المعادية لسورية".
وأكد الكاتب أن الشعب السوري تمكن من مواجهة خطط الولايات المتحدة وحلفائها في بلده "بشكل غير متوقع والتف حول قيادة الرئيس بشار الأسد حيث ادرك بوعيه لعبة الديمقراطية الوحشية التي تنفذ في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد".
ورأى الكاتب أن "استمرار الجواسيس في التسلل عبر الحدود إلى سورية وارتكاب المرتزقة واللصوص جرائم القتل وممارسة الإرهاب والأعمال الوحشية تعزز وحدة الشعب السوري وتلاحمه مع قيادته" مشيرا إلى أن" الولايات المتحدة الأمريكية وادواتها في المنطقة خططوا لاستجرار بين 300 إلى 400 ألف لاجئ سوري إلى تركيا لوضع الحكومة السورية وروسيا في موقف حرج واقامة منطقة عازلة على الحدود السورية ولكن فشلوا في تنفيذ هذه الخطة على الرغم من دفعهم مبالغ طائلة".
وقال الكاتب إن بعض المسؤولين في انقرة يحققون مكاسب مادية من وراء اللاجئين السوريين إلى أن "بعض السوريين الذين اتوا إلى تركيا عادوا إلى بلدهم بسبب عدم وفاء الحكومة التركية بوعودها لهم".
وأكد الكاتب أن "القوى العالمية لن تتمكن من تحقيق أهدافها في سورية عن طريق الأعمال الإرهابية المدعومة من الخارج وتأزيم الوضع الداخلي "مشيرا إلى أن "سورية تعرضت لهجمة عالمية واقليمية مشابهة بين عامي 1972 و1983 وتمكنت من افشالها".
ورأى الكاتب أن "معاداة سورية والقيام بدور الأداة في مشروع الشرق الأوسط الجديد لم يجلب لتركيا سوى المشاكل والصراع مع روسيا ومع من يدعم سورية" معتبرا أن مواقف حكومة حزب العدالة والتنمية من "شأنها أن تؤدي إلى حذف تركيا من التاريخ".