دور المخابرات الأردنية في إدارة المجموعات المسلحة في سوريا

دور المخابرات الأردنية في إدارة المجموعات المسلحة في سوريا

عبدالله علي ـ عربي برس

يتكشف يوماً بعد يوم حجم التورط الإستخباراتي الأردني في الأزمة السورية،
والدور الذي تقوم به أجهزة المخابرات المملكة الهاشمية في إدارة النشاطات العسكرية
للميليشيات المسلحة. ولا نغالي إذا قلنا أن هذا الدور وصل إلى درجة الإنخراط
المباشر في تشكيل المجالس العسكرية القيادية، والتدخل في تغييرها وتبديل رؤسائها مع
ما يرافق ذلك من فرض توجيهات وتعليمات وأوامر محددة ينبغي على المجالس التقيد
بها.
في هذا السياق أصبح مثبتاً بشكل قاطع تدخل المخابرات الأردنية في تعيين
المجالس العسكرية للميليشيات المسلحة السورية، وذلك بعد تسريب محضر إجتماع عقد في
مدينة إربد الأردنية ضمَّ ضباطاً من المخابرات الأردنية ومجموعة من قادة الكتائب
والألوية المسلحة في درعا، وتم خلال هذا الإجتماع الإتفاق على تعيين مجلس عسكري
جديد لمحافظة درعا بدلاً عن المجلس القديم الذي ثارت حوله الكثير من الإعتراضات
والشُبهات من قبل نشطاء درعا.
وبحسب التسريبات فقد تمت إدارة الجلسة من قبل
الدكتور محمد قداح والأستاذ خالد الجاموس، وقد إفتتح الجلسة الحاج ابو فوزي القادري
واشار الى الوضع الحالي على الأرض ونوه الى موضوع الشقاق والتفرقة التي وصلت اليه
الحال في الداخل والخارج ووضع المخيمات واللاجئين والجرحى.
وكانت الكلمة الثانية
للأستاذ خالد الجاموس :حيث تكلم عن موضوع الجلسة وسبب انعقادها وقال اننا امام مجلس
جديد ومجلس قديم وان هناك شهداء وجرحى وتشريد لاخواننا من الداخل السوري في كل مكان
والدم السوري الذي تستبيحه جميع الدول ..
وكانت بعدها كلمة للشيخ زين العابدين
وتكلم كلمة تناول فيها موضوع التوحد وتآلف القلوب ولم الشمل.
ثم كلمة للشيخ فادي
العاسمي تكلم من خلالها عن اخطاء المجلس العسكري السابق واختزال العقيد النعمة
للعمل بشخصه .
ومن ثم تكلم عبد المولى الحريري "أو مجاهد" عن أسباب عزل المجلس
القديم وآلية عمل المجلس الجديد وهيكليته.
وتكلم بشار الزعبي الذي كانت الجلسة
برعايته ووساطته وتناول الضغوطات التي تعرض لها بسبب انه خاطب الاركان بتغيير
المجلس العسكري وتكلم عن ان هنالك اطراف متمسكة بالمجلس العسكري القديم والمتمثل
بالعقيد النعمة.
ثم كانت المداخلة للعقيد النعمة ونفى نفيا قاطعا انه هنالك
اطراف متمسكة بشخصه . ورد على الكلام الذي يشاع عن ان العقيد النعمة قد ابلغ
المانحين (بأن حوران مليئة بالسلاح ) وانه عمل بتفاني طوال فترة مكوثه في قيادة
المجلس العسكري ويقبل الانسحاب (بحال اجمعت حوران على ذلك) واشار ردا على قضية
مكاتب العمليات بالداخل بأن هنالك غرفة عمليات لكل منطقة ونفى ان العمل يختزل
بشخصه.
وبعدها تكلم ابو عباده المصري وتناول موضوع مكان تواجد قائد المجلس
العسكري واشار الى ان مكان القائد العسكري هو ساحة المعركة في الداخل.
وبعده
تكلم ابو هادي العبود اننا اتينا الى هنا بقرار اتخذ بالاغلبية ولسنا بصدد التراجع
عنه ولكن لتبادل وجهات النظر بما يخص مصلحة البلد والثورة.
وبعد المشاورات
والمداولات بين قيادات الالوية والكتائب العاملة على الارض اتفق المجتمعون على
تعيين مجلس عسكري جديد مع الاحتفاظ بالعقيد أحمد النعمة كضابط ارتباط.
وإذا كان
هذا الاجتماع الذي عقد في الثاني من شهر آذار الجاري على الأراضي الأردنية يثبت
تورط المخابرات الأردنية فإن ما جرى قبل هذا الاجتماع يعزز فرضية التورط بل ويصل
بها إلى درجة الوصاية من قبل هذه المخابرات على المجلس العسكري في درعا.
فقد ذكر
أحد النشطاء في درعا أن المخابرات الأردنية قامت باستدعائه على وجه العجلة وطلبت
منه "دعم العقيد أحمد النعمة والترويج له بالداخل بكل الحيل والوسائل ومنها أنه له
علاقات دولية واسعة وسيؤمن لنا مساعدات وأي واحد يأتي بعده سيمشي على دربه وغير ذلك
من أمور وهددوني بين الترغيب والترهيب" بحسب الناشط الذي أدلى بهذه الشهادة لجريدة
حوران المعارضة.
وذكر ناشط آخر أن العقيد النعمة كان ينفذ الأجندة الأردنية وقام
بتصفية أكثر من سبعة من قادة الألوية والكتائب بأوامر من المخابرات الأردنية التي
تريد أن تفرض هيمنتها بشكل كامل على النشاط العسكري للمليشيات المسلحة. واضاف
الناشط: " لا بد من التنويه أن هناك معسكرات بالأردن لتدريب أشخاص على القناصة من
أجل التخلص من قادة الكتائب وكاميرات مراقبة على الحدود السورية الأردنية
لمراقبتهم" بحسب قوله.
وهكذا يتبدى الدور الكبير والمباشر الذي تلعبه المخابرات
الأردنية في إدارة وتنظيم وتوجيه النشاط العسكري للمليشيات المسلحة السورية، ويثبت
أن هذه المليشيات ليست سوى أداة تقوم بتنفيذ ما يطلب منها من قبل هذه المخابرات
التي لا يخفى ارتباطها بالمخابرات الأميركية والبريطانية، ويطرح العديد من
التساؤلات حول قبول - من يقولون أنهم يثورون ضد الظلم والاستبداد- بهيمنة المخابرات
الأردنية على قياداتهم وفرض أجندتها الخاصة على نشاطهم وتسخيرهم من أجل تحقيق
أهدافها أيّاً كانت هذه الأهداف.

Admin عدد المساهمات : 556 تاريخ التسجيل : 27/03/2011

شكرا لك اختي تم نقل الى القسم الهام

» الفرنسي تيري ميسان: إدارة أوباما قرّرت التخلي عن المجموعات المسلحة في سورية
» الزعيم السلفي الأردني وعميل المخابرات الأردنية ياسر العجلوني يفتي بسبي النساء العلويات في سوريا
» صحوات سوريا تبدأ في مواجهة المجموعات المسلحة
» جمو: تم اسقاط حلم المجموعات المسلحة في سوريا وهناك من تخلى عنهم
» استمرار العنف... ذريعة بريطانية لتبرير دعم المجموعات المسلحة في سوريا